لم يفق الاحتلال، ومنظمته الأمنية من نتائج عملية إطلاق النار في حوارة، أمس الأول والتي أسفرت عن مقتل مستوطنين إثنين، فيما لا زال المنفذ مجهولًا، حتى اكتملت الصدمة بعملية جديدة قرب مستوطنة كريات أربع بالخليل، صباح اليوم، قتلت فيها مستوطنة وأصيب آخر.

وأجمع محللان في أحاديث منفصلة مع "شمس نيوز" أن المقاومة أصبحت تحرج المنظومة الأمنية للاحتلال في تسارع عملها الفدائي من شمال الضفة إلى جنوبها، الأمر الذي يشكل ضغطًا إضافيا وكبيرًا من خلال فشل كل الجهود الاستخباراتية والعملياتية على الأرض مدعمين بكل الامكانيات اللوجستية العسكرية.

إخفاقات جديدة للاحتلال

الكاتب والمحلل السياسي ياسر الخواجا قال: "العمليتان جاءتا في وقت تواصل فيه حكومة الاحتلال تسجيل الإخفاقات، خاصة في موضوع الضفة الغربية، وتصاعد المقاومة هناك".

وأوضح الخواجا لـ"شمس نيوز" أن نتنياهو ورئيس الشاباك والقائد العسكري للضفة يتابعون عن كثب، وبشكل حثيث مجريات عملية الملاحقة، ينتظرون خبر إلقاء القبض على منفذ عملية حوارة.

وأضاف "جاءت عملية الخليل البطولية كالصاعقة في المكان غير متوقع لتجسد مفهوم التشويش والتشتيت الأمني، وتكرس مفهوم وحدة العمل، ووحدة الجغرافيا والساحات الفلسطينية في الضفة".

وبحسب ما يرى الخواجا فإن توسع عمليات إطلاق النار يقلق الاحتلال ويجعله في عدم توازن، وقدرة في السيطرة على الأوضاع الأمنية، ومنع المقاومة من القيام بعملياتها التي زادت استنزافه، وكلفته الأمنية من خلال نتائجها".

وتابع "المقاومة أصبحت تزيد من حالة الارباك والاضطراب في جهود الاحتلال الذي بات يتلقى الصفعة تلو الأخرى من حوارة شمالًا إلى جنوب جبل الخليل".

وأكمل الخواجا "شارع 60 الممتد إلى نحو 240 كيلو متر، والذي يربط مستوطنات الضفة بعضها البعض ويمر بمعظم مدن الضفة الغربية، كله مرتبط بتدابير أمنية عالية وتواجد عسكري هو الأكثر والأهم في مناطق الضفة الغربية للحفاظ على أمن المستوطنات الممتدة على طول هذا الطريق".

وختم حديثه "ما يجري اليوم من عمل مقاوم يفرض على الاحتلال معادلة أن لكل تجاوز واعتداء رد قاسي ومكلف هو حقيقة لم يكن إلا بفعل حالة التراكم والتضحيات للفعل المقاوم التي صنعته شمال الضفة وعلى وجه التحديد جنين البطولة بكتائبها المظفرة".

المقاومة مستمرة بالتطور

من ناحيته الكاتب والمحلل السياسي عرفات أبو زايد، أشار إلى أن المقاومة سجلت تطورات جديدة في عملياتها النوعية، والمتمثلة باتخاذ أساليب تكتيكية جديدة ونوعية، تساهم بشكل أكبر في تحقيق وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجنود والمستوطنين.

وقال أبو زايد لـ"شمس نيوز": "يضاف إلى التطورات السابقة فقد أدخلت المقاومة التصنيع العسكري بالضفة، والتي كان من أبرزها صناعة، وإطلاق عدد من الصواريخ، وكذلك صناعة وزراعة العبوات الناسفة شديدة الانفجار في جنين، والتي أعطبت العديد من مركبات ومصفحات جيش الاحتلال".

وأضاف "يبدو أن المقاومة بالضفة أصبحت حالة شعبية أكثر منها حالة تنظيمية وأصبحت تملك بُعد أمني ناضج، وذلك من خلال الضرب والانسحاب، وهو ما أصبح واضحاً في عمليتي حوارة والخليل مؤخراً من خلال انسحاب منفذي هذه العمليات".

وتابع أبو زايد "الواقع يقول إن الاحتلال سيعاني أكثر في المرحلة القادمة في ظل فشل كافة التفاهمات المتعلقة بوقف المقاومة مثل قمة العقبة، وكذلك تصاعد بيئة العمل المقاومة وتثوير مدن الضفة وانغلاق أي أفق أمام أي حلول يقبل بها شعبنا".