غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تهديدات الاغتيال المتصاعدة.. المشهد والسيناريوهات المتوقعة

شمس نيوز - محمد الخطيب

هدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقادته العسكريون باغتيال قادة المقاومة الذين يقفون خلف عمليات المقاومة في الضفة المحتل، والتي أسفرت خلال الأيام الماضية إلى قتل 3 مستوطنين وإصابة عد آخر بجروح مختلفة.

جاءت هذه التهديدات عقب اجتماع الكابينت لبحث سبل إعادة صورة الردع المتآكل لدى جيش الاحتلال، والتي أصبحت أمراً محرجا لحكومة الاحتلال، في ظل شن وسائل الإعلام العبرية، خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، حملة تحريض ودعوات لاغتيال قادة المقاومة الفلسطينية بسبب زيادة العمليات البطولية في الضفة.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، ذكر أن تهديدات الاحتلال باغتيال قادة المقاومة ليست بالأمر الجديد، مبينًا أنه مستمر في تهديداته منذ فترة طويلة، تزداد هذه التهديدات أحيانا عندما يتعرض الاحتلال لعمل مقاوم مؤلم كما حدث في الخليل ومن قبل في حوارة.

وقال الصواف لـ"شمس نيوز": إن "التهديدات تؤخذ على محمل الجد، إذ يعد هذا العدو غادر ولا يؤمن جانبه، لذلك قد يرتكب أي حماقة ولكن الأمر لن يكون سهل".

وبيَّن أن المقاومة تراقب الاحتلال من زوايا عديدة وهي على أهبة الاستعداد؛ لمواجهة أي حماقة يرتكبها الاحتلال.

وأضاف الصواف "الاحتلال يفكر بشكل جاد تنفيذ عمليات اغتيال سواء في الداخل أو الخارج، وهو خيار أولي ومتقدم لدى الاحتلال ويعتبر أن نتائجه لن تكون كبيرة"، لافتا إلى أن هذا الظن لدى الاحتلال غير دقيق، لأن أي عملية اغتيال ستفتح عليه أبواب جهنم، ولن يستطيع إغلاق المواجهة كما يعتقد، مرجحا أن المواجهة ستكون أكبر وأشمل إذا كان الاغتيال لقادة في الخارج.

ودعا إلى الحذر الشديد لأن الأجواء صعبة وتتطلب من الجميع أن يكون على أهبة الاستعداد لأن هذا العدو غادر وقد يرتكب حماقات متعددة.

وتوقع أن يكون لدى الاحتلال نية بشن عدوان على غزة أو غيرها، وذلك لأسباب عدة منها الوضع الداخلي لدى حكومة الاحتلال، وكذلك الحالة التي عليها جيش الاحتلال، معتقدا أن الاحتلال قد يقدم على عملية اغتيال سواء في الداخل أو الخارج أو الإثنين معا.

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي ياسر الخواجا، أن الاستنزاف لحكومة الاحتلال زاد بعد سلسلة من الفشل المتلاحق في منع عمليات المقاومة، الأمر الذي دفع قيادة الاحتلال إلى الدفع بعدة كتائب إضافية من الجيش لحماية المستوطنات وتعزيز والطرق المفصلية والرئيسة
وأشار الخواجة إلى أن هذا الأمر سيكلف جيش الاحتلال كثيراً من الإرهاق والضغط؛ لأن زيادة عدد الفرق والألوية التي تتواجد في الضفة يعني استنزاف ما يفوق عما نسبته 65% من تعداد جيش الاحتلال النظامي.

وأضاف "كل هذا الجهد يأتي بهدف زيادة العمل الأمني والعسكري، ولكن على الرغم من ذلك فإنني أقول وبثقة عالية أن العدو لن يستطيع بكل هذا العدد وتلك الجهود الاستخباراتية والعملياتية القضاء على المقاومة ومنع العمليات في مناطق الضفة والعمق الصهيوني".

وحول ساحة غزة، اعتقد الخواجا أن هناك استبعاد لمسألة التواصل من غزة مع منفذي العمليات في الضفة الغربية، كون حركة حماس تعلم جيدا أبعاد ذلك؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي في حال اكتشف ذلك فسيكون لهذا الأمر تبعات خطيرة جداً.

وتابع "حماس في غزة تحافظ على نمط معين من الهدوء، سعيًا منها لعدم إدخال غزة بشكل أو بآخر في أي معركة مقبلة، أو صدام مع الاحتلال سوى معركة التحرير المنتظرة -على حد وصفهم-" 

ورجح الخواجة في حديث لـ"شمس نيوز"، أن الاحتلال لن يقدم على أي خطوة في ساحة لبنان من شأنها أن تدخله في معركة موسعة ومتعددة الجبهات، كونه غير مستعدة لها على كل الصعد، وخصوصاً أن حالة الانقسام الداخلي في الكيان مازالت مستمرة، وستأخذ في القريب مسارات أكثر تأثيرًا وتصعيدًا.

وتابع "هذا التآكل في الجبهة الداخلية أصاب العدو في مقتل، خاصة في الجيش أو ما يعرف بـ(بوتقة الصهر)، إضافة إلى حسابات مهمة تتعلق بقدرات حزب الله ومحور المقاومة العسكرية وكفاءتها القتالية.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على الساحة السورية على مدار الوقت، وتنفذ فيها عمليات قصف لمواقع عسكرية حساسة، واغتيال لقادة عسكريين سوريين وإيرانيين.
وقال: "نرى بالجبهة السورية الساحة الأفضل للانتقام وتنفيذ عمليات الاغتيال والظهور بصورة الجيش القوى الذي تصل ذراعه إلى كل مكان، إضافة إلى أن العمل في ساحة سوريا لن يدفعها لخوض مواجهة مستمرة ضمن قواعد الاشتباك المعهودة والمعمول بها منذ فترة طويلة".

وتابع "الأنظار والجهد الاستخباراتي والعملياتي لحكومة الاحتلال سيصب باتجاه الضفة الغربية؛ لأن المشكلة الأساسية التي تعاني منها حكومة الاحتلال وائتلافها الفاشي تكمن بفقدان الأمن وتصاعد العمليات الفدائية في منطقة الضفة الغربية، وإن كل المشاريع الاستيطانية التي أقرت لبدء العمل فيها على الأرض واستكمال مشروع الضم وحلم الدولة اليهودية أيضاً في الضفة الغربية".

ورجح أن يدفع الاحتلال بعد الإخفاق في مواجهة المقاومة باتجاه عمليات انتقامية وربما تتسم بالاغتيال لتحقيق صورة ولو مؤقتة للنصر وإعادة شيء من الردع المتآكل، فربما يحقق له ذلك حالة من إشباع الرغبات الفاشية الانتقامية تجاه الشعب الفلسطيني، ويخرجها ولو قليلا من عقدة القضاء على المقاومة التي لم تستطع حلها إلى الآن.

واعتقد الخواجا أن التصريحات والتهديدات التي تم إطلاقها من قبل رئيس حكومة الاحتلال للبنان وغزة ناجمة عن الفشل في مواجهة العمل المقاوم المتصاعد هناك، وهي تهديدات جوفاء لا يجرؤ على تنفيذها حالياً بسبب تعقيدات المشهد الداخلي في الكيان كما أسلفنا؛ وخصوصًا أن حزب الله توعد بالرد على أية عملية اغتيال على الأراضي اللبنانية، وبالتالي خطوة كهذه من الممكن أن تقلب الطاولة وتفتح النار على كيان الاحتلال وتضعه في مواجهة حتمية متعددة المحاور والجبهات.

وختم حديثه بالقول: "إسرائيل تعيش في مأزق أمني وعسكري كبير نتيجة المقاومة في الضفة الغربية، وتدفع بالمزيد من الجيش لتغطية الحالة الأمنية هناك، فكيف بها إذا فتحت عليها عدة جبهات قتالية!"، متابعا أن "إسرائيل" لن تستطيع أن تقدم على هذه الخطوة، وستستمر في عملياتها في الضفة، إضافة إلى استمرار الضرب في الساحة السورية دون أن تقحم نفسها في مواجهة واسعة لا تحمد عقباها.