قائمة الموقع

اجتماع الكابينت.. اللي بيجرب المجرب عقله مخرب

2023-08-24T13:35:00+03:00
خالد صادق
بقلم/  خالد صادق

في مشهد غريب ينم عن مدى المأزق الذي تعيشه حكومة الصهيونية الدينية، وحالة الارتباك التي تعتريها, وجهت دعوات للكابينت بتقريب موعد الانعقاد والاجتماع لتدارس الرد على عمليات المقاومة المتصاعدة, فتقرر ان يكون الاجتماع يوم الاحد القادم, لكن الإسرائيلي المأزوم والمرتبك لم يتحمل الانتظار للاحد القادم, فضغط للانعقاد الفوري للكابينت فكان الاجتماع امس الثلاثاء, وخرج اجتماع الكابينت الصهيوني المصغر بنتائج كانت منتظرة ومتوقعة من احتلال نازي قائم على القتل وسفك الدماء وازهاق الأرواح, الاجتماع استمر نحو ساعتين ونصف, وانتهي بالتأكيد على دعم الجيش الصهيوني, وكأن حكومة نتنياهو التي دخلت في خلافات مع قيادة الجيش تريد ان تعود لحضن الجيش مرة أخرى وتشتري وده, ما يسمى بوزير «الأمن القومي الصهيوني» إيتمار بن غفير طالب بوضع حواجز جديدة على طرق الضفة الغربية، وفرض إغلاقات على مدنها وقراها والعودة للاغتيالات بالضفة، إلا أن ممثلين عن الجيش «الإسرائيلي» أكدوا أنه يتم تنفيذ هذه الإجراءات منذ سنوات, ويبدو ان بن غفير الذي يعيش عهد المراهقة السياسية لم يع ان جيشه يمارس سياسة القتل والتصفية بشكل ممنهج منذ سنوات, فالاحتلال جرب ذلك في قطاع غزة, واللي بيجرب المجرب عقله مخرب, فالنتيجة لهذه السياسة الدموية كانت زوال الاحتلال واندحاره عن قطاع غزة, فالثورة الفلسطينية المسلحة وقودها دماء الشهداء, وديمومتها تكمن في حجم التضحيات, وتصاعدها مرهون بمدى العنف والجرائم والمجازر التي يرتكبها الاحتلال, فهذه ليست وسائل ردع, لأنها لا تخيف الفلسطيني ولا تردعه, فالطفل الفلسطيني الذي يخرج للشارع بحجر ليواجه دبابة ورصاصة ومدفعاً, لا يهاب الاحتلال, فاين هو الردع الذي يمكن ان تراهن عليه «إسرائيل» وحكوماتها المتعاقبة, لكن «إسرائيل» لا تتعلم من تجاربها, وتصر على الاستمرار في القتل وسفك الدماء, وعليها ان تنتظر دائما تصاعد الفعل المقاوم, لأنها معادلة فرضها الفلسطينيون على الاحتلال طوال سنوات الصراع معه.

 

واضح ان الكابينت الصهيوني بات يبحث عن خيارات رادعة, ففتح ملفات الاغتيال والاعتقالات والعقوبات الجماعية من خلال التوسع الاستيطاني على حساب الفلسطينيين, وتوافق المستوى السياسي والأمني والعسكري على توجيه ضربات مركزة ورادعة لقيادات العمل الوطني, لان «إسرائيل» تدرك تماما ان أي عملية اغتيال سيتم الرد عليها من فصائل المقاومة الفلسطينية بكل قوة, وتدرك انها ستدفع الثمن, لذلك هي تبحث دائما عما تسميه «بصيد ثمين» حتى تستطيع ان تسوق ذلك على الإسرائيليين وتسرق صورة نصر حتى وان كانت صورة «وهمية» فحكومة الصهيونية الدينية كلها قائمة على الوهم, وهى التي اوجدت حالة الخلاف والتظاهر في الساحة الداخلية الصهيونية, وتعاني من انقسامات حادة في مواقفها السياسة, فخلال اجتماع الكابينت رد ما يسمى بوزير الحرب يوأف غالنت على مطالب بن غفير بالقول «هذا يزيد من خطر الاحتكاك وعلينا الانتباه لذلك، الحدث قد يؤدي إلى أحداث أخرى».

 

وهاجمه بن غفير، بالقول: «الناس قتلوا وأنتم تتحدثون عن خطر الاحتكاك.. نحن بحاجة إلى التوصل إلى إجراءات عملية ضدهم». وهو يقصد المقاومين الفلسطينيين. وطالب بن غفير بتشديد ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين ردًا على الهجمات، إلا أن نتنياهو أبلغه أنه سيتم تحديد جلسة أخرى لاحقًا لمناقشة ذلك، وكأن نتنياهو يؤجل المواجهة داخل حكومته الى أوقات أخرى, فهو الذي قال انه يولي اهتمامات اكبر للملف النووي الإيراني, ووقف العمليات الفدائية الفلسطينية, والتصدي لسياسة وحدة الساحات التي فرضتها المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة تحديدا, خاصة بعد ان تمدد الفعل المقاوم وتوسع ليشمل كل مدن الضفة, ثم دعونا نتساءل عن السؤال الذي يدور في خلد الإسرائيليين دائما, وهو هل سياسة الردع رادعة بالفعل للفلسطينيين؟, وهل حققت نتائج لهم وكيف ردت عليها وواجهتها فصائل المقاومة الفلسطينية؟.

 

الاحتلال بات يدرك ان المقاومة الفلسطينية تأخذ خطوات من خلال الانتقال من حالة الدفاع الى حالة الهجوم, وان زيادة الخلايا العسكرية في مدن الضفة الغربية, أدى الى تنامي الفعل المقاوم, ولا غرابة اننا بدأنا نسمع أصواتاً سياسية باتت تنادي بضرورة الانسحاب من الضفة الغربية, الامر الذي نادى به احد قياديي حزب يوجد مستقبل وهو رام بن باراك الذي شغل سابقا منصب نائب رئيس الموساد الصهيوني, ورأس لجنة الشؤون الخارجية في الكنيست الإسرائيلي, حيث يرى ان الحل في الضفة الغربية يتمثل في ضرورة انسحاب «إسرائيل» منها, وانه لا يعقل ان تبقى «إسرائيل» تتحكم في مصير ملايين الفلسطينيين هناك, وهو يرد على نتنياهو الذي يقول اننا دخلنا في مرحلة جديدة من المواجهة مع الفلسطينيين, وعلينا ان نكون مستعدين لها, فهل بمقدور «إسرائيل» فعلا ان توقف العمليات الفدائية وتحد من أداء المقاومة وتمنع العمليات في الضفة المحتلة؟ اكاد اجزم ان هذا ليس بمقدور حكومة الصهيونية الدينية, التي بفضل سياستها الخرقاء, وشموليتها لوزراء متطرفين لا يخفون نواياهم العدوانية تجاه الفلسطينيين, أحدثت حالة اجماع فلسطيني وتوافقاً داخلياً على الانحياز للمقاومة كخيار استراتيجي لا بديل عنه, فلا «إسرائيل» يمكن ان تتوقف عن ارتكاب جرائمها ومجازرها البشعة بحق الفلسطينيين, ولا المقاومة الباسلة يمكن ان توقف عملياتها الفدائية وهجماتها ضد لاحتلال, انها اذا حرب مفتوحة يخوضها الشعب الفلسطيني لمواجهة مخططات الاحتلال العدوانية, ودحره عن ارضنا الفلسطينية المغتصبة.

اخبار ذات صلة