اعتبر رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وممثلها في لبنان إحسان عطايا، في تصريح خاص لوكالة أنباء العالم العربي، أن "الإفراج عن المعتقلين المقاومين لدى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية شرطًا رئيسًا للمشاركة في لجنة المتابعة التي تعمل الفصائل المشاركة في الاجتماع الذي عقد في مدينة العلمين المصرية على تشكيلها".
وقال: "إن اجتماع العلمين الذي دعا إليه الرئيس محمود عباس قاطعته الحركة لأسباب معلنة تتعلق باعتقال المقاومين في الضفة الغربية وجنين، وعدم إخلاء سبيلهم".
وبينما أكد عطايا على أن "الحركة لن تكون جزءًا من تلك اللجنة إذا لم يتم الإفراج عن المعتقلين المقاومين"، فقد ذكر في الوقت ذاته أنه "لا نية لدى الحركة مقاطعة اجتماعات قادمة للفصائل الفلسطينية، إلا إذا كانت هناك أسباب موجبة لذلك".
وحول إمكانية خوض حركة الجهاد معركة ضد أجهزة السلطة الفلسطينية، بسبب تشديد اعتقال عناصر الحركة في الضفة، قال عطايا: "سلاحنا موجه ضد العدو الصهيوني؛ وأي اقتتال داخلي فلسطيني، أيًّا كان عنوانه أو سببه، لا يخدم سوى العدو. ونحرص كل الحرص على عدم انحراف السلاح عن بوصلته ووجهته". مضيفًا: "معركتنا ليست داخلية، وإنما مع العدو الصهيوني. وجميع الفصائل المقاومة تؤمن بهذا المبدأ وهذا النهج، بأن السلاح الفلسطيني يجب أن يوجه فقط صوب العدو الذي احتل أرضنا ومقدساتنا، وارتكب أبشع المجازر بحق شعبنا".
وحدة موقف مطلوبة في معركة مفتوحة
ويرى عطايا أن "الفصائل الفلسطينية المقاومة تخوض معركة مفتوحة "بأشكال مختلفة" ضد العدو الصهيوني".
وقال: "المعركة طويلة مع عدونا، وهي بحاجة إلى صبر وجلد، وإرادة قوية، وعزيمة صلبة"، معتبرًا أن "قدرات الفصائل الفلسطينية المقاومة تزداد يومًا بعد يوم، وأدواتها ووسائلها تتطور كذلك"، في الوقت الذي يرى فيه أن "كيان العدو بدأ بالتآكل داخليًّا".
وأضاف: "الانتفاضة المسلحة في الضفة الغربية قائمة، وستبقى مستمرة إلى حين تحقيق أهدافها... نحن نواجه عدونا بكل ما أوتينا من قوة، ومعنيون بأن تشارك كل القوى والفصائل الفلسطينية في مقاومة العدو، وأن يشارك الشعب الفلسطيني في المقاومة بأي شكل من الأشكال المتاحة، كل بحسب قدراته وموقعه".
وقال: "حركة الجهاد معنية بوحدة الموقف الفلسطيني المقاوم، وكتائبها المقاتلة في الضفة تجسد هذه الوحدة ميدانيًّا، وهذا ما نسعى إليه دائمًا". لكنه أردف قائلاً: إن "طبيعة الضفة الغربية تختلف عن طبيعة غزة، بشأن تشكيل غرفة عمليات مشتركة".
في الوقت ذاته، استبعد عطايا مشاركة الحركة في أية انتخابات محلية تجرى في قطاع غزة؛ وقال: "إن أية انتخابات تندرج تحت اتفاق أوسلو، وتنبثق عن مخرجاته، لا نُشارك فيها عادة".
وسائل الرد على الاغتيالات والاعتقالات
وبشأن المعتقلين في السجون الصهيونية، لم يستبعد عطايا اللجوء إلى اختطاف جنود صهاينة إذا أتيحت الفرصة، "كوسيلة للضغط على قادة العدو، من أجل الإفراج عن جميع الأسرى، سواء بالتبادل أو بغيره". وقال: "إن الحركة تقاتل وتجاهد من أجل تحرير الأسرى، والمقدسات، وكل فلسطين".
وحول تلويح العدو باغتيال قياديين من الفصائل الفلسطينية بعد تزايد العمليات في الضفة، قال عطايا: "معادلة الرد على الاغتيالات قائمة وثابتة بالنسبة للجهاد الإسلامي، وأي اغتيال سيكون الرد عليه قاسيًا".
وأضاف: "نحن ندرك أن كيان العدو يعاني من انقسام حاد وأزمة داخلية كبيرة، وهناك محاولات عديدة للخروج من أزمته. وقد حاول نتنياهو بعدوانه الإجرامي والهمجي على جنين مؤخرًا، ضرب بنية المقاومة العسكرية أو اجتثاثها، من جهة، وترميم تصدع كيانه الداخلي، من جهة أخرى، لكنه صُدم ببسالة المقاتلين وصمود شعبنا المقاوم وقدرة كتيبة جنين على التصدي الأسطوري لجنود العدو المدججين بأحدث أنواع السلاح، وقد فشل فشلاً ذريعًا في تحقيق أهدافه".