تواصل المقاومة الفلسطينية، بكل السبل والوسائل المتاحة الإعداد ومراكمة القوة في إطار تطوير قدراتها العسكرية والصاروخية، إذ نلاحظ بشكل شبه يومي تجارب صاروخية عديدة تجريها المقاومة "في إطار التطوير والاستعداد"، حيث رُصد إطلاق نحو خمسين صاروخاً من أنواع مختلفة وبرؤوس تدميرية قوية تجاه البحر قبل أيام.
وتحمل التجارب الصاروخية، رسائل سياسية وعسكرية واضحة لقيادة دولة الاحتلال، أن أي حماقة يرتكبها الاحتلال بحق المقاومة وقادتها، لن تتهاون بالرد على تغول الاحتلال.
وخلال الآونة الأخيرة تصاعدت حدة التهديدات الموجهة من حكومة الاحتلال وأركان جيشها، تجاه المقاومة الفلسطينية، وقادتها، أخر تلك التهديدات ما قاله رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو إن "من يقف خلف المقاومة سيدفع الثمن".
رسائل واضحة
الخبير في الشأن العسكري والأمني عبد الله العقاد، أكد أن التجارب الصاروخية للمقاومة ليست تجارب بقدر أنها رسائل واضحة تؤكد حالة الاستنفار لدى المقاومة، للرد على تهديدات الاحتلال التي يعبث من خلالها بملفات غاية في الحساسية، سواء كانت المسجد الأقصى أو الأسرى أو التلويح باغتيال قادة المقاومة.
وقال العقاد لـ"شمس نيوز": إن "التجارب الصاروخية دلالة واضحة على جاهزية المقاومة واستعدادها لأي مواجهة قادمة، وأن تهديدات العدو ستلاقى برد غير مألوف حال المساس بأي من قادة المقاومة أو الأسرى الأبطال، إذ سينبى على الرد تغير في الواقع السياسي"، معتقدا أن رد المقاومة سيكون سابقة جديدة في إطار هذا الصراع المفتوح مع العدو.
وشدد على أن المقاومة كانت تصارع الوقت إذ كان الزمن يعمل لصالحها في تطوير كفاءاتها ومراكمة قوتها في الوقت الذي كانت تشاغل به العدو، وكانت تراكم بالمزيد من القوة وأسبابها وهذا ما يمكن أن نقرأه في حجم الرشقة الصاروخية قبل أيام ونوعية الصواريخ التي أطلقت تجاه البحر.
ورجَّح العقاد أن المقاومة ستكون على استعداد لمواجهة ما يحيط بالشعب من أخطار نتيجة نوايا الاحتلال وحكومته الفاشية في رؤيتها لحل الصراع القائم، باعتبار الشعب الفلسطيني هو زيادة حمولة يجب أن يتم التخلص منها، مبينا أن حكومة الاحتلال وعلى رأسها وزير مالية الاحتلال بتسلإيل سموتريش، يحملون هذه الرؤية التي تهدف لترحيل الشعب عن الأرض وجعل الأرض محلا خالصا للاحتلال ومستوطنيه، وهذا هو التحدي الذي تقف أمامه المقاومة، وتعمل على مجابهته بكل الوسائل والسبل.
مراكمة القوة
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن الصواريخ التجريبية التي تطلقها المقاومة الفلسطينية تجاه البحر تأتي في إطار التجارب التطويرية ومراكمة القوة لقدرات وأسلحة المقاومة.
وقال الصواف لـ"شمس نيوز": إن "التجارب تؤكد على مراكمة القوة لدى المقاومة، التي تعد نفسها للمرحلة القادمة، إذ تعد نفسها جيدا للمعركة التي يبدو أنها باتت قريبة".
ورجَّح الصواف أن التجارب التي تقوم بها المقاومة، لا علاقة لها بالتهديدات الصهيونية بشكل مباشر، مشيرا إلى أنها تأخذها على محمل الجد، والاستعداد بات واجبا على المقاومة.
وأوضح أن صواريخ المقاومة بمثابة رسائل موجهة للعدو وأن لديها ما تستطيع الدفاع به عن الشعب الفلسطيني وعن أرضه.
وتابع المحلل السياسي: "التجارب تأتي ضمن الاستعداد للرد على أي حماقة قد يرتكبها الاحتلال، سواء بالاغتيالات أو الاعتداء على المسجد الأقصى أو الأسرى داخل السجون".