قائمة الموقع

القيادي الثائر صالح العاروري ورد الفعل الضروري

2023-08-28T11:40:00+03:00
خالد صادق

خالد صادق

انتفاضة مسلحة حقيقية فجرتها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وحركة المقاومة الفلسطينية حماس ومجموعات «متمردة» على سياسة السلطة من كتائب شهداء الأقصى في وجه الاحتلال الصهيوني, انتفاضة مسلحة ارهقت الاحتلال, وأوقعت في صفوفه نحو 34 قتيلا صهيونيا منذ بداية العام, الامر الذي فجر سيلا من الانتقادات لأداء حكومة بنيامين نتنياهو, وجعله يبحث عن مخرج بأي شكل كان, ويحاول إعادة صورة الردع التي تآكلت امام الفعل الفلسطيني المقاوم, نتنياهو أراد ان يوحي للإسرائيليين ان هناك قوى خارجية كبيرة كإيران ومحور المقاومة تقف وراء تلك العمليات, وانه لولا هذه الدول لما استطاع الفلسطينيون تنفيذ عمليات فدائية بهذه القوة, ولما استطاعوا ان يوقعوا هذا الكم من الخسائر البشرية, وزعم نتنياهو ان ايران ومن خلال تنظيمات مواليه لها حسب قوله اغرقت الضفة بالمال والسلاح, وخلقت هذه الحالة الثورية لدى الفلسطينيين, وبدأ نتنياهو بتهديداته تارة لأمين عام حركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة, وتارة أخرى لمسؤول الدائرة العسكرية في الحركة القائد اكرم العجوري الذي نجا من عدة محاولات اغتيال دبرها وخطط لها الاحتلال الصهيوني بعناية لكنها فشلت في استهدافه, واليوم وبعد ان تبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس سلسلة من العمليات في الضفة الغربية المحتلة, واخرها عملية حوارة البطولية التي قتل فيها مستوطنان صهيونيان, وجّه بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، تهديداً مباشرا لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ صالح العاروري.

وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية، إن «العاروري يعرف جيداً سبب اختبائه هو وأصدقاؤه، حماس تدرك جيدا أننا سنقاتل بكل الوسائل ضد محاولاتهم لخلق الإرهاب ضدنا  في الضفة، وفي غزة وفي أي مكان آخر»، رغم ان القائد صالح العاروري لم يختف وخرج في مقابلة على قناة الأقصى وقناة الميادين لكن نتنياهو «الجبان» يعلم تماما ان اغتيال العاروري سيدفع ثمنه باهظا فأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله هدد بالرد على أي اغتيال على الساحة اللبنانية, كما انه يعلم ان اغتيال العاروري سيشعل الساحات الفلسطينية, ومع ذلك نتوقع ان يقدم نتنياهو على سلسلة من عمليات الاغتيال لإرضاء قادة الصهيونية الدينية, واخماد الشارع الصهيوني, واسترداد صورة الردع المتآكلة.

لقد بات من الواضح ان حكومة الصهيونية الدينية ليس لها عقل, وهى تدير الأمور بهمجية وفق عقلية متطرفة وعنصرية ودموية, راقبوا تصريحات ما يسمى بوزير المالية الصهيوني بتسلائيل سموتريتش, وما يسمى بوزير الامن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير لتقفوا على حقيقة ذلك, بن غفير الذي قال بوقاحة ، أن حقه وعائلته بالحركة في الضفة الغربية، «يفوق حق العرب»، الامر الذي ايده واثنى علية نتنياهو , وقرينه سموتريتش الذي أوصى بالتمسك بـ “عقيدة يوشع بن نون”، التي تعني تقديم ثلاثة بدائل للفلسطينيين، القبول بتهويد الضفة او تهجير الفلسطينيين منها, او ابادتهم عن بكرة ابيهم بحيث لا يبقى لهم اثر على الأرض, وفق هذه العقلية المتطرفة, وتهديدات نتنياهو لقادة المقاومة, وتهديده المباشر للشيخ صالح العاروري, يجب ان يدرك الفلسطينيين انهم ذاهبون لمعركة كبيرة مع الاحتلال, تلك المعركة التي تحدث عنها الشيخ صالح العاروري في مقابلته مع قناة الميادين بإسهاب, وحذر الاحتلال منها ومن تبعاتها, وهى تتطلب استعداداً كبيراً من المقاومة الفلسطينية التي عليها واجب المشاغلة وادامة حالة الاشتباك مع الاحتلال, وعدم السماح له بتغيير الوضع في الضفة من خلال تقسيمها لشمال وجنوب الضفة والتوسع الاستيطاني فيها وتهويدها بالكامل, فتمرير هذه المخططات يعني ان أطماع الاحتلال ستتزايد في الضفة, وان مشروع التهويد الكامل لها سيتحقق, وحلم يهودا والسامرة التوراتي سيتحول الى حقيقة, المجرم المتطرف بنيامين نتنياهو الذي يحمل ذاك الحلم التوراتي بتهويد الضفة قال صراحة «هذه ليست أياما سهلة، أياما مليئة بالتحديات، يجب أن نوحد قوانا ضد الإرهاب، وضد التهديدات الداخلية والخارجية التي تنظمها إلى حد كبير إيران من خلال أذرعها سنقف معا وسنهزمهم»، وفق قوله, هذا هو منطق نتنياهو الذي يهرب من ازماته الداخلية والخارجية بالتصعيد ضد الفلسطينيين, لذا علينا ان نكون مستعدين لكل الاحتمالات, دون النظر لقدراتنا وقدراتهم العسكرية, وامكاناتنا وامكاناتهم التكنولوجية, وجهوزيتنا وجهوزيتهم القتالية, فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله, هذه المعركة ستفرض علينا ولا سبيل امامنا الا المواجهة.

حركة حماس ردت على تهديدات نتنياهو، ضد نائب رئيس الحركة صالح العاروري، بأن تهديدات نتنياهو باغتيال صالح العاروري وقادة المقاومة هي «تهديدات جوفاء، لم ولن تنجح في إضعاف المقاومة، وأن «أي مساس بقيادة المقاومة سيواجه بقوة وحزم». وأضافت أن «الشيخ صالح وإخوانه جميعاً وشعبنا الفلسطيني الصامد المرابط، الذي قدم قافلة طويلة من الشهداء، ماضٍ بعزم ويقين في مقاومة الاحتلال حتى استعادة كل الحقوق المشروعة لشعبنا، وعلى رأسها حرية القدس والمسجد الأقصى المبارك». وتابعت الحركة، أنه «على العدو الصهيوني المرتبك بفعل ضربات المقاومة أن يعي أن أي مساس بقيادة المقاومة سيواجه بقوة وحزم», وهذه رسالة الجهاد الاسلامي وفصائل المقاومة التي ترسلها بوضوح للاحتلال الصهيوني, على قادة المقاومة الحذر جيدا لان نتنياهو يريد ان يحافظ على استقرار حكومته بالعودة للاغتيالات رغم ادراكه ان ثمنها سيكون باهظا.

اخبار ذات صلة