خالد صادق
حملة اعتقالات واسعة تقودها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة, متزامنة مع اعتقالات مماثلة يقوم بها الجيش النازي الصهيوني, وحملة الاعتقالات هذه وتلك تأتي في اطار الشراكة والتعاون والتنسيق الأمني بين سلطة محمود عباس والكيان الصهيوني, وتتركز على ملاحقة الاسرى والمحررين والمقاومين الفلسطينيين والمنتمين لحركتي حماس والجهاد الإسلامي, ووصلت الى حد اطلاق النار على الفلسطينيين وقتلهم على يد احهزة امن السلطة, كما حدث بالأمس في مخيم طولكرم, حيث وضع الفلسطينيون متاريس وحواجز لإعاقة اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني للمخيم وتصفية وملاحقة المقاومين الفلسطينيين, لكن أجهزة امن السلطة ووفق التعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال نفذت أوامر إزالة هذه المتاريس والحواجز في مخيم طولكرم, فالاحتلال امر بإزالتها والأجهزة الأمنية استجابت فورا, والنتيجة اشتباك بين أجهزة امن السلطة مع أهالي المخيم أدى لاستشهاد فلسطيني واصابة العشرات لأجل عيون «إسرائيل» ومدى رضاها عن أداء السلطة التي باتت تستسهل القتل والاعتقال, وتمارس كل اشكال القمع بحق الفلسطينيين, فالفصائل الفلسطينية تقول انها غير معنية بحرف البوصلة, وان سلاحها سيبقى مشرعا في وجه الاحتلال, ولا تركز إعلاميا على قمع السلطة للفلسطينيين, ولا على قتلهم على يد الأجهزة الأمنية, ولا على اعتقالهم وتعذيبهم وتسليمهم للاحتلال, وهذا كله يأتي تحت شعار الوطنية والواجب والمصلحة العامة وحرف البوصلة والعدو المركزي .. الخ ونحن لسنا ضد كل ذلك, لكن في نفس الوقت أرواح أبنائنا ليست رخيصة الى هذا الحد, وتعذيب المقاومين ونقلهم الى غوانتنامو اريحا تمهيدا لتسليمهم للاحتلال فعل اجرامي وحقير, والتعامل مع اضراب الاسرى في سجون السلطة بهذا الاستهتار جريمة تتحمل مسؤوليتها فصائل العمل الوطني, هل يعرف احدكم شيئا عن مراد ملايشة واخوانه المضربين عن الطعام, ماذا فعلتم لهم, حتى بعد قرار المحكمة بالإفراج عنهم لا زالوا رهن الاعتقال ومصيرهم بات بأيدي المتنفذين في أجهزة امن السلطة, الذي لا يعرفون الرحمة, ويتاجرون بالقضية فهم صنيعة دايتون وضباط الشاباك والموساد.
هل سمعتم عن الشاب عبد القادر زقدح الذي قتل بالأمس على يد الأجهزة الأمنية التابعة لمحمود عباس؟, ام ان مصيره كمصير نزار بنات مجرد رقم من ارقام القتلى والشهداء الفلسطينيين, وستقتصر معركتكم مع السلطة لاقناعها بتخصيص راتب شهيد له مقابل التعتيم على مقتلة, وعدم محاسبة القتلة والمجرمين المتنفذين في أجهزة امن السلطة, هل تذكرون شهيد جنين الذين قتلته أجهزة امن السلطة, هل تذكرون شهيد نابلس الذي قتلته أجهزة امن السلطة؟ هل تذكرون محاولات الاغتيال واطلاق النار التي تعرض لها الشهيد القائد خضر عدنان واسرته؟, امام كل هذا الفعل الشنيع والمجرم ماذا فعلتم, حتى ولو على المستوى القانوني, قد يظن البعض اننا نحرض على الاشتباك مع عناصر امن السلطة, او اننا ندعو لحرف البوصلة عن وجهتها نحو الاحتلال, بالتأكيد لا فهذا ليس واردا في مخيلتنا, ولا يمكن ان يجول بخاطرنا, لكننا نطالب بالحد الأدنى من التعامل مع تلك الجرائم التي يرتكبها مجرمين يعملون تحت امرة دايتون وضباط الاحتلال, أناس ارتبطت مصالحهم بشكل مباشر مع الاحتلال الصهيوني, وباتوا أداة من أدوات القتل والقمع والاستهداف لشعبنا ومقاومينا, بالله عليكم ماذا يمكن ان تقولوا لأسرة الشهيد عبد القادر زقدح, ماذا تقولون لوالدته ووالده؟, ما هو الذنب الذي اقترفه حتى يقتل على يد أجهزة امن السلطة, ان دمه سيبقى معلقا في رقبتكم لأنه كان يدافع عن مشروع المقاومة, ويمنع الاحتلال من ملاحقة المقاومين, ان رصيدكم كله كفصائل مقاومة تحميه تلك الحاضنة الشعبية التي تمثل العنصر الأقوى والاصلب في منظومة المقاومة, والجدار الاصلب الذي يحتمي به المقاومون وقت الازمات, وهى الحامي الرئيسي والاساسي لمشروع المقاومة الذي يسود ويكبر ويتسع, لإيمان الشعب الفلسطيني المطلق بان المقاومة هي الوسيلة الانجع لإحباط مخططات الاحتلال وتحقيق الإنجازات, فلا يجب ان تفقد الفصائل الفلسطينية المقاومة حاضنتها الشعبية من خلال التعمية والتكتم على تجاوزات السلطة وأجهزتها الأمنية بحق المقاومين الفلسطينيين والأسرى المحررين, فهناك وسائل كثيرة لمواجهة سياسة السلطة واجبارها على وقف الملاحقة والاعتقالات للفلسطينيين.
أولا: يجب فضح القتلة والجهات التي تقودهم وإبراز الدور المشبوه المكلفين به وارتباطهم المباشر بالاحتلال.
ثانيا» يجب ملاحقتهم قانونيا في المحاكم ومحاسبتهم على الجرائم التي يرتكبونها وملاحقة مسؤوليهم قانونيا.
ثالثا: يجب تعرية أجهزة امن السلطة امام الجميع، وكشف الجوانب الخفية في معاملتهم وتنسيقهم مع الاحتلال.
رابعا: يجب فضح المسؤولين بالاسم الذين يجلسون مع قادة الاحتلال لتعزيز التنسيق والتعاون الأمني معه.
خامسا: التوجه الى العشائر والعائلات التي ينتمي اليها هؤلاء القتلة ودعوتهم لمحاسبة أبنائهم على جرائمهم.
وأخيرا فان علاقة الفصائل الفلسطينية المقاومة بالسلطة قائمة على قاعدة اذا دعيتم فلبوا، فبمجرد ان تدعو السلطة الى حوار تتسابق الفصائل لتلبية الدعوة، لتحصد في النهاية الفشل الذريع، وهذا الامر يؤدي الى الإحباط والإحباط يؤدي الى اليأس، واليأس يؤدي لنفض اليد من المقاومة، على الأقل امتنعوا عن الاستجابة لدعاوى السلطة حتى يتم وقف القمع والقتل، ومهدوا لإنجاح حواراتكم على أسس متينة لضمان تحقيق نجاحات لكم, واعتبروا يا أولي الالباب.