إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كان مخيم جنين على موعد مع فارسه عبد الكريم بسام السعدي في 29 أبريل 1986م، لعائلة مجاهدة قدمت الدماء والتضحيات، فقد كان عميدها القيادي الأسير بسام السعدي صاحب التاريخ الجهادي الطويل، ونجليه الشهيدين عبد الكريم وإبراهيم، واعتقال الزوجة والأبناء. وتلقى فارسنا عبد الكريم تعليمه في مدارس مخيم جنين.
بدأ فارسنا عبد الكريم نشاطه قبل اندلاع انتفاضة الأقصى من خلال المشاركة في المواجهات مع قوات الاحتلال ورشقهم بالحجارة، ومع بدء الانتفاضة عام 2000م التحق بصفوف سرايا القدس، حيث تأثر بارتقاء أصدقائه الشهداء إياد المصري وأسامة تركمان، كما كان على علاقة مع الشهيد القائد محمود طوالبة والذي طالبه لأكثر من مرة بتنفيذ عملية استشهادية لكنَّه رفضه لصغر سنه.
شهيدًا على طريق القدس
فجر السبت 1 سبتمبر عام 2002م، أقدمت قوات الاحتلال على اقتحام مخيم جنين بعشرات الدبابات لتدور اشتباكات عنيفة، حيث كان فارسنا عبد الكريم من أولئك الأبطال الذين يصدون العدوان، فباغته رصاص الاحتلال ليرتقي شهيدًا على طريق القدس، وبقي ممتشقًا السلاح الذي قاوم به، ليؤكد أنه لا خيار في مواجهة هذا العدو إلا المقاومة.