يظن نتنياهو الواهم انه صدَر الرعب لقادة المقاومة, وان تهديداته ووعوداته بالويل والثبور لمن يتحدى «إسرائيل», يمكن ان تؤثر او تنعكس على الفعل المقاوم على الأرض, او يكون لها محاذير في عقول قادة المقاومة في فلسطين وخارجها, نتنياهو الاحمق لا يريد ان يفهم ان القتل والاغتيال لا يخيف الفلسطينيين ولا يرعبهم, ولا ينعكس على الأداء العسكري لقياداتنا الوطنية سلبا, انما لو امعن نتنياهو الغبي النظر قليلا, فسيجد ان الفعل المقاوم في الأراضي الفلسطينية ينطلق دائما ويكبر ويتعاظم في المناطق التي يداهمها الجيش الصهيوني ويتغول فيها على الفلسطينيين وقادة المقاومة, انظروا الى جنين الصمود والاباء كيف تتعرض للاجتياح وتصفية المجاهدين واعتقالهم, لكنها تبقى الأكثر حضورا في ميدان المقاومة, وهكذا نابلس وحوارة وطولكرم ومخيم عقبة جبر ورام الله والخليل وغيرها, نتنياهو لا يجد ما يمكن ان يسوقه على الإسرائيليين الا التهديد والوعيد لقادة المقاومة ورمزها, لكنه يدرك في النهاية ان أي فعل اجرامي سيقدم عليه له ثمن, وقد لا يتحمل نتنياهو وحكومته النازية تبعات أي ردات فعل لفصائل المقاومة الفلسطينية, صحيح ان الخيارات لدى نتنياهو باتت محدودة, وانها باتت صعبة ونتائجها قد تكون كارثية, لكنه يخشى من انهيار حكومته ان لم يستجب للصهيونية الدينية, وينفذ الاجندة الانتخابية التي وعد بها الإسرائيليين, كما انه يسعى للخروج من حالة الدفاع عن النفس امام المعارضة الصهيونية, ويعيد الاعتبار له ولحكومته النازية, بعد الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها هو ووزراؤه من المعارضة الصهيونية, وحالة التشكك المتزايدة في إمكانية تحقيق اية مكاسب للإسرائيليين في ظل الضربات الموجعة التي يتعرضون لها من خلال العمليات الفدائية في الضفة الغربية المحتلة وتنامي قدرات المقاومة الفلسطينية عسكريا, وانتشارها العددي المتزايد وتوسعها وتمددها الجغرافي الذي يستزف الاحتلال ويشتته.
نتنياهو كان يروج لأكاذيبه, ويدعي ان قادة المقاومة في الساحة الفلسطينية واللبنانية والسورية اختفوا عن الأنظار, وان تهديدات نتنياهو لهم آتت ثمارها باختفائهم تماما, لكن الرد على اكاذيبه جاء سريعا بثلاثية جمعت امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله, والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة, ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري, اللقاء يحمل رسائل واضحة للاحتلال الصهيوني وتهديداً مباشراً لبنيامين نتنياهو وحكومته, وايحاء واضحاً وصريحاً بوحدة الجبهات لمواجهة مخططات الاحتلال وتلويحه باغتيال القادة الثلاثة, كما انه يدل على كذب نتنياهو الذي كان يروج لأكاذيب باختفاء قادة المقاومة, القادة الثلاثة ردوا على نتنياهو بطريقته, واثبتوا انهم جنود الميدان وأصحاب الفعل واسياد القرار, وان الاحتلال يتخبط ومرتبك ولا يدرك ابعاد التهديدات التي يطلقها ليل نهار والتي تنعكس عليه بالسلب وتثبت هشاشة الحكومة الصهيونية وقلة حيلتها وعدم قدرتها على اقناع الإسرائيليين بانها قادرة على تحقيق انجاز, لقاء القادة الثلاثة ناقش التهديدات الصهيونية للمقاومة في الضفة, كما ناقش تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتصليب جبهة المقاومة لمجابهة الاحتلال, ودلل اللقاء على وحدة الموقف المقاوم وتعزيز الشراكة والفعل المقاوم بينهم الامر الذي من شأنه أن ينعكس على الأداء القتالي على عدة جبهات, وهى الصورة التي لا يتخيلها الاحتلال, ولا يستطيع استيعابها, ويحاول ان يتجنب هذا السيناريو المرعب بأي شكل كان, وكما قال السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله انه «في حال شنت «إسرائيل» عدوانًا ضد المقاومة, فلن يكون هناك كيان اسمه «إسرائيل»، وما يمنع «إسرائيل» من مهاجمة لبنان هو حقيقة أن أي اعتداء سيواجه بردِ قاسيِ، وسنعيدها إلى العصر الحجري» لذلك يجب الا يستسهل نتنياهو المغامرة واستهداف قادة المقاومة, لأنه سيغرق في تبعاتها.
صورة القادة الثلاثة لها دلالات, والحدث والتوقيت له دلالات أيضا, والمكان الذي عقد فيه اللقاء له دلالات, فالصورة تحمل دلالة التحدي, والحدث والتوقيت يحمل دلالة المشاركة ووحدة الموقف والقرار والجبهات, والمكان يعني ان أوجه المعركة متعددة الجبهات, ومتشعبة, والمعركة تشمل المحور المقاوم العربي والإسلامي وليس المحور الفلسطيني فحسب, وساحة المعركة قد تتغير وفق التكتيك التقديري للمعركة, فالجبهة اللبنانية والسورية حاضرة, وغزة والضفة حاضرة, والمحور العربي والإسلامي يمثل جدار الحماية والتوجيه, فالمحور متكامل الأركان ولن يسمح للاحتلال الصهيوني بالاستفراد بأحد, ولن يسمح بالاستقرار والامن الذي ينشده الاحتلال, كما انه لن يسمح للاحتلال بتحقيق إنجازات على حساب الحقوق الفلسطينية, والكل يدرك ان «إسرائيل» غير جاهزة لحرب إقليمية, والجبهة الداخلية الصهيونية لن تتحمل معركة جديدة متعددة الجبهات, وخطورتها كبيرة على الإسرائيليين, كما ان نتائجها غير مضمونة, خاصة مع حديث «إسرائيل» المتكرر عن قدرات حزب الله العسكرية, واستطاعته ان يضرب في أي مكان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة, لذلك كله فان «إسرائيل» تتحرك بحذر, وتحرك الوساطات في محاولة لتجنب الدخول في معركة مع المقاومة الفلسطينية او المقاومة اللبنانية, وهى تهدد وتتوعد بصوت عالٍ, لكي يتحرك الوسطاء لإنقاذها من المأزق الذي تعيشه اليوم, والذي فرض عليها بفعل العمليات الفدائية النوعية في الضفة, وقدرة الفلسطينيين الفائقة على اختراق نظرية الامن الصهيونية, والوصول لأبعد مكان لتنفيذ عمليات نوعية في قلب الكيان الصهيوني.