تتجهز "جماعات الهيكل" المتطرفة لحملةٍ شرسة تهدف لحشدِ أكبرِ عددٍ من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى والاحتشاد عند حائط البراق، وذلك خلال الأعياد اليهودية التي تبدأ "رأس السنة العبرية" منتصف سبتمبر المقبل، وتنتهي "بعيد العرش" في أكتوبر المقبل.
ورفعت قوات الاحتلال، درجة الاستنفار في مدينة القدس المحتلة، استعداداً لأكبر موجة أعياد، والتي تُعد الأخطر على مدينة القدس ومسجدها المبارك، لما سيتخللها من اقتحامات واسعة، وأداء طقوس وصلوات تلمودية، ومحاولات لإدخال (القرابين النباتية)، و(النفخ بالبوق)، وغيرها من الانتهاكات.
سيناريوهات محتملة
الكاتب والمحلل السياسي سعيد بشارات، أكد أن الأعياد اليهودية لها ما يميزها خلال هذا العام عن السنوات الماضية، إذ تتميز بأبعاد سياسية، إذ أنَّ هناك جهات حكومية تحاول استغلال هذه الأعياد والمواسم اليهودية لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
وقال بشارات لـ"شمس نيوز": إن "الاحتلال يستغل هذه الأعياد في محاولة لتثبيت وقائع جديدة في المدينة المقدسة، وفي محاولةٍ لتبرير أعمالهم العدوانية"، مشيراً إلى أن "هناك تخوفات لدى المؤسسة الأمنية للاحتلال من قيام المستوطنين بتعديات وأفعال غير عادية تعمل على استفزاز مشاعر الفلسطينيين".
وأوضح أن ظرف الأعياد يختلف خلال هذا العام في ظل وجود حكومة يمينية فاشية متطرفة يقودها غلاة المستوطنين، إذ يسعون لتجيير كل حدث لصالح خدمة نشاطاتهم وسلوكياتهم، التي تحاول أن تفرضها داخل الأقصى، وهنا تكمن خطورة الحدث.
وعن السيناريوهات المتوقعة بين المحلل السياسي، أن "الوضع القائم يتعلق بضبط قوات الاحتلال للمستوطنين خلال هذه الأعياد، التي تعد مركزية وذات أهمية في التقويم العبري، مرجحا أنه في حال منع المستوطنين من اقتحام الأقصى واستفزاز الفلسطينيين ستسير الأمور بشكل أقل حدة.
وذكر بشارات أنه في حال ممارسة وزير الأمن القومي لدى الاحتلال ايتمار بن غفير صلاحياته والسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، سيكون سبباً في تصاعد الأوضاع".
وأشار إلى أن استفزاز مشاعر الفلسطينيين من خلال السماح للمستوطنين باقتحام المسجد بأعداد كبيرة، وممارسة طقوس تلمودية والتعدي على حرماته سيؤدي لإشعال الأوضاع، إذ يعتبر موضوع الأسرى والأقصى من المواضيع المشتعلة، التي لا يمكن ان يقابلها الفلسطينيون بالصمت أو الردود التقليدية.
ودعا الكاتب والمحلل السياسي إلى تحرك عاجل وجاد نصرة للأقصى، متابعا: "يجب التحرك دولياً وعربياً لنصرته والعمل على وقف ممارسات الاحتلال العنصرية بحق الأقصى، لأنه تعدى مرحلة الخطر الفعلي ويعاني من فرض واقع جديد عليه قد يصل إلى تقسيمه مكانيا".
أساليب جديدة
من جهته، أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، أن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى لا تتوقف، مبينًا أنها تزداد خلال الأعياد والمناسبات الدينية للمستوطنين.
وقال حسين لـ"شمس نيوز": إن الاحتلال يستغل مناسباته الدينية لحشد أكبر عدد من غلاة المستوطنين، وللتحريض ضد المسجد الأقصى، ونلاحظ هذا الأمر من خلال الاعتداءات والاقتحامات بأعداد كبيرة للأقصى في المناسبات الدينية كما حصل خلال الأشهر الماضية".
وطالب أبناء الشعب الفلسطيني الذي يستطيعون الوصول للمسجد الأقصى أن يشدوا الرحال إليه، ليعمروه بحضورهم، مشددا على أنه وقف إسلامي لا يمكن أن يقبل القسمة على اثنين ولا يمكن للمستوطنين وحكومة الاحتلال أن تشارك الفلسطينيين فيه.
وبيَّن حسين أن ما تقوم به الجماعات المتطرفة وغلاة المتطرفين والمسؤولين في حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة؛ يأتي في إطار محاولة فرض وقائع جديدة على المسجد، محذرًا من الاقتحامات المتواصلة للمستوطنين والتي تسوق من خلالها حكومة الاحتلال لمخططات رامية تهدف للسيطرة على الأقصى.
وتابع حسين: "محاولات الاحتلال لن تثني شعبنا عن مواصلة التمسك بحقوقه، وتصرفات الاحتلال الهمجية ستزيد من إصرار المصلين على الوصول إلى المسجد والصلاة فيه، لإحباط المحاولات الفاشلة في السيطرة على الأقصى".