قائمة الموقع

خبير لبناني لـ"شمس نيوز": "نفق الحرية" شكل ضربة استراتيجية للعدو وأشعل جذوة المقاومة في الضفة

2023-09-05T21:19:00+03:00
سجن جلبوع - نفق الحرية
شمس نيوز -مطر الزق

أكد العميد المتقاعد والخبير العسكري اللبناني شارل أبي نادر، أن عملية "نفق الحرية" التي تمكن خلالها ستة أسرى من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع قبل عامين كان لها تأثيراتها استراتيجية مهمة في الجبهات كافة.

وأوضح العميد أبي نادر لـ"شمس نيوز"، أن عملية "نفق الحرية" فتحت آفاقًا واسعة وأكثر فعالية لدى المقاومين، وزادت جرأتهم لتنفيذ عمليات بطولية ضد جنود الاحتلال، مع إشارته إلى أن المقاومة في الضفة باتت اليوم متماسكة أكثر من قبل وترابطت مع ساحات المقاومة الأخرى.

وأشار إلى أن العملية البطولية أثبتت أن العدو ما زال مردوعًا ومهزوزًا أمام إرادة الأبطال الستة، ر غم فارق القدرات والامكانيات التي لا يمكن مقارنتها مع العدو.

وقال العميد أبي نادر: "إن ذكرى عملية انتزاع الأسرى حريتهم هي ذكرى مقدسة، أضاءت صفحات عز في سجل الشعب الفلسطيني الصابر الثابت الملتزم بقضيته أمام العدو الإسرائيلي".

وأضاف: "شكلت العملية نقطة مفصلية في الصراع ضد العدو الإسرائيلي، وخاصة بين الأسرى والسجان، لتكون ضربة موجعة وصفعة لكل منظومة العدو الأمنية الحديدية.

ولفت إلى أنه على الرغم من الإجراءات الحديدية التي اتخذها العدو إلا أن الأسرى يواصلون رسالتهم بقوة وعزيمة لا تلين، بالالتزام الواضح والصريح بالدفاع عن القضية مهما كلفهم من ثمن.

وأشار إلى أن عملية انتزاع الحرية تثبت حتمية انتزاع الحرية من سجون الاحتلال الإسرائيلي، متى كان الإيمان والالتزام بالقضية شعار حياة ونبض وجود، مع الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي مهما اتخذ من إجراءات قاسية وصارمة وحديدية ضد الأسرى الفلسطينيين لن ينجح في قتل روح المقاومة والجهاد مطلقًا.

وشدد العميد أبي نادر، على أن عملية انتزاع الحرية من سجن جلبوع نجحت بشكل كبير في رفع الروح المعنوية لدى جميع الأسرى في سجون الاحتلال، في المقابل إن نجاح العملية كسرت هيبة العدو، ووجهت له الصفعة الأمنية تلو الأخرى.

وذكر العميد اللبناني المتقاعد أن العملية يجب أن تكون ملهمة لكل المناضلين والمقاومين لمواجهة الاحتلال، وأن تسجل ضمن سجلات شرف المواجهة ضد العدو، وأن تكون مسجلة في تاريخ الشرفاء من العرب.

وطالب العميد أبي نادر، قادة المقاومة الفلسطينية للعمل الدؤوب من أجل تحرير جميع الأسرى من سجون العدو مهما كان الثمن؛ لأن حرية الأسرى أغلى من كل الأثمان.

وشدد على أن امتلاك قادة المقاومة الفلسطينية والأسرى الأبطال الروح المعنوية العالية هي دليل قاطع على أن تلك الروح العالية هي السلاح الفعال في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي، حتى تحرير فلسطين وكنس الكيان ومستوطنيه من الأراضي الفلسطينية المحتلة، لافتًا إلى أن العدو رغم امتلاك جنوده بالسلاح المدجج إلا أنهم يرتعبون خوفًا من كل أسير في السجون.

وفيما يتعلق بصعوبة العدو من العثور على أسرى انتزاع الحرية قال: "إن الأسرى استطاعوا من خلال التركيز، والقوة، والفطنة، والذكاء وإمكانيات الاختفاء جيدًا لأيام عدة من جنود الاحتلال، وهذا دليل قاطع على أن العدو فشل في مواجهة الأسرى.

وشدد على أن ذكرى عملية انتزاع الحرية ستزيد الأسرى ثباتًا والتزامًا عميقًا بمواجهة سجّاني الاحتلال، ويضاعف من عزيمة جميع الأسرى.

وختم العميد اللبناني المتقاعد رسالته قائلًا: "مع مرور عامين على ذكرى عملية انتزاعه الحرية من سجن جلبوع، لا بد من توجيه رسالة تمجيد وتقدير لكافة شهداء المقاومة الفلسطينية، الذين صنعوا بشهادتهم وبدمائهم الزكية منارة يستنير بها كل أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، وكل أبناء الأمة الذين يناضلون بمواجهة العدو الإسرائيلي".
تفاصيل عملية نفق الحرية.

يُشار إلى أن ستة أسرى (5) منهم من الجهاد الإسلامي وأسير من حركة فتح تمكنوا في (6 سبتمبر 2021) تمكنوا من اختراق واجتياز سجن جلبوع عبر نفق استغرق حفره مدة 9 أشهر  باستخدام الملعقة وبعض الأدوات البسيطة جدًا.

وفي تفاصيل الحكاية التي صنعها أبطال جلبوع الست، وكُشف الستار عنها لاحقًا بينما كان الاحتلال يلملم خيباته، استغرق الأسرى الست مدة 9 أشهر في عملية الحفر تحت الأرض بما توافر من أدوات حادة ليصلوا حتى بُعد 25 مترًا تحت الأرض من الجانب الآخر لجدار السجن، فيما تم تصريف التراب في دورة المياه والمواسير التي سُدّت أحيانًا كانت تعرقل مسيرتهم نحو الحرية بين الفينة والأخرى.

ونجح الأسرى في الخروج من تحت بلاطة مساحتها 60 سنتيمترًا في مراحيض غرفة رقم 2 من القسم 5 في سجن “جلبوع” الذي بني عام 2004، وتمكنوا فجر يوم الاثنين 6 سبتمبر/أيلول من تنفس الحرية والخروج من الحفرة خارج السجن.

وإلى جانب الفشل الأمني الإسرائيلي المتمثل في عدم اكتشاف عمليات الحفر، لم يلحظ مراقب شاشات الأمن الخاصة بالسجن تحرك الأسرى في محيط أسوار السجن، ولاحقًا اكتشفت قوات الاحتلال عملية الهروب لتبدأ معها عملية بحث واسعة امتدت لأكثر من أسبوعين لاعتقال جميع الأسرى من جديد في أكثر من مدينة بالضفة الغربية المحتلة والداخل المحتل عام 1948.

اخبار ذات صلة