قائمة الموقع

يوم أنْ طُمرت هيبة الكيان في التراب... عامان على "نفق الحرية"!

2023-09-06T07:30:00+03:00
ملف خاص مسار حرية
شمس نيوز - خاص

عامان على عملية "نفق الحرية" التي انتزع فيها ستة أسرى فلسطينيين حريتهم من سجن جلبوع، الأكثر تحصينًا بين سجون الاحتلال الإسرائيلي،  ذلك عبر نفق حفروه بأيديهم، بل نبشوه بأظافرهم على مدار أشهر عدة، مستعينين بملعقة صدئة، والكثير الكثير من الإرادة.

وشكلت عملية "انتزاع الحرية" ضربة قاتلة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، كما شكلت دافعاً لتصاعد العمل المقاوم في الضفة المحتلة، وتمثل ذلك بالإعلان عن "كتيبة جنين"، التي باتت تشكل كابوسًا مروعاً يلاحق جنود الاحتلال، في منامهم وحتى في يقظتهم.

بعد العملية التي زعزعت "إسرائيل" بما تحمل الكلمة من معانٍ، شرع العدو بلانتقام من الأسرى الفلسطينيين وبالتحديد الأسرى الستة الذين نفذوا عملية الهروب الذين اعتقلهم لاحقاً، فكان العام الثاني على عملية النفق عاماً صعباً وقاسياً على أبطال العملية.

وتعرض الأسرى الستة خلال العام الماضي إلى أقسى أنواع التعذيب والإجراءات العقابية والانتقامية، في محاولة من إدارة السجون لإعادة الهيبة المزعومة التي فضحها أبطال العملية أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.

"عزل انفرادي خاص، تفريق بين زنازين بعيدة جدًا، قمع وتضيق، منع من الزيارات، وأحكامٌ جديدة تخالف القانون الدولي"، هكذا كانت ولا زالت إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضد أسرى "نفق جلبوع" وقد تستمر طويلًا؛ إلا أن الأسرى واجهوا تلك الإجراءات القاسية بإصرار وعزيمة فولاذية وتأكيد على محاولة أخرى لانتزاع الحرية.

ووفقًا للقانون الدولي واتفاقيتي جنيف "الثالثة والرابعة" (عام 1949م) فإن الأسرى الذين تعرضوا لأحكام خيالية دون تحديد مدة اعتقالهم، وتضاءلت فرص الإفراج عنهم؛ فيحق لهم انتهاج وسيلة للهروب من سجون العدو.

ووفق القانون ذاته، لا يخضع الأسير إذا أعيد اعتقاله لعقوبات جنائية أو تأديبية بسبب هذا الهروب، مع الإشارة إلى أن الاحتلال انتهك الاتفاق الدولي بإصدار حكم آخر بالسجن الفعلي 5 سنوات وغرامة مالية بقيمة 5 آلاف شيكل، مع وقف تنفيذ من 8 أشهر إلى 3 سنوات ضد أسرى "نفق جلبوع".

ورصدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، خلال عامين كاملين على إعادة اعتقال أسرى "نفق جلبوع" اعتداءات قاسية تعرض لها الأسرى، ما أثر على حالتهم الصحية كالأسير يعقوب قادري الذي أعلن مؤخرا عن إصابته بمرض السرطان.

وفي السياق رصدت "شمس نيوز" في أحاديث منفصلة مع عائلات أسرى "نفق جلبوع" تعرض أبنائهم لاعتداءات قاسية جدًا خلال إعادة اعتقالهم، من بينهم قائد عملية الهروب الأسير محمود عارضة وابن عمه الأسير محمد عارضة، إضافة إلى زكريا الزبيدي، وأيهم كممجي، ويعقوب قادري، ومناضل انفيعات.

وأجمعت عائلات الأسرى في أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" أن أكثر ما يعانيه الأسرى في عامهم الثاني من عملية نفق الحرية هو العزل الانفرادي الذي بات اليوم يشكل معضلة كبرى لزيارة الأهل.

واتفقت العائلات بأن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بعزل الأسرى بسجون انفرادية مخصصة لهم، ويقوم بنقلهم كل ثلاثة أشهر من زنزانة إلى أخرى، وينقلهم من سجن إلى آخر خشية من تكرار محاولة حفر نفق أسفل السجون والهروب مجددًا.

اخبار ذات صلة