نتيجة لوجود الاحتلال الظالم لفلسطين ومقاومة شعبنا للاحتلال وجدت السجون والمعتقلات وآلاف الأسرى والمعتقلين، ونتيجة للاعتقال والأحكام الجائرة والقاسية حاول الكثير من الأسرى والمعتقلين كسر قيدهم ونيل حريتهم فرادى وجماعات، كانت عمليات الهروب منها ما وئد وهو فكرة، ومنها ما خرج لحيز التنفيذ ولكن تم اكتشافه، ومنها ما نجح وكان هناك أشكال مختلفة.. فمن الأسرى من هرب عن طريق الأسلاك ومنهم عن طريق البوسطة ومنهم عن طريق سيارة الأكل ومنهم عن طريق قص قضبان الشبابيك، ولكن أكثر الطرق خطورة وأصعبها هي الهروب عن طريق نفق تحت الأرض، ومن أهم عمليات الهروب والناجحة حققها أبناء الجهاد الإسلامي، ولهذا سنشير وبشكل سريع لهذه العمليات راجين من المولى عز وجل أن تكون منارة ونموذج لكل أسرانا ومعتقلينا الأبطال.
أولًا: الهروب الكبير من سجن غزة المركزي (السرايا) صبيحة يوم الإثنين بتاريخ 18/05/1989م: "نتيجة للعمليات التي نفذها أبناء الجهاد الإسلامي وخاصة عام 1986م كانت اعتقالات شملت العشرات من أبناء الجهاد الإسلامي، كان من بينهم هؤلاء الستة الذين نجحوا في الهروب من أحصن سجون الاحتلال وهو سجن السرايا".
* المجاهد الشيخ مصباح الصوري وكل من المجاهدين محمد سعيد الجمل وسامي الشيخ خليل وصالح إشتيوي وخالد صالح وعماد الصفطاوي، ستة من أبناء الجهاد الإسلامي الذين عاشوا في قسم ب غرفة 7 في سجن السرايا المركزي، ولأن مصباح حافظ القرآن وصاحب التجارب المختلفة في الهروب في اعتقاله السابق الذي دام 14 عامًا أستطاع أن يخطط وينفذ هو والخمسة الآخرين عملية هروب نوعية.
استطاعوا أن يوفروا منشارًا لقص قضبان شباك حمام الغرفة، والأهم من ذلك دون أن يشعر بهم إخوانهم في الغرفة ولم تتنبه الإدارة لكل ذلك واستطاعوا أن يختاروا الوقت المناسب بعد منتصف الليل، ونزلوا بعد إزالة القضبان من شباك الحمام على سطح مجاور يوجد عليه برج فيه حارس وقدر الله أن يكون الحارس نائمًا وقد ساعدهم الضباب الكثيف حينها، وحتى حين النزول الى ساحة السرايا حتى الكلاب أخرسها الله ولم تنبح وصعدوا بعدها على الجدار الشرقي والعالي ونزلوا إلى الشارع ومن ثم تنسموا الحرية ولم يكتشف العدو المجرم الهروب الا بعد العدد الصباحي.
ثانيًا: أول عملية هروب وناجحة عن طريق نفق من سجون الاحتلال بتاريخ 04/08/1996م: "استطاع مجاهدين من أبناء الجهاد الإسلامي من حفر نفق بطول 11 مترًا تحت الأرض في سجن كفار يونا (اشمورت)، استطاع المجاهدان غسان مهداوي وتوفيق الزبن ورغم انعدام الإمكان أن يحفروا النفق ويتحدوا كل تكنولوجيا العدو وأمنهم ويعودوا لبيوتهم سالمين غانمين.
ثالثًا: ثاني عملية هروب عن طريق نفق وناجحة من سجون الاحتلال بتاريخ 12/05/2003م: "استطاع ثلاثة مجاهدين من أبناء الجهاد الإسلامي أن يحققوا كسر قيدهم ونيل حريتهم عن طريق حفر نفق بطول 14 مترًا في سجن عوفر، أستطاع المجاهدون رياض خليفة وأمجد الديك وخالد شنايطة من الهروب من السجن عبر نفق ليكسروا النظرية الأمنية الصهيونية ليتنسموا الحرية.
رابعًا: عملية هروب من سجن عوفر عن طريق قطع الاسلاك الشائكة بتاريخ 21/01/2003م: "استطاع أسيران مجاهدان من إحداث ثغرة في جدران الاسلاك الشائكة المحيطة بالمعتقل خلال ساعات الليل والفرار إلى القرى القريبة من المعتقل؛ والأسيران هم مهنى زيود من قرية السيلة الحارثية القريبة من جنين وبلال ياسين من قرية عانين التي لا تبعد كثيرًا عن السيلة الحارثية وكلاهما من أسرى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين".
خامسًا: ثالث عملية هروب عن طريق نفق وناجحة من سجون الاحتلال بتاريخ 06/09/2021م: "استطاع خمسة من أبناء الجهاد الإسلامي وآخر من أبناء حركة فتح، أن يهربوا من سجن جلبوع والمسمى بالخزنة لشدة تحصيناته عن طريق نفق حفروه وبمساعدة خمسة آخرين من إخوانهم الأسرى لمسافة حوالي 25 مترًا.
*والمجاهدون هم: محمود عارضة ومحمد العارضة وأيهم كمامجي ومناضل انفيعات ويعقوب غوادرة "قادري" وجميعهم الخمسة من أبناء حركة الجهاد الإسلامي بالإضافة إلى الأسير زكريا الزبيدي من حركة التحرير الفلسطيني "فتح"، استطاعوا تنسم عبير الحرية رغم كل التحصينات وعملوا بكل جد رغم عدم توفر الإمكانات ورغم كل التحصينات التكنولوجية والأمنية.
أما الأسرى الخمسة الذين قاموا بمساعدتهم في حفر النفق وتم إصدار أحكامًا جائرة ضدهم بالإضافة إلى أحكامهم السابقة؛ وهم: إياد جرادات وقصي مرعي ومحمد أبو بكر وعلي أبو بكر ومحمود أبو اشرين.
في الذكرى الثانية لعملية الهروب من سجن جلبوع (الطريق إلى القدس) وتنسم الحرية وجدنا إنه من الضروري الإشارة إلى هذه العمليات للتأكيد على أن هذا العدو ورغم ما يبدو علية من قوة ومنعة يمكننا هزيمته وتحقيق الإنتصار عليه والتأكيد على أنه إلى زوال.