غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

شهادة ترويها زوجته بدموع الفرح

"لقد فعلها محمود ورفاقه": ماذا فعل الشهيد خضر عدنان لحظة سماعه خبر انتزاع الأسرى حريتهم من "الخزنة الحديدية"!

خضر عدنان
شمس نيوز - محمد الخطيب

في ليلة السادس من سبتمبر في عام 2021، عاشت الأرض الفلسطينية لحظات استثنائية شهدتها المعتقلات الإسرائيلية، إذ كانت ساعات الليل تجري كالمعتاد، والظلام يلف الأماكن، ولكن هذا الليل لم يكن كباقي الليالي، إذ انقلبت الأمور رأساً على عقب بعد منتصف الليل، وعمَّت الفرحة في كلِ بيت فلسطين، بعد أنْ تلقوا خبراً مفاده: 6 أسرى انتزعوا حريتهم عبر الهروب من نفق أسفل معتقلهم.

ربما الفرحة التي عمَّت بيوت الفلسطينيين كانت مضاعفة في بيت الشيخ الشهيد القائد خضر عدنان، كونه أحد الأسرى المحررين -آنذاك- الذين عانوا الأمرين في المعتقلات الإسرائيلية، وكونه جار وصديق لكلٍ اسير من الأسرى الستة.

رندة موسى زوجة الشهيد خضر عدنان روت لـ"شمس نيوز"، كيف تلقى الشيخ المجاهد الشهيد خضر عدنان نبأ انتزاع 6 أسرى لحريتهم عبر الهروب من نفق أسفل معتقلهم.

تقول موسى زوجة الشيخ خضر :"استيقظت صباحا على خبر انتزاع 6 من أسرى حركة الجهاد الإسلامي حريتهم من سجن (جلبوع) الذي يعتبر أعتى سجون المؤسسة الأمنية الصهيونية، فقمت فوراً بالاتصال على هاتف الشيخ خضر لأبشره بهذا الخبر".

وأضافت ام عبد الرحمن لـ"شمس نيوز"، "حاولت الاتصال على الشيخ عدنان مرات عدة فكان هاتفه مشغولاً، وعندما عاود الاتصال بي قلت له أن هناك 6 من الأسرى استطاعوا انتزاعوا حريتهم من السجن، فقال لها ألا تدري من هؤلاء الأسرى إنه محمود ورفقاه لقد فعلوها.. لقد فعلوها".

وبيَّنت أن الشيخ خضر عدنان كان مبتهجاً جداً بهذه العملية التي مزقت كيان الاحتلال الهش، وأكدت للجميع أنه يمكن هزيمته، وأنه بالإمكان بل من السهل كسره وكسر قيده.

وأشارت إلى أن الشيخ ابلغها بضرورة تجهيز نفسها للخروج والتكبير والتهليل ابتهاجاً بحرية هؤلاء الأبطال، وبعدها حضر الشيخ عدنان وبدأ يكبر ويهتف عبر مكبرات الصوت بعبارات تحفيزية للأسرى معبرًا عن اعتزازه وافتخاره بانتمائه لحركة الجهاد الإسلامي وعن اعتزازه بأبنائها الأبطال الذين استطاعوا أن يخترقوا أكثر السجون تحصيناً لدى الاحتلال.

ولفتت رندة موسى (أم عبدالرحمن) إلى أن الشيخ عدنان كانت معنوياته مرتفعة جدا، إذ قام بزيارة عوائل الأسرى الستة للمباركة لعائلاتهم بحريتهم، معبراً لوالدة قائد العملية الأسير محمود العارضة عن افتخاره واعتزازه بفعله البطولي، قائلاً: "يجب أن ترفعي رأسك بمحمود كما رفع رأسنا عالياً بانتزاع حريته، فدائماً كان محمود يردد أنه سيخرج من السجن ولو لدقيقة واحدة لينال حريته".

وحول الفعاليات التي قام بها الشيخ عدنان وأهالي قرية عرابة والقرى المجاورة، بيَّنت ام عبد الرحمن أنها لم ترى قط كأعداد الشبان والجماهير التي خرجت ابتهاجا بحرية الأسرى إلا يوم استشهاد الشيخ خضر عدنان، الأمر الذي أدهشها أن قرية عرابة خرجت عن بكرة أبيها لتحتفل بهذا الانتصار الكبير.

وذكرت أن الشيخ عدنان قال: "الناس لا تعرف محمود العارضة الذي أمضي 28 عاماً خلف القضبان، ولكن اليوم العالم أجمع عرف محمود بفعله البطولي وكسر قيده رغماً عن أنف الاحتلال"، لافتة إلى أن الاحتلال كان يرسل رسائل على هاتف الشيخ خضر لاستدراجه تحمل نص، "أنا محمود العارضة فلنتقابل في المكان الفلاني".

وأكدت ام عبد الرحمن أن ما فعله أسرى النفق كان له أثر وأقوى من أي عملية استشهادية أو صفقة مشرفة، وأن يتم العمل عاماً كاملاً لحفر نفق في أكثر السجون تحصيناً دون أن يكتشف، وهو اكبر رد على كل من يزاود ويقول "إن الجهاد الإسلامي تنظيم مخترق".

وتابعت: "ما زال في جعبة أبناء الجهاد الإسلامي الكثير من الطرق لانتزاع حريتهم والأيام حبلى بالمفاجئات"، موجهة رسالة للأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات، كان دائما يرددها الشيخ خضر أن لا ينتظر الأسرى من أي أحد أن يطلق سراحهم، وليعملوا على فك قيدهم بشتى الوسائل والسبل، وذلك لا يلغي دور الفصائل الفلسطينية من العمل على تحريرهم بصفقات مشرفة، فهم شموع تضيء فلسطين ويجب أن تنير خارج جدران السجون.

كما وجهت زوجة الشهيد خضر عدنان رسالة لأسرى نفق الحرية، قائلة: "ترفع لكم القبعة وكلي يقين أن محمود وغيره من الأخوة -إن سمحت لهم الفرصة- سيعيدون الكرة مرة ومرة، والحر يرفض أن يبقى أسيراً"، سائلة الله أن يكتب لهم التحرير بصفقة مشرفة أو أن ينتزعوا حريتهم رغم أنف السجان.

وفجر السادس من سبتمبر 2021، استطاع 6 أسرى فلسطينيين، فك "شيفرة الخزنة الحديدية" الأكثر تحصيناً وأمناً في "إسرائيل"، عبر حفر نفق طوله 25 متراً، و قطره لم يتجاوز 50 سم بأدوات بدائية من سجن "جلبوع" قرب مدينة بيسان المحتلة، في عملية نوعية مُعقدة صعقت العالم وأكدت للصديق والعدو أن "إسرائيل" وهم من غبار.

ويعتبر سجن "جلبوع" هو أحد أكثر سجون الاحتلال تحصيناً ويلقب في "إسرائيل" بــ"الخزنة الحديدية" بسبب إحكام الإجراءات فيه لمنع أي محاولة فرار منه؛ لكن الأسرى الستة استطاعوا فك شيفرة الخزنة الحديدية، وانتزعوا حريتهم بعملية أذهلت العالم أجمع، قبل أن يتم اعتقالهم مجدداً بعد استنفار أجهزة أمن الاحتلال لأيام عدة.