بدأت فصائل المقاومة الفلسطينية صباح اليوم الثلاثاء (12-9-2023) مناورة الركن الشديد 4 عبر إطلاق رشقة صاروخية باتجاه البحر في قطاع غزة.
وتنفذ الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة هذه المناورة، بالتزامن مع مرور الذكرى الثامنة عشر على الاندحار الإسرائيلي من قطاع غزة.
الخبير العسكري اللبناني اللواء المتقاعد أمين حطيط يرى ، أن مناورة "الركن الشديد4" التي تعتزم الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة إطلاقها الأسبوع المقبل، تحمل رسائل نارية للاحتلال الإسرائيلي تزامنًا مع التهديدات باغتيال قادة المقاومة.
وأوضح اللواء حطيط لـ"شمس نيوز" أن توقيت المناورة المشتركة مناسب جدًا ويحمل رسالة تحدي للاحتلال تقول فيه المقاومة "إن صارخكم وعويلكم وتهديداتكم لن تثنينا عن مسار مقاومتنا التي نرى فيها الطريق الاستراتيجي لاستعادة الحقوق وتحرير فلسطين".
وأشار إلى أن المناورات العسكرية القتالية التي تجريها الوحدات المسلحة تهدف دائما إلى تحقيق عدة أهداف عسكرية ميدانية ومعنوية وسياسية، قائلًا: "تهدف المناورات دائمًا إلى صقل القوة وتراكم القدرات واختبار القوة والجهوزية".
وأكد اللواء المتقاعد بأن إطلاق المناورات العسكرية للتأكد من الجهوزية تكون ضمن خطة عسكرية للاستعداد لعمل مخطط له قائلًا: "تهدف مناورة الركن الشديد 4 لتوجيه رسائل متعددة الاتجاهات".
وقال: "إن المناورة تحمل رسالة العدو وتبلغه بأنها تترصد حركته في كل وقت وحين وهي على أتم جهوزية لمواجهته وصد أي عدوان ضد الشعب الفلسطيني".
أما رسالة المناورة للصديق والداخل الفلسطيني المحتل سواء في غزة أو الضفة أو الداخل، أشار إلى أن المناورة تبعث الطمأنينة للشعب الفلسطيني بأن المقاومة تمتلك من القوة والقرار ما يمكنها تحقيق أهداف شعبنا بالتحرير والعودة.
وأضاف: "إن التحرير الذي يسعى له الفلسطينيون لن يتحقق مطلقًا؛ إلا عن طريق المقاومة، وقادة فصائل المقاومة ماضون في تراكم القوة وامتشاق السلاح وممارسة كل فنون القتال لاستعادة فلسطين.
وتابع قوله: "من المعروف أن "إسرائيل" تشعر بقلق كبير من تنامي قدرات المقاومة عامة والضفة خاص، وهي تدرك أن الضفة ليست جزيرة معزولة، وليست بصدد عمل منفصل عن المقاومة الفلسطينية؛ لذلك أطلقت التهديدات لقادة المقاومة التي ترى فيهم الرافعة القيادية للمقاومة في الضفة لذلك كان الرد الفلسطيني متعدد الوجوه والأشكال".
وعدد اللواء التقاعد أوجه وأشكال الرد الفلسطيني قائلًا: "إن الرد الفلسطيني كان سياسيًا إذ بات القائد ثابتًا ومتحديًا لتهديدات العدو، أما ميدانيًا المقاومة في الضفة فقد تواصلت أعمال المقاومة ولم تتوقف لحظة واحدة".
وتُعد مناورة "الركن الشديد4" وفقًا لحطيط ضمن وجوه الردود الفلسطينية على التهديدات الإسرائيلية إذ صفعت المقاومة الاحتلال من خلال إطلاق المناورة لتقول لهم: "تهديداتكم لن تثنينا عن المقاومة ونحن غير أبهين بكم".
وختم اللواء اللبناني المتقاعد قرأته لإطلاق المناورة العسكرية قائلًا: "إن المقاومة الفلسطينية ماضية في طريق تحشيد القوة والعمل وفق ما يمكنها من امتلاك زمام المبادرة والرد على أي عدوان يرجح كفة المقاومة"..
تفاصيل المناورة
وكانت مصادر خاصة في المقاومة الفلسطينية أكدت لـ"شمس نيوز" بأنَّ المناورة العسكرية -التي تضم كافة الفصائل المنضوية تحتها- تتضمن سيناريوهات عدة، بينها محاكاة سيناريوهات اقتحام وتحرير مغتصبات قائمة في أراضينا المحتلة بالضفة الغربية وعمليات إغارة وتسلل خلف الخطوط وخطف جنود وإطلاق لرشقات صاروخية ومدفعية.
وأشارت المصادر إلى أنَّ المناورة يتخللها محاكاة للتصدي والهجوم على اهداف افتراضية في البر والبحر، إذ يقوم أحد السيناريوهات بالهجوم على قواعد بحرية عسكرية للعدو عبر ضفادع بشرية، وزواق عسكرية.
ولفتت المصادر إلى أن إحدى السيناريوهات في المناورة يحاكي الهجوم على موقع عسكري من قبل قوات النخبة التابعة للمقاومة، للعمل على تطهيره من العدو، والسيطرة عليه.
وذكرت المصادر إلى المناور ة تهدف لاختبار سرعة استجابة قوات المقاومة لأي طارئ واختبار جهوزية المقاتلين للتعبئة والتصدي للعدو، ويتخللها استخدام اسلحة نارية ثقيلة ومتوسطة.
يذكر أن فصائل المقاومة أجرت مناورة (الركن الشديد-1) في ديسمبر/ كانون الأول 2020، بينما أجرت (مناورات الركن الشديد-2) ديسمبر 2021 وأجرت مناورة (الركن الشديد -3) في 28 ديسمبر 2022.