غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أجساد دُفنت قبل عقود ولم تتحلل

"شمس نيوز" تكشف تفاصيل آلية نقل جثامين الموتى من مقبرة التوانسي في الشجاعية

مقبرة التوانسي.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

يُمنع الدخول والخروج لمقبرة التوانسي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، رجال الأمن منتشرين في كل زاوية من المقبرة، فمن بعيد تشاهد آليات حفر كبيرة –باغر- تباشر عمليات الحفر على قدم وساق، يبدو للوهلة الأولى أن عملية نقل جثامين المتوفين في المقبرة تتم بطريقة غير شرعية إذ تختلط العظام ببعضها البعض.

وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة بالتعاون مع الجهات الأمنية باشرت عملية نقل جثامين الموتى من مقبرة التوانسي إلى مقبرة الشهداء، تمهيدًا لبناء مشروع المدارس الحكومية لطلاب وطالبات حي الشجاعية.

وشهد مشروع إزالة المقبرة في بدايته اعتراضًا كبيرًا من أهالي الحي لا سيما من العائلات التي لها أباء وأمهات وأبناء تم دفنهم خلال السنوات الماضية اضطراريًا بسبب العدوانات الإسرائيلية المتكررة وإضافة إلى المتوفين من أزمة كورونا.

مدير عام الأملاك بوزارة الأوقاف في قطاع غزة أ. مازن النجار أكد، أن آلية نقل جثامين الموتى من مقبرة التوانسي في حي الشجاعية إلى مقبرة الشهداء شرق جباليا تخضع لضوابط شرعية عدة ومراقبة دقيقة من قبل الوزارة للحفاظ على كرامة الميت شرعيًا وأخلاقيًا.

وأوضح النجار لـ"شمس نيوز" أن الوزارة شرعت رسميًا بنقل جثامين الموتى من مقبرة التوانسي قبل أيام عدة، امتثالًا لقرار لجنة العمل الحكومي، وقرار مجلس الاجتهاد الفقهي في الوزارة، علمًا أن الشركة التي تقوم بنقل الجثامين تخضع لرقابة على مدار الوقت.

وتبدأ عملية نقل الجثامين وفقًا للنجار، بالحفر يدويًا وتجميع عظام الجثة في كفن وترقيمها ثم تغليف الجثمان جيدًا ووضعه في توابيت خشبية، إذ يضم التابوت أكثر من جثة ، وبعد تجميع الجثامين في التابوت يتم نقله إلى مقبرة الشهداء شرق جباليا لإعادة دفنه.

يتم الحفر يدويًا وتجميع عظام الجثة في كفن وترقيمها ثم تغليف الجثمان جيدًا ووضعه في توابيت خشبية، إذ يضم التابوت أكثر من جثة ، وبعد تجميع الجثامين في التابوت يتم نقله إلى مقبرة الشهداء شرق جباليا لإعادة دفنه، وحال تعرفت الوزارة على عائلة المتوفي، فإنها تخبرهم إذا ما ارادوا حضور ترتيبات النقل، فيما يتم معاملة الاناث معاملةً خاصة وفق الضوابط الشرعية.

وأشار إلى أن الوزارة خصصت نحو 100 قبر في مقبرة الشهداء للجثامين التي يتم نقلها من مقبرة التوانسي علمًا أن القبور قد تزداد خلال عملية النقل، مرجحًا العثور على جثث مدفونة منذ عشرات السنين دون أي يتأكل– الجسد كما هو-.

ولفت إلى أن الجثث الكاملة يتم دفنها في قبور لوحدها، بينما الجثث التي لم يبق منها إلا العظام يتم تجميع ما تبقى منها ووضعه في "كفن"، ووضع عدد من الأكفان في توابيت خشبية ودفن التوابيت في قبر مجهز في مقبرة الشهداء.

فيما يتعلق بوصول بعض الشكاوى عن استخدام آليات حفر –باغر- ما يؤدي إلى اختلاط عظام المتوفين ببعضها البعض قال النجار: "أثناء عملية الحفر حول القبور نستخدم الآلات اليدوية –كريك أو الفأس- وفي حال استعصت عملية الحفر بسبب طبيعة الترب، نستخدم "الباغر" لتسهيل الحفر فقط.

وتناقل شهود عيان في حي الشجاعية رواية تُفيد بأن الجهات المختصة عثرت على جثمان تم دفنه قبل نحو 40 عامًا لم يتحلل قط كأنه تم دفنه قبل أيام قليلة فقط، ما أثار دهشة الكثير من أهالي الحي، مع اعتقادهم انها كرامة للمتوفي

ولفت إلى أن عملية تجميع العظام في المقبرة تتم تحت إشراف لجنة مختصة من شيوخ ومراقبين وعلماء، ولم يتم تسجيل أي مخالفات شرعية مطلقًا في عملية النقل منذ بداية مشروع نقل الجثامين.

وفيما يتعلق بآلية نقل جثامين الإناث والذكور، قال النجار: "عندما نبدأ بحفر القبور المعروفة نتواصل فورًا مع عائلاتها ويتم الاتفاق؛ إما بتوكيل الوزارة أو العائلة تقوم بإرسال محرم للمتوفى لنقل الجثمان وتجميع العظام.

ولفت إلى أن القبور التي تعود للإناث يتم وضع –حرام- فوق القبر قبل أن يباشر أحد المكلفين من اللجنة المختصة بتجميع العظام أو تكفين الجثمان ووضعه في التابوت.

وعن العثور على جثمان أحد المتوفين قبل نحو (40 عامًا) دون أن يتحلل جسده قال: "من المتوقع أن نرى جثامين ليست محللة هذه كرامات من الله عز وجل للمتوفى".

وتناقل شهود عيان في حي الشجاعية رواية تُفيد بأن الجهات المختصة عثرت على جثمان تم دفنه قبل نحو 40 عامًا لم يتحلل قط كأنه تم دفنه قبل أيام قليلة فقط، ما أثار دهشة الكثير من أهالي الحي، مع اعتقادهم انها كرامة للمتوفي