كشفت خسارة الزمالك المصري أمام منافسه الجيبوتي أرتا سولار (0-2)، ضمن منافسات دور الـ32 لبطولة الكونفيدرالية الأفريقية، حجم الأزمات الفنية والإدارية التي يعيشها البيت الأبيض.
وبات الزمالك مهددا بالخروج المبكر من الكونفيدرالية، حيث يحتاج للفوز في لقاء الإياب بالقاهرة، بفارق أكثر من هدفين.
وجدد سقوط الزمالك أمام أرتا سولار الانتقادات الموجهة للكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، بسبب الحالة المزرية التي ظهر عليها الفريق.
تهور معتاد
وتشير أصابع الاتهام للمدرب الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، الذي يتحمل الجانب الأكبر من مسؤولية هذا السقوط المروع، بسبب الطريقة الهجومية المبالغ بها والتي تسببت في كشف دفاعات الفريق واستقباله هدفين.
ودخل أوسوريو المباراة بلاعب ارتكاز وحيد في وسط الملعب أمام 4 بمواصفات هجومية، خلف المهاجم الصريح سيف الدين الجزيري، مع الاعتماد على شيكابالا وأوباما في بعض الأوقات، للقيام بدور لاعب الوسط المساند (مركز 8) عند خسارة الاستحواذ.
ورغم التماسك الذي ظهر عليه الفريق في الشوط الأول، ضاعف أوسوريو من اندفاعه الهجومي من خلال تقدم الظهيرين لوسط ملعب أرتا سولار، لتظهر مساحات كبيرة في خط دفاع الزمالك، ليستقبل هدفين بجانب العديد من الفرص المحققة للتهديف.
ويعد هذا المشهد أمرا متكررا، منذ مباريات الدوري المصري في الموسم الماضي والتي ظهر خلالها الفريق بشكل سلبي على المستوى الدفاعي.
وتلقت شباك الزمالك 18 هدفا في 14 لقاء تحت قيادة أسوريو محليا خلال الموسم الماضي.
نقطة الصفر
ومع نهاية مسابقة الدوري خلال الموسم الماضي، ظهر الزمالك بأفكار تكتيكية مغايرة في البطولة العربية للأندية.
وتخلى أوسوريو عن طريقته المفضلة 3-2-4-1 واعتمد على طريقة 4-3-3 التي منحت الفريق صلابة دفاعية أكبر وظهر الزمالك من خلالها بمستوى مميز، رغم خروجه من دور المجموعات.
وتوقع الجميع أن يبدأ الزمالك الموسم الجديد من حيث أنهى موسمه السابق، إلا أن أوسوريو كان له رأي آخر، ليدخل لقاء آرتا سولار بنفس التهور الهجومي، رغم النواقص الكبيرة في قائمة الفريق.
لوغاريتمات
كما حافظ أوسوريو على عادته بإجراء تغييرات داخل الملعب أثناء سير اللقاء بشكل مستمر، مما يؤثر على توازن الفريق.
وعدل أوسوريو خلال المباراة من مركز الثنائي محمد عبد الغني وحسام عبد المجيد في قلب الدفاع، حيث تحرك عبد الغني ليلعب كقلب دفاعي يميل إلى الجهة اليسرى بينما تحرك عبد المجيد للجهة الأخرى.
ودفع أوسوريو مرة أخرى بمصطفى الزناري قلب الدفاع ليقوم بدور الظهير الأيمن في الربع ساعة الأخير من عمر المباراة وهي الفكرة التي يصر الكولومبي على تطبيقها منذ الموسم الماضي.
وكرر المدير الفني تغييره المعتاد بإخراج مهاجمه الوحيد سيف الجزيري وإشراك أحد الأجنحة في عمق الهجوم، ليلعب إبراهيما نداي كمهاجم بنفس الدور الذي ظهر به شيكابالا مع أوسوريو في بعض اللقاءات، دون أن تؤتي هذه الفكرة أي ثمار.
علامات استفهام
ولم تكن الظروف المتعلقة بالفريق هي الأفضل على كل المستويات، خصوصا مع البداية المتأخرة لفترة إعداد الفريق مطلع الشهر الجاري والتي أثرت بشكل واضح على حالة الفريق البدنية.
كما جاء سفر أوسوريو أثناء معسكر الفريق إلى اسبانيا لإلقاء بعض المحاضرات ثم عودته، ليضع علامات استفاهم كبرى، قبل أن تكتمل الصورة الباهتة بغياب الثنائي الأهم في تشكيل الزمالك، أحمد مصطفى زيزو وأحمد فتوح.