إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
بتاريخ 6 يناير عام 1981م، كانت بلدة بير الباشا قضاء جنين على موعد مع فارسها مرزوق مدحت غوادرة، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وعانت كغيرها من العائلات الفلسطينية قسوة التهجير القسري، حيث تعود جذور عائلته إلى قرية "المنسي" قضاء حيفا المحتلة.
تلقى تعليمه في مدارس بلدة بير الباشا حتى أنهى الثانوية العامة، ثم اضطر للنزول إلى سوق العمل للمساعدة في إعالة أسرته المكونة من ثمانية أشقاء وست شقيقات إضافة إلى الوالدين.
بدأ فارسنا مشواره الجهادي منذ الصغر، حيث شارك في المواجهات مع قوات الاحتلال ورشقها بالحجارة، ثم التحق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي لينضم لاحقًا إلى صفوف الجناح العسكري سرايا القدس، وقد تميز في عمله بالسرية والكتمان فلم يكن أحد يعلم بانتمائه أو نشاطه في السرايا حتى أقرب الناس إليه.
تعرف فارسنا خلال مشواره الجهادي على الشهيد القائد حمزة أبو الرب حيث عملا معًا ونفذ عددًا من المهام والعمليات البطولية ضد جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه.
شهيدًا على طريق القدس
في صبيحة يوم 18 سبتمبر عام 2002م، انطلق فارسنا مرزوق متزنرًا بحزامه الناسف، متجهًا نحو مدينة أم الفحم المحتلة، حيث كان هدفه حافلة للمستوطنين، إلا أنه لم يقدر له أن يصلها، فأثناء توجهه نحو هدفه، قامت مجموعة من شرطة الاحتلال بتوقيفه بعد الاشتباه به، ففجر حزامه الناسف وسطهم ليقتل اثنين منهم ويصيب اثنين آخرين ويرتقي ملبيًا نداء الواجب على طريق القدس.