تسود حالة من التوتر داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد قرار إدارة السجون عدمَ إدخال الملابس للأسرى مدة 6 أشهر، وهو ما تعتبره الحركة الأسيرة عدواناً جديداً، ستقابله بمزيد من الخطوات النضالية.
ففي الوقت الذي يواصل فيه الأسير سلطان أبو خلوف إضرابه عن الطعام لليوم الـ48 على التوالي، وسط تدهور حاد في حالته الصحية، تُكثِّف إدارة السجون بقيادة ما يُسمى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من هجمتها الشرسة، ضد الأسرى الفلسطينيين، في محاولة يائسة لثني عزيمتهم وكسر إرادتهم، وهو ما يُنذر بانفجار السجون وانتفاضة عارمة في وجه السجان.
ولا يوجد في برنامج حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو، إلا محاربة الفلسطينيين وزيادة العقوبات عليهم بكل الوسائل والطرق، في محاولة لتلميع صورته المخدوشة أمام المجتمع الإسرائيلي، وفقَ ما يراه المختص في شؤون الأسرى، د. ناهض اصليح.
وقال اصليح لـ"شمس نيوز"، إن العقوبات التي تفرضها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين والتي يتصدرها وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، والتي آخرها قرار منع إدخال الملابس للأسرى، لن تكسر إرادة وصمود الحركة الأسيرة والنيل من مطالبها الحياتية والأساسية.
ويشير إلى أن حكومات الاحتلال المتعاقبة تحاول أن تصب جام غضبها تجاه الأسرى، لتغطية الفشل الذريع الذي تُمنى به والذي يعكس حقيقة الأزمة الداخلية لدى الاحتلال، سيما بعد موجة العمليات في عمق كيانه.
ويعتقد اصليح أن الحركة الأسيرة لديها الكثير من الأوراق التي من الممكن أن تستخدمها لمواجهة إدارة السجون وقراراتها الجائرة، محذراً -في السياق ذاته- من التداعيات الخطيرة للممارسات العدوانيّة المُمنهجة بحق الأسرى والتي ستُؤجج الأوضاع لتصعيد المشهد إلى "انفجار كبير" لن يستطيع الاحتلال السيطرة عليه.
ويوضح أن ما ترتكبه إدارة السجون الإسرائيلية من قرارات جائرة، من ضمنها حرمان الأسرى من الملابس خصوصاً في فصل الشتاء، هي جريمة مكتملة الأركان، وضرب صريح لكل المواثيق والأعراف الدولية، وتنكر واضح لأبسط معايير حقوق الإنسان، ويكشف الوجه الحقيقي للاحتلال.
ويرجح إصليح أن تسفر الخطوات النضالية التي اتخذها الأسرى، والتي أبرزها الإضراب عن الطعام، في كسر شوكة حكومة الاحتلال وانصياعها أمام صمود وثبات الأسرى وإرادتهم.
ولن تستطيع حكومة الاحتلال أن تتحمل تبعات ردود الفعل إذا ما استمرت بإجراءاتها القمعية بحق الأسرى، -كما يُبيِّن كنعان-، موضحاً أن الأسرى ليسوا وحدهم، فقضيتهم هي قضية الشعب الفلسطيني كله، والمقاومة الفلسطينية سيكون لها كلمتها إذا استمر العدوان الإسرائيلي عليهم.
هجمة مسعورة
بدوره، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس: "إن الأسرى في سجن النقب بدأوا بالتحرك ضد الهجمة المسعورة والإجراءات التي تنفذها إدارة السجون بحقهم بتعليمات من المتطرف بن غفير.
وأضاف فارس، في تصريحات صحفية، تابعتها "شمس نيوز"، أنّ إدارة السجون منعت استقبال ملابس للأسرى لـ 6 شهور، ما يعني أنهم سيقضون برد الشتاء القارس بالملابس الصيفية، وهو ما يؤكد أنها إجراءات تعسفية تهدف للانتقام منهم.
وأشار إلى أن سجن النقب مكتظ بالأسرى، ما يدفعهم إلى تبادل المقتنيات وتقسيمها بينهم، سواء الملابس أو الأغطية أو غيرها من احتياجاتهم اليومية والإنسانية.
وأكد أن ضباط الاحتلال يمتلكون نزعة متطرفة تجاه الأسرى لإرضاء المتطرف بن غفير، موضحاً أن إدارة السجون لديها أمر للانقضاض على حقوق الأسرى بأي فرصة تسنح لهم.
وقال: "ما يهم السجّان ويعمل عليه جاهداً هو أن يُبقي الأسرى في حالة توتر وعدم استقرار مستمرين".
ولفت إلى أن الطريقة لمواجهة ومعالجة الهجمة ضد الأسرى في النقب، هو دفعهم للتراجع عن قرارهم المتطرف، الذي قد تكون له تداعيات، تؤدي إلى انفجار السجون.
وطالب بضرورة تكريس معادلة يفهم كيان الاحتلال بموجبها أن الانتهاكات بحق الأسرى عدوان على الشعب الفلسطيني بأكمله.
جريمة صهيونية
من جهته، قال الناطق الإعلامي لمؤسسة مهجة القدس أ. محمد الشقاقي، صباح اليوم، إن فرض إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي عقوبات جديدة بحق الأسرى القابعين في قسمي (26 و27) بسجن النقب تتمثل بحرمانهم من إدخال الملابس لمدة ستة شهور، هي جريمة صهيونية تستدعي تحركًا على كافة الصعد.
وأضاف الشقاقي، في تصريحات صحفية وصلت "شمس نيوز"، أن خطوات الأسرى التصعيدية بإغلاق الأقسام، وإرجاع وجبات الطعام اليوم الثلاثاء تأتي ردًا على الجرائم الصهيونية المتواصلة بحقهم.
وأكد أن الاحتلال الصهيوني هو المسئول عن التوتر الحالي في سجن النقب، عقب قراراته الإجرامية.
ودعا الشقاقي إلى معاقبة كيان الاحتلال وطرده من المحافل والمؤسسات الدولية والأممية كافة، مشيراً إلى أن هذا الاحتلال البغيض يكشف عن وجهه القبيح مرة أخرى عبر معاداته للقيم الإنسانية، وفرض سطوته على الأسرى العزل.
وقررت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، معاقبة أسرى سجن النقب ضمن الهجمة الممنهجة التي تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ويتصدرها الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.
وأوضح إعلام الاحتلال بأن إدارة سجونه قررت منع إدخال الملابس لمدة 6 أشهر لأسرى سجن النقب ضمن الاجراءات العنصرية والإرهابية التي تنفذها حكومة الاحتلال ضد الأسرى.
وأكدت مؤسسة مهجة القدس أن الأسرى في سجن النقب قرروا إعادة وجبات الطعام وإغلاق الأقسام اليوم الثلاثاء، كرد أولي على إجراءات إدارة السجن التي تمس متطلبات حياتهم الأساسية.