شهدت مدن شمال الضفة المحتلة تحديدًا مخيم جنين تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا خلال الساعات الماضية، ما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين وعشرات المصابين، فيما فجرت المقاومة عبوات ناسفة في آليات عسكرية إسرائيلية.
وشكل تصدي المقاومين لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين صدمة قوية لقادة أمن العدو ما يؤكد فشل جميع محاولات الاحتلال من عمليات عسكرية واغتيالات واعتقالات من وأد المقاومة وتصفيتها شمال الضفة المحتلة.
وباتت المقاومة في الضفة وفقًا لمراقبين كابوساً يؤرق قادة العدو ليل نهار إذ لم تتوقف المقاومة من تنفذ عمليات بطولية كـ"إطلاق نار" وتفجير عبوات ناسفة وتصدي لعمليات الاقتحام وإيقاع أكبر عدد من الأضرار في الآليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي.
مرحلة جديدة اشد عنفواناً
الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد يرى، بأن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية لا سيما في جنين ونابلس دخلت مرحلة جديدة في تحدي قوات جيش الاحتلال، إذ لم تعد الضفة كالسابق فقد باتت بمثابة كابوس يقلق ويؤرق قادة أمن الاحتلال الإسرائيلي.
ويعتقد الكاتب العقاد في تصريح لـ"شمس نيوز" بأن تصدي المقاومين في جنين؛ لاقتحام قوات الاحتلال بصليات مكثفة من الرصاص والعبوات المتفجرة يؤكد فشل الاحتلال الإسرائيلي في وأد المقاومة أو إضعافها.
وقال: "إن قوات الاحتلال استخدمت كل ما تملك من قوة وكثافة نارية وخيارات سياسية متعددة لاغتيال المقاومين الفلسطينيين ووأد مقاومتهم، لكن كل ما تم استخدامه باء بالفشل في إخضاع المقاومة في جنين".
وأشار إلى أن ما جرى في مخيم جنين يطمأن المراقبين بأن المقاومة بخير والحاضنة الشعبية لم تتأثر بالمحاولات الإسرائيلية التي هدفت لإحداث شرخ بين المقاومة والشعب، قائلًا: "ضراوة المقاومة أفشلت مخططات الاحتلال سواء في أريحا أو جنين أو غزة".
ولفت إلى أن العمل المقاومة في الضفة يتطور بشكل متسمر وأن وحدة تشكيلات العمل المقاوم في الميدان سواء (كتيبة جنين – كتائب شهداء الأقصى – كتائب القسام) أفشل منظومة الردع الإسرائيلي، وأكسب المقاتلين خبرة كبيرة في المواجهة والتصدي لعمليات الاقتحام.
وفيما يتعلق بربط الأحداث في جنين والضفة بحالة التوتر على طول السياج الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة (عام 48)، يعتقد الكاتب العقاد بأن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لدفع المقاومة الفلسطينية باتجاه التصعيد في أكثر من منطقة تزامنًا مع زيارة بنيامين نتنياهو إلى نيويورك وتحديدًا أثناء كلمته المرتقبة في الأمم المتحدة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويرى أن قدرة المقاومة في إدارة المعركة وضبط النفس لأطول وقت ممكن سيفشل محاولات نتنياهو الذي يسعى للحصول على أثمان سياسية أمام العالم، من خلال وصف الفلسطينيين بالإرهابيين ووصف نفسه وجنوده المحتلين بالضحية.
ويرى الكاتب العقاد بأن الاحتلال يسعى من خلال الوسطاء والأوراق الاقتصادية لتحييد جبهة قطاع غزة عما يجري في الضفة المحتلة من اقتحامات واغتيالات؛ لكن استراتيجية وحدة الجبهات أفشلت تلك المحاولات وطورت من أداء الفعل المقاوم بالضفة.
بندقيتنا لم تغير مسارها
وفي السياق، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش أن تصدي المقاومين من سرايا القدس-كتيبة جنين وفصائل المقاومة كافة ليلة أمس الثلاثاء لاقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي دليل واضح على أن جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المقاومة في الضفة فشلت في وأد المقاومة أو إضعافها.
وأوضح القيادي البطش لـ"إذاعة صوت القدس" اليوم الأربعاء، أن الاحتلال الإسرائيلي بذل جهودًا كبيرةً خلال الأيام الماضية لوأد المقاومة من خلال استهداف قادتها واعتقالهم إلا أن ما جرى ليلة أمس في مخيم جنين وعقبة جبر في أريحا يؤكد أن العدو لم يفلح ولم ينجح مطلقًا في وأد المقاومة أو إضعاف دورها أو تغيير مسارها.
وقال: "إن حجم العبوات التي فجرتها سرايا القدس والمقاومة في آليات الاحتلال الإسرائيلي يؤكد أن مسار بندقية "الجهاد الإسلامي" لم تتغير مطلقًا وأن تضحيات قادتها ومقاتليها هي من أجل تحرير فلسطين وطرد المحتل عنها.
وأشار إلى أن التصدي البطولي للمقاومين في جنين لاقتحام جيش الاحتلال يحمل رسالة قوية للعدو بأن الحاضنة الشعبية ما زالت بخير فرغم كل الصعوبات والخلل في ميزان القوة لا أن الحاضنة الشعبية بخير والمقاومة بألف خير.
وفيما يتعلق بارتكاب جيش الاحتلال للجرائم ضد أبناء شعبنا تزامنًا مع الأعياد اليهودية قال القيادي البطش: "إن العدو الإسرائيلي مستمر في استهداف أبناء شعبنا، والأعياد اليهودية لم تمنعه من قتل أبناء شعبنا فسيفه مسلط علينا لذلك يجب أن نكسر هذا السيف بمزيد من الوحدة والتلاحم في الميدان المبارك".
يُشار إلى أن سرايا القدس-كتيبة جنين وفصائل المقاومة الفلسطينية تصدوا لاقتحام واسع لجيش الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، إذ تصدت سرايا القدس بصليات مكثفة وتفجير عبوات مباشرة في آليات الاحتلال.
وكانت وزارة الصحة أعلنت استشهاد 4 مواطنين في مخيم جنين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي وهم: (محمود السعدي - رأفت الخمايسة - محمود خالد عرعراوي - عطا ياسر موسى).