إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
بتاريخ 24 إبريل عام 1967م، كان مخيم نور شمس بطولكرم على موعد مع فارسه فلاح حسن مشارقة، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين، التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وقد تلقى تعليمه في مدارس المخيم.
لقد برز دور القائد فلاح في مقارعة العدو منذ بدايات الانتفاضة الأولى عام 1987م، حيث كان له الدور البارز في التصدي لاقتحامات الاحتلال والمشاركة في المواجهات وملاحقة جنوده بين أزقة مخيم نور شمس، وقد تعرض للاعتقال أكثر من مرة على خلفية أعمال المقاومة التي يقوم بها.
مع انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، بدأ القائد فلاح العمل في صفوف سرايا القدس، فبدأ عمله برفقة القائد أسعد دقة، وبعد استشهاد القائد أسعد، عمل برفقة القادة إياد صوالحة ومعتصم مخلوف، حيث كان من مهامه الموكلة إليه نصب الكمائن لجنود الاحتلال، وزرع العبوات الناسفة لقطعان المستوطنين على الطرق الالتفافية.
قام فارسنا بتشكيل الخلايا العسكرية التي ضربت الاحتلال في مقتل، حيث تعرض لمحاولات الاغتيال أكثر من مرة، وجهز الاستشهادي رامي غانم الذي نفذ عملية "نتانيا" البطولية بتاريخ 30 مارس عام 2003م.
لُقَّب القائد فلاح مشارقة بـ "صقر الطرق الالتفافية"، حيث قام بتشكيل خلية عسكرية تميزت بشدتها وصلابتها، وتشكلت من عدد من المجاهدين الذين قضوا شهداء، ومن أبرزهم الشهيد خالد أبو العز وسائد مصيعي وذاكر أبو ناصر ومازن حويطات، والتي نفذت العديد من العمليات على الطرق الالتفافية وأوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الصهاينة.
شهيدًا على طريق القدس
فجر الثلاثاء 14 سبتمبر عام 2004م، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مخيم نور شمس، مدعومة بالدبابات وتحت غطاء جوي من الطائرات، وقامت بمحاصرة المنزل الذي تحصن به فارسنا، لتبدأ معركة بطولية سطرها أمام جيش بأكمله، وبعد الفشل في اعتقاله نتيجة رفضه تسليم نفسه، قام العدو بقصف المنزل بعشرات الصواريخ الموجهة، فأصيب فارسنا، وتم إخراجه من تحت أنقاض المنزل مصابًا بحالة حرجة، لينقل إلى مستشفيات الداخل المحتل، حيث ارتقى بتاريخ 23 سبتمبر، ليرتقي ملبيًا نداء القدس والواجب.