يرى الكاتب والمحلل السياسي عرفات أبو زايد، بأن اتفاق فصائل العمل المقاوم (حركة الجهاد الإسلامي وحماس والجبهة الشعبية)؛ لتصعيد المقاومة الميدانية وتعزيز كل أشكال التنسيق في القضايا كافة، يتجاوز مرحلة التنسيق ليصل إلى مرحلة وحدة ميدان العمل المقاوم في الساحات الفلسطينية كافة.
وقال الكاتب أبو زايد لـ"شمس نيوز": "إن اتفاق فصائل المقاومة يأتي ضمن استراتيجية وحدة الساحات لتصعيد العمل المقاوم ضد العدو الإسرائيلي"، واستذكر أبو زايد مناورة "الركن الشديد 4" التي تم نفذتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاوم قبل أيام قليلة في قطاع غزة.
وأشار إلى أن مناورات الركن الشديد واللقاءات بين قيادات الصف الأول لفصائل المقاومة يدلل على تجاوز مرحلة العمل الحزبي والتنظيمي في مواجهة العدو الإسرائيلي؛ ليدخل مرحلة العمل المشترك والوحدة بين كافة الفصائل.
وتحمل الصورة التي جمعت الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، إضافة إلى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد صالح العاروري ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد جميل مزهر رسائل متعددة ومتنوعة وفقًا للكاتب أبو زايد.
وتمثل الصورة حالة من الإرباك في الإعلام الإسرائيلي، إذ يقول أبو زايد: "إن بعض وسائل الاعلام الإسرائيلية تفاعلت مع الصورة رغم الأعياد اليهودية، بنوع من الريبة والخوف باعتبارها صورة مستفزة لقادة العدو".
ويؤكد أبو زايد أن صورة قادة المقاومة تحمل رسائل عدة للعدو وللجبهة الداخلية الفلسطينية، ففي الوقت الذي يحاول فيه العدو اغتيال قادة المقاومة بسبب اشتعال الضفة المحتلة، تظهر صورة في رسالة تحدِ واضحة لقادة العدو.
وأشار إلى أن صورة القادة الذين تم تهديدهم بالاغتيال ترفع معنويات أبناء شعبنا المقاوم في الضفة الغربية لا سيما أبطال كتيبة جنين ونابلس وطولكرم وأريحا وكافة أبناء المقاومة في كل الساحات الفلسطينية.
ويعتقد أبو زايد أن إعلان وحدة العمل المقاوم الميداني واستمراره له ما بعده من وحدة ميدانية وارتفاع وتيرة المقاومة ضد العدو الذي يواصل انتهاك حرمات المسجد الأقصى المبارك وقتل الفلسطينيين بدم بارد على الحواجز العسكرية وداخل المدن الفلسطينية المحتلة.
وفي السياق ذاته أشار أبو زايد إلى أن اتفاق فصائل المقاومة يهدف إلى إيصال رسالة للعدو بأن مرحلة الاستفراد بفصيل أو حركة ما قد انتهى وباتت اليوم المقاومة موحدة للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
اتفاق الفصائل
وكانت الفصائل الفلسطينية المقاومة عقدت لقاءًا ثلاثيًا في العاصمة اللبنانية بيروت، حضره كل من القائد زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والقائد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والقائد جميل مزهر، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، شارك فيه عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، علي أبو شاهين، وعضو المكتب السياسي في حركة حماس، حسام بدران.
وناقش المجتمعون التطورات الراهنة، وسبل مواجهة العدوان الصهيوني المتصاعد ضد شعبنا، وخاصة تهديدات الاحتلال بتنفيذ اغتيالات، ومواصلة الاقتحامات، واستمرار سياسة الضم والاستيطان، والعدوان على مدينة القدس ضمن محاولاتٍ محمومة لفرض واقع جديد في المدينة المقدسة.
وتوجهت القوى الثلاث بتحية إجلال وإكبار إلى شهداء شعبنا الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى فلسطين، وإلى أسيراتنا وأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، مُعبرين عن اعتزازهم بالمقاومة المتصاعدة في الضفة المحتلة، ودور المقاومين في التصدي لجرائم الاحتلال، وإفشال المخططات الاجرامية للحكومة الصهيونية الفاشية بحق شعبنا والأسرى والمقدسات.
كما عبروا عن افتخارهم واعتزازهم بالعمليات النوعية التي ينفذها المقاومون الأبطال وحسن إدارتهم لمعركة التصدي للعدوان في الضفة المحتلة، واستمرار العمليات البطولية الجريئة التي تربك جنود الاحتلال والمستوطنين واستنزفتهم.
وأكدت القوى الثلاث على أهمية تصعيد المقاومة الشاملة وعلى رأسها المقاومة المسلحة في وجه الاحتلال الصهيوني، واتفقوا على تعزيز كل أشكال التنسيق بين القوى الثلاثة في القضايا كافة، واستمرار الوحدة الميدانية مع كل المقاومين للتصدي للعدوان الصهيوني ولكل أشكال المؤامرات التي تستهدف قضيتنا وشعبنا. وجرى، في هذا السياق، التطرق الى أهمية بحث ومناقشة تشكيل جبهة موحدة للمقاومة في الميدان.
واعتبرت القوى الثلاث دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى، بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، ينبغي التصدي لها والرد عليها بكل قوة، موجهين دعوة لجماهير شعبنا وقواه وشبابه الثائر للتصدي بكل قوة لهذه الدعوات.