هم الشهداء، الذين سلكوا طريق العلم طريقًا إلى الجنة، فاستحقوا الشهادة الأسمى، الذين آمنوا بالفكرة المقاتلة والوعي الحركي، وفي كنف الإيمان والوعي والثورة كانت صولاتهم وجولاتهم، وفي مدرسة الشقاقي انتموا لخيار المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر، فكانوا أول من لبى النداء على طريق القدس.
كانت مدينة القدس المحتلة بتاريخ 19 يونيو عام 1968م، على موعد مع فارسها أيمن يحيى دكيدك، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وقد تلقى تعليمه في مدارسها، ثم أنهى تعليمه الجامعي تخصص الهندسة المعمارية.
تميز بامتلاكه موهبة فن الإلقاء، حيث كان يقوم بخطبة الجمعة في المساجد وتحريض الجماهير على حب الجهاد والمقاومة، حيث كانت كلماته ذات وقع كبير وأثر عظيم في نفوس من يسمعها.
بدأ فارسنا أيمن عمله في صفوف حركة الجهاد الإسلامي منذ صغره، فكان يشارك مع إخوانه في المواجهات ضد قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين.
اعتقله الاحتلال أكثر من مرة لكنَّه كان يخرج من معتقله أشد قوة وصلابة، ومن أبرز العمليات التي قام بها: قتل أحد ضباط المخابرات الصهيونية في مدينة القدس المحتلة والمعروف باسم الضابط "أبو أمين".
شهيدًا على طريق القدس
بتاريخ 27 سبتمبر عام 1996م، وخلال هبة النفق التي اندلعت على إثر قيام قوات الاحتلال بفتح نفق تحت أساسات المسجد الأقصى، هبت جماهير شعبنا للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وكان فارسنا أيمن من أولئك الذين شاركوا إخوانهم في التصدي للاحتلال، حيث آثر الدفاع عن مسرى رسول الله، على الرغم من اقتراب موعد زفافه لعروسه ليكون العريس الشهيد المدافع عن القدس.