قائمة الموقع

حتى لا تقع "القيادة الفلسطينية" في خطأ الحسابات مرة أخرى

2023-09-27T10:45:00+03:00
سفير السعودية في فلسطين
بقلم/ علي أبو حبلة

لا بد لنا بداية من التحليل والتدقيق والتمحيص في إجابات سمو ولي العهد السعودي مع وكالة فوكس نيوز الامريكية فيما يخص القضية الفلسطينية حتى يمكننا البناء على ذلك قبل الانغماس في مخطط التطبيع وحتى لا نكون البهارات للطبخة الأمريكية الصهيونية أو حصان طرا وده للتطبيع بين السعودية وإسرائيل

وفي سؤال " ذُكرت إسرائيل أيضا في هذه الصفقة. ما الذي يلزم لتوافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟

حسنا، هناك مقاربة من إدارة الرئيس بإيدن للوصول إلى تلك النقطة. بالنسبة لنا تعد القضية الفلسطينية مهمة للغاية، نحن بحاجة لحل تلك القضية. هناك مفاوضات مستمرة بشكل جيد

وسنرى إلى أين ستؤول الأمور. نأمل أن تُفضي إلى تخفيف معاناة الفلسطينيين وإعادة إسرائيل كلاعب في الشرق الأوسط.

هل يمكنك إبرام اتفاق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟ هل هو شخص يمكنك التعامل معه؟

في السياسة السعودية، نحن لا نتدخل في من يدير شؤون كل بلد. لا تربطنا علاقة بإسرائيل حاليا، ولكن إدارة بايدن نجحت في إبرام أكبر صفقة تاريخية في رأيي منذ نهاية الحرب الباردة، من ثم علينا أن نبدأ علاقة، وستستمر تلك العلاقة بغض النظر عمن يحكم إسرائيل.

-أعني أنه في الـ 73 من عمره وأنت في الـ 38، لكن هل تعتقد أن هناك فرصة للتعامل معه؟

إذا نجحنا في التوصل إلى اتفاق يلبي احتياجات الفلسطينيين ويجلب الهدوء إلى المنطقة، سيكون علينا التعامل مع من يحكم البلاد.

دون الدخول في المزيد من التفاصيل، ولكن كيف ستبدو التنازلات التي ستضطر إسرائيل لإعطائها للفلسطينيين؟

هذا جزء من المفاوضات، نعم لا أريد تعطيل الأمور لأنني أريد تحسين حياة الفلسطينيين حقّا، لذا أريد فقط مواصلة المفاوضات مع إدارة بايدن للتأكد من تحقيق كل الأهداف.

إذا تتبعنا كل تلك الأجوبة والإجابات عليها لم نجد في ثناياها ما يشير إلى الحقوق الوطنية والتاريخية و السياسية وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ولم نجد في ثناياها ما يشير صراحة للقدس والمسجد الأقصى ولم نجد هناك ذكر يذكر للمبادرة العربية للسلام كشرط مسبق لقبول إسرائيل بها للتطبيع معها

ولا بد لنا من التوقف ووضع علامات تساؤل حول اجابة محمد بن سلمان " إذا نجحنا في التوصل إلى اتفاق يلبي احتياجات الفلسطينيين ويجلب الهدوء إلى المنطقة، سيكون علينا التعامل مع من يحكم البلاد "

هذه الإجابة الفضفاضة فيها من الغموض الكثير وفيها من المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني وتجاهل لحق العودة ؟؟؟ ما الذي يقصده ولي العهد السعودي بالهدوء وما يقصده في اتفاق يلبي احتياجات الفلسطينيين ويجلب الهدوء للمنطقة ؟؟؟ وهل بتنا أمام معادلة الاقتصاد مقابل الأمن ؟؟؟؟؟

وهذا من شأنه أن يعيدنا القهقرى ويعيدنا لخطة جون كيري 2013 وقد رفضها الفلسطينيون ، ان جل ما تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيقه الحفاظ على مصالحها في المنطقة تسعى لتكريس تواجدها وذلك من خلال الحفاظ على قوة إسرائيل باعتبارها احد أهم المرتكزات الامنيه في المنطقة وهي تضع مصالح إسرائيل وامن إسرائيل اولويه على حساب المصالح العربية والقضية الفلسطينية .

أمريكا غير معنية بتجاوز متطلبات إسرائيل التي هي على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية والأرض الفلسطينية ، لم تمارس أمريكا أية ضغوط على حكومة نتنياهو للتوقف عن الاستيطان ووقف أعمالها العدوانية والتهويديه ضد القدس وتقسيم الأقصى ولم يلمس الفلسطينيون موقفا أمريكيا ملتزما تجاه المطالب المحقة للشعب الفلسطيني .

حكومة نتنياهو تسير بالاستيطان بوتيرة متسارعه وهي تسعى لعملية التغيير الديموغرافي والجغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة ، أمام هذه الحقائق والوقائع تستوقفنا المكوكية الامريكيه بزيارات مسئوليها للرياض وتل ابيب لكسر حالة الجمود وتحقيق التقارب والسير بعملية التطبيع وأصبحت القضية الفلسطينية شماعة التطبيع مقابل شروط لتحسين حياة الفلسطينيين دون أن نلمس موقف لحد الان يجعلنا مطمئنين بانصياع حكومة اليمين الفاشية لقرارات الشرعية الدولية وإقرارها بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة بحدود الرابع من حزيران 67

عامل الزمن في صالح المشروع الصهيوني لتهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو في غير صالح المسيرة السلمية السعودية وأمريكا وإسرائيل لم تقدم إغراءات سياسيه للفلسطينيين وهذا يتطلب من الفلسطينيين التروي وعدم الانخراط بعملية التطبيع حتى لا يفقد الفلسطينيون أوراقهم

إسرائيل ترفض الإقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية وهي تصر على موقفها بان الأراضي الفلسطينية المحتلة أراضي متنازع عليها وليست أراضي محتله ، إن المشروع الأمريكي للخطة الامريكيه ألقائمه هي في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وتعنى بتنمية الاقتصاد الفلسطيني بمليارات الدولارات لإحياء الاقتصاد الفلسطيني

محاولات التسويق لعملية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مقابل أن يكون الفلسطينيون حصان طرا وده للتطبيع تبقى وهميه وعبثيه ما لم ترفق بخطة سياسيه واضحة المعالم تقود للضغط على إسرائيل للانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في الرابع من حزيران 67

هناك مخاطر حقيقية تتهدد القضية الفلسطينية من جراء المخططات الصهيو أمريكية فقد فتح باب التطبيع بين السعودية وإسرائيل على مصراعيه بعد أيام على حديث وليّ العهد، محمد بن سلمان، عن تقدّم مستمر في المحادثات حول ذلك

فما إن وصل السفير السعوديّ غير المقيم لدى السلطة الفلسطينية، نايف السديري، إلى الأراضي الفلسطينية لـ" طمأنة " الفلسطينيين حول موقف المملكة بشأن الحق الفلسطيني، وزيارة المسجد الأقصى، حتى تدفّقت الإعلانات عن زيارات وزراء إسرائيليين وقادة في الكنيست إلى المملكة، بدءاً بوصول وزير السياحة الإسرائيلي، حاييم كاتس إليها، أمس، في أول زيارة علنية إلى المملكة يقوم بها مسئول على هذا المستوى، وتُعدّ تلك الزيارات في الاتجاهين، ترجمة سريعة لما كان قد أعلنه وليّ العهد السعودي عن تقدمٍ مستمرّ في محادثات التطبيع مع حكومة الاحتلال الصهيوني ، والتي تجري في إطار ثلاثيّ يشمل الولايات المتحدة، ويُفترض أن تنتج منه ترتيبات أمنية جديدة بين واشنطن والرياض.

الرياض تسعى لإقناع الفلسطينيين وتبيعهم الوهم ، بالقبول بمجرّد وعود مقابل مباركة التطبيع السعوديّ الصهيوني ومحصلته التضحية بالحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني في ارض فلسطين ، والفلسطينيون يدركون قبل غيرهم أن إسرائيل لم ولن تقدم لهم أي " تنازلات " تصل إلى حدّ إقامة دولة فلسطينية

وفي السياق، وحسب مصادر مطلعه أن القنصل السعودي سيكون " متعدّد المهمات في المنطقة " ، وأن مهماته لن تقتصر على تلك المحدّدة لدى السلطة الفلسطينية، بل ستكون له علاقات مباشرة مع حكومة الاحتلال، عبر لقاءات غير معلنة مع المسئولين الإسرائيليين، كخطوة أولى لبناء علاقات رسمية بين الطرفين، بالإضافة إلى تمرير الدعم السعودي المتوقع في المدّة المقبلة بعد تمرير التطبيع.

ووفق مصادر محلية، فقد زار السفير السعودي مقرّ وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله ليسلّم وزير الخارجية والمغتربين، رياض المالكي، نسخة من أوراق اعتماده، ثم توجّه إلى مقرّ الرئاسة حيث قدّم أوراق اعتماده لدى الرئيس محمود عباس . وتبع هذه اللقاءات، وفق المصادر، لقاءُ للسفير مع أمين سرّ اللجنة التنفيذية لـ" منظمة التحرير" ، حسين الشيخ، الذي كان قد أقنع الرئيس بوجوب " الاستفادة" من التطبيع المذكور حسب تلك المصادر ، وترأّس وفداً زار الرياض، في الخامس من الشهر الجاري، حيث التقى مسئولين سعوديين لإبلاغهم أنّ " السلطة الفلسطينية " ، رغم تمسّكها بالمبادرة العربية للسلام، لن تقف في وجه الاتفاق، ولن تعارض الموقف السعودي في حال توافرت لها مقوّمات مالية كبيرة تمنع انهيارها».

وبعد لقاء المالكي، قال السديري إن القضية الفلسطينية " ركن أساسي " في أي اتفاق تطبيع محتمل مع إسرائيل، مضيفاً أن " المبادرة العربية التي قدمتها المملكة في عام 2002 هي ركن أساسيّ لأي اتفاق قادم "

على القيادة أن تدرك وحتى لا تقع في خطأ الحسابات القاتلة وحتى لا تصيب القضية الفلسطينية في مقتل بفعل عدم تقدير عواقب التداعيات التي قد تجرها عملية التطبيع بين الرياض وإسرائيل بحسابات البعض الضيقة والخاطئة ، إذ واقعيا الرهان على تقديم الإسرائيليين " تنازلات " تصل إلى حدّ إقامة دولة فلسطينية هو من باب المستحيل في ظل حكومة الائتلاف اليمنية المتطرفة الحالية

تل أبيب سبق أن رفضت تلك المبادرة مقابل العلاقات مع كل الدول العربية، فكيف ستقبل بها مقابل العلاقات مع دولة واحدة؟ وفي كل الحالات كان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قد أعلن قبل أسبوع فقط، معارضته التامة لإقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع مع السعودية ..

وفي مؤشر إلى أن التطبيع يمضي بمعزل عن الحقوق الوطنية الفلسطينية، بدأ وزير السياحة الإسرائيلي، حاييم كاتس، زيارة إلى السعودية، في أول زيارة علنية إلى المملكة يقوم بها مسئول في هذا المستوى. وقالت وزارة السياحة التابعة للاحتلال إن " كاتس هو أول وزير إسرائيلي يترأس وفداً رسمياً إلى السعودية، مشيرة إلى أنه سيشارك في حدث لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في الرياض. وأعلنت " القناة 12" العبرية أن وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كارعي، يزور السعودية الأسبوع المقبل. وكذلك سيزورها رئيس لجنة الاقتصاد في الكنيست، دافيد بيطان.

القيادة الفلسطينية أمام وضع يتطلب منها إعادة ترتيب أوراقها وإعادة تحالفاتها في ظل التغيرات الاقليميه والدولية وخاصة بعد عملية التطبيع بين الرياض وإسرائيل وتمضي قدما دون أن يلوح في الأفق ما يؤكد تمسك الرياض بما سبق ووعدت به ، وذلك بما يخدم أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني للتحرر من الاحتلال وإقامة ألدوله الفلسطينية خاصة وان هناك تغير في موازين القوى وفلسطين هي مفتاح الامن والسلام الذي لن يتحقق دون الاقرار بكامل الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني حيث تدرك السعوديه ومعها دول التطبيع أن فلسطين تحظى باهتمام الشعوب العربية قاطبة

اخبار ذات صلة