إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كان مخيم جنين بتاريخ 7 نوفمبر عام 1997م، على موعد مع فارسه محمد هشام أبو ناعسة لعائلة مجاهدة وكريمة من عوائل فلسطين، التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وقدمت من أبناءها الشهداء والأسرى، فابن عمته الشهيد المجاهد محمد إبراهيم أبو ناعسة الذي ارتقى بتاريخ 28 فبراير عام 2007 برفقة الشهيدين أشرف السعدي وعلاء الجبالي، وابن عمه الاستشهادي عبد الكريم أبو ناعسة منفذ عملية العفولة برفقة الاستشهادي مصطفى أبو سرية عام 2001م، والتي أسفرت عن مقتل صهيونيين وإصابة 17 آخرين منهم 7 بحال الخطر.
تلقى فارسنا محمد تعليمه في مدارس مخيم جنين وبعد أن أنهى الثانوية العامة، التحق بجامعة القدس المفتوحة حيث درس تخصص التعليم الأساسي، وتزوج بامرأة صابرة محتسبة رزقه الله منها اثنين من الأبناء، كما عمل موظفًا في بلدية مدينة جنين.
عرف عنه مشاركته الدائمة في جنازات الشهداء، والقيام بزيارات مستمرة لعوائل الشهداء والأسرى والجرحى في مخيم جنين ويسمع منهم، ويقف على هموهم، ودائمًا ما كان يسعى لنيل الشهادة التي طلبها بصدق وكان يدعو الله أن ينالها، خاصة بعد ارتقاء رفيق دربه الشهيد حمد أبو جلدة الذي كان زميلاً له في العمل، كما تعرف إلى الشهيدين المجاهدين عبد الرحمن خازم ومحمد براهمة "ألونة"، الأمر الذي جعله أكثر إصرارًا على تحقيق حلمه بالشهادة.
شهيدًا على طريق القدس
بتاريخ 28 سبتمبر عام 2022م، كان محمد على موعد مع الشهادة والارتقاء، حين اقتحمت قوات العدو مخيم جنين بتعزيزات عسكرية كبيرة، لاغتيال عدد من مجاهدي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس وهما الشهيدين عبد الرحمن خازم ومحمد براهمة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين المجاهدين وقوات الاحتلال، وأثناء عودته من عمله في بلدية جنين قام قناص صهيوني حاقد بإطلاق الرصاص عليه بشكل مباشر ليرتقي شهيدًا على الفور مقبلاً غير مدبر، ليحقق حلمه بالشهادة.
الذكرى الأولى لاستشهاد المجاهد محمد أبو ناعسة
شمس نيوز - إعلام الضفة