قائمة الموقع

في العقد الأخير.. سرايا القدس خاضت معارك عدة وفرضت شروطها بالنار

2023-09-28T17:51:00+03:00
غرفة عمليات سرايا القدس (6).jpg
شمس نيوز - محمد الخطيب

خاضت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على مدار أعوام معارك عدة مع الاحتلال الإسرائيلي، سواء كانت جولات سريعة وخاطفة أو حروباً استغرقت أياماً وأسابيع في بعض الأحيان، إلا أن جميع هذه الجولات شهدت تطوراً لافتاً في الأداء العسكري لها، وأثبتت خلالها القدرة على مواجهة الاحتلال بأساليب ووسائل قتالية وتكتيكات جديدة.

وخاضت السرايا جولات ومعارك عدة مع الاحتلال في العقد الأخير منها: "بشائر الانتصار وحمم البدر والوفاء للشهداء وصيحة الفجر ووحدة الساحات وثأر الأحرار وبأس جنين، بالإضافة لمعارك مشتركة خاضتها مع فصائل المقاومة مشتركة، رافعة شعار أنها ولي الدم لكل فلسطيني والمحافظة على دمائه.

 

بشائر الانتصار

كانت معركة بشائر الانتصار أول المعارك التي فرضت خلالها سرايا القدس والجهاد الإسلامي شروطها على العدو، فقد أجبرته على وقف سياسة الاغتيالات التي عانى منها شعبنا الويلات، وأقر صاغرًا بالموافقة على إملاءات وشروط السرايا.

فقد بدأت المعركة بعد اغتيال الاحتلال للأمين العام للجان المقاومة في فلسطين زهير القيسي، عند عصر الجمعة الموافق 9/3/2012، معتقدًا أن عملية الاغتيال ستمر مرور الكرام وأن المقاومة لن ترد بحجم كبير وستكتفي بإطلاق بعض من الصواريخ وينتهي الأمر.

غير أن سرايا القدس كان لها الكلمة الأولى والأخيرة في المعركة، وكان مجاهدو الوحدة الصاروخية ينتظرون إشارة البدء للرد على هذه الجريمة، بالفعل صدرت الأوامر للوحدة الصاروخية والوحدة المدفعية بإطلاق العنان للصواريخ والقذائف من مرابضها لقصف المستوطنات والمدن المحتلة.

بدأت سرايا القدس بإمطار المستوطنات بوابل كبير من صواريخ جراد والقدس وصاروخ 107 وقذائف الهاون، وأصبحت عسقلان وأسدود وكوسوفيم وزيكيم وكريات ملاخي وبئر السبع ونيتيفوت وأوفوكيم، تحت جحيم صواريخ سرايا القدس، واستمرت عملية القصف الصاروخي من قبل السرايا أربعة أيام متواصلة.

وأدخلت السرايا سلاحاً جديداً للخدمة خلال المعركة "راجمات السرايا" المحمولة ذو كفاءة وفعالية أكبر وتحمل صواريخ "جراد" متطورة، والتي تستطيع إطلاق دفعات ورشقات من الصواريخ عبر آليات إلكترونية وتكنولوجيا جديدة، كما وتمكنت لأول مرة من قصف مهابط الطيران الإسرائيلية ومواقع عسكرية أمنية، ووصلت صواريخ السرايا إلى داخل كيان الاحتلال مسافة 45 كم لأول مرة في تلك الفترة.
 

صيحة الفجر

مع بزوغ فجر يوم الثاني عشر من نوفمبر اغتالت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الجبانة قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس بهاء أبو العطا "أبو سليم" وزوجته، بالتزامن مع قصف العاصمة السورية دمشق في محاولة لاغتيال القائد العسكري أكرم العجوري مسؤول الدائرة العسكرية وعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي من خلال قصف منزله إلا أنه تمكن من النجاة، وأدت محاولة اغتياله لاستشهاد نجله معاذ ومرافقه الشهيد عبد الله حسن، ما جعل سرايا القدس صاحبة الرد السريع على هذه العملية الجبانة وكانت من السباقين لقصف كافة المدن والمغتصبات والمواقع العسكرية الصهيونية.

فكانت الإشارة للوحدة الصاروخية والمدفعية بالرد على الجريمة، وتوالت رشقات صواريخ البراق والبدر والجراد المكثفة صوب المدن والمغتصبات الصهيونية، ودوي صافرات الإنذار لم يتوقف في المدن والمغتصبات التي طالتها صواريخ المقاومة، وقد اعترف العدو بفشله الذريع في اعتراضها مما أدى لوقوع عشرات الإصابات وأضرار مادية فادحة في المنازل والممتلكات الصهيونية.

ولم تتوقف مفاجآت السرايا كما عودت أبناء شعبنا الفلسطيني في كل معركة تخوضها مع العدو، عندما كشف أبو حمزة الناطق باسم سرايا القدس عن صاروخ براق (120) المطور الذي أدخل الخدمة العسكرية خلال معركة صيحة الفجر، وكان له الأثر الكبير في هذه المعركة وكان له دور في صفع كيان الاحتلال وإحداث أضراراً مادية كبيرة في جبهته الداخلية جراء استهداف مدينة الخضيرة المحتلة.

وحدة الساحات

"سبعة أيام مضت، أربعة وقف خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي ومعه أكثر من 2 مليون مستوطن على أصابع أقدامهم" هكذا وصف الناطق باسم سرايا القدس "أبو حمزة" حالة الكيان المؤقت للاحتلال بعد استنفار المقاومة للرد على اعتداءاته في الضفة الغربية المحتلّة، واعتقال القيادي الأسير بسام السعدي، ثم اغتيال قائد المنطقة الشمالية وعضو المجلس العسكري للسرايا القائد تيسير الجعبري وإخوانه الشهداء.

وفي الأيام الثلاث المتبقية كانت كل المدن الفلسطينية المحتلّة تحت مرمى صواريخ المقاومة وفي مقدّمتهم سرايا القدس، التي أظهرت قدرات عالية في إدارة المعركة وزخماً نارياً غير مسبوق في تاريخ جولاتها العسكرية مع جيش الاحتلال.

في وقت قياسي أنجزت السرايا خلال 50 ساعة تقريباً، حوالي 1000 عملية إطلاق صاروخي بشكل متواصل ومستمر، وتكثّفت الرشقات الصاروخية في الساعات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار.

وتعبر معركة "وحدة الساحات" للعالم كله عن وحدة فلسطين أرضاً وقضيةً ومقاومةً، لإحباط مشاريع العدو الهادفة إلى التغوّل على ساحة دون أخرى.

وأعلنت سرايا القدس استشهاد 12 من قادتها ومقاوميها خلال المعركة، أبرزهم قائد المنطقة الشمالية تيسير الجعبري وقائد المنطقة الجنوبية خالد منصور.

ثأر الأحرار

في ليلة غادرة أقدم جيش الاحتلال على اغتيال ثلة من قادة سرايا القدس العسكريين، وأعلنت السرايا عن بدء معركة "ثأر الأحرار"، التي دكت خلالها مستوطنات ومدن الاحتلال بعشرات الدفعات الصاروخية والمدفعية، أدت لإحداث دمار جسيم والعديد من القتلى والإصابات في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين.

وجهت سرايا القدس ضربات قاسمة للاحتلال، واتبعت تكتيك حرب الاستنزاف المستدامة، وهذا نمط من القتال لا يحتمله جيش الاحتلال ولا جبهته الداخلية.

واستشهد 33 مواطنًا وأصيب 190 آخرين جراء قصف طائرات الاحتلال، لمنازل عدد من قادة المقاومة الفلسطينية، ومنازل المواطنين الآمنين، فيما زفت سرايا القدس ثلة من قادتها من قادتها ومجاهديها ارتقوا خلال المعركة، بينهم قائد المنطقة الشمالية خليل البهتيني والشهيد القائد طارق عز الدين والشهيد القائد جهاد الغنام.

بأس جنين

معركة "بأس جنين" (يوليو 2023) أو عملية بيت وحديقة كما سمتها "إسرائيل"، هي عمليةٌ عسكريةٌ نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بمدينة جنين و‌مخيمها في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، في أول ساعات صباح يوم الإثنين الموافق 3 تموز/يوليو 2023، حيث توغَّلَ الجيش الإسرائيلي عبر قوات كبيرة وبمشاركة عشرات الكتائب والقوات الخاصّة فضلًا عن دعمِ سلاح الجو داخل جنين، أما الهدف المعلَن من العملية بحسبِ الاحتلال فقد كان "القضاء على المسلّحين داخل المدينة" والذين ترى فيهم "إسرائيل" خطرًا على أمنها.

وتعد معركة "بأس جنين" هي أكبر عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل ضد المخيم منذ اجتياحه عام 2002، إذ كان لرجال كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الدور الأبرز في التصدي لتغول الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها الصامد.

وسطرت المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين وعلى رأسها كتيبة جنين سطرت، أروع الملاحم والبطولة والفداء، وكبدت العدو خسائر فادحة على كل المستويات في جولة جديدة من صولات كتيبة جنين سيسجلها تاريخ شعبنا المقاوم بمداد من عزيمة وإصرار.

وأكدت كتيبة جنين في فيلم وثائقي بعنوان "سمح بالنشر": "استطعنا من خلال الأنفاق تنفيذ عدد من الكمائن والتي على رأسها كمين حارة الدمج، والسيطرة على طائرى مسيرة للاحتلال والاستفادة منها".

وخرجت قوات الاحتلال من المخيم دون تحقيق أي من الأهداف التي ادعت بدء العملية بسببها، ودليل ذلك أن عدد الشهداء من المقاتلين لم يتجاوز 3 مقاتلين فقط.

سيف القدس

المعركة التي استمرت المعركة من العاشر حتى 21 مايو/أيار 2021، ووجهت خلالها المقاومة الفلسطينية ضربات صاروخية ومضادة للدروع في العمق الإسرائيلي على إثر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والمخططات الإسرائيلية لترحيل سكان حي الشيخ جراح في القدس.

بدأت معركة سيف القدس بعد إعطاء الاحتلال مهلة محددة للانسحاب من باحات الأقصى ووقف العدوان عليه، إذ بدأت سرايا القدس بالضربة الافتتاحية للمعركة بضرب جيب عسكري للاحتلال يتبع لشعبة الاستخبارات بصاروخ مضاد للدروع من نوع "كورنيت"، وتبعه رشقات صاروخية من فصائل المقاومة استهدفت المدن والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة وقصف مدن المركز القدس و"تل أبيب".

استخدمت المقاومة تكتيكات جديدة وكثافة عالية في الصواريخ، لتحييد عمل القبة الحديدة والعمل على تدمير أكبر كم من المستوطنات والمواقع العسكرية، إذ ضربت المقاومة بصواريخ تجاوزت ال100 كلم، ما أدى لشلل تام وكامل في مناحي الحياة لدى دولة الاحتلال.

استخدم الاحتلال أسلوب "الحزام الناري" خلال المعركة اكثر من مرة، إذ قام بضرب عشرات الأهداف والأراضي الفارغة والشوارع المركزية في غزة بأكثر من 160 طائرة خلال دقائق معدودة، ليعمل على تغطية فشله وليبرهن لجبهته الداخلية أنه صاحب صورة النصر.

وأسفرت هذه المعركة عن نحو 250 شهيدا فلسطينيا وأكثر من 5 آلاف جريح، كما قصفت "إسرائيل" عدة أبراج سكنية.

اخبار ذات صلة