أوْلَتْ حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين منذ نشأتها الأولى الكوادر التعليمية والمثقفين اهتمامًا كبيرًا، فبداية الحركة كانت على يد ثلة من الطلبة في جامعة الزقازيق في مقدمتهم وعلى رأسهم الشهيد المفكر د. فتحي الشقاقي، وعدد آخر من قادة الحركة منهم من ارتقى شهيدًا، ومنهم من لا يزال على ذات الدرب، يواصل طريق الجهاد والمقاومة، متمرساً وراء العلم كسلاح تماماً كما بندقية (الكلاشنكوف).
فأول شعار رفعته الحركة، ورفعه المؤسس فتحي الشقاقي كان "المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر"، للتأكيد على أهمية الثقافة والعلم في مقاومة ومواجهة العدو الصهيوني، لذا نجد قادة الصف الأول بالحركة جميعهم من أصحاب القامات العلمية العالية والرفيعة، كما أنَّ حركة الجهاد الإسلامي كانت من أول من اهتم بالطلبة والتعليم ومتطلباته، وما تزال تولي هذه الفئة اهتماماً خاصاً، لذا تجد أنها خصصت دائرة بأكملها لرعاية شؤون الطلبة من جميع الدرجات والتخصصات.
علمٌ وبندقية
مسؤول الدائرة التعليمية في حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، د. عبد الجواد العطار، أشار إلى أن النواة الأولى للجهاد الإسلامي قامت على مجموعة من حملة العلم والفكر الإسلامي الذي يؤمن بقضيته.
وقال العطار لـ"شمس نيوز": "منذ نشأة الجهاد الإسلامي، ومن مؤسسها الدكتور الشقاقي كان يهتم بالمثقفين والمفكرين، لذا كانت طليعة الحركة هذه المجموعة من المفكرين".
وأوضح أن ثقافة وتمحور أهداف الجهاد الإسلامي كانت تنطلق من رعاية وتبني المثقف والمتعلم، كونه عصياً على الانكسار في هذه الظروف التي تمر بشعبنا وأمتنا مبينًا أن شعار الشقاقي وإخوانه أن "المثقف هو أول من يقاوم وآخر من ينكسر ولن ينكسر".
وأشار العطار إلى أن الشقاقي وإخوانه المفكرين رسموا المسار الصحيح للأمة التي كانت بعيدة كل البعد عن القضية الرئيسة للعروبة والإسلام المتمثلة بفلسطين.
وتطرق الدكتور العطار إلى شديد ما مر به مفكرو الحركة من ابتلاءات وصعاب لتبنيهم الفكر المقاوم ورعاية العلم وحملته، قائلًا "الدكتور فتحي وغيره من إخوانه المفكرين تعرضوا لابتلاءات من قبل الاحتلال الصهيوني من اغتيالات واعتقال وملحقات وإبعاد لأنهم حملوا على عاتقهم القضية"
غرسٌ للقيم
وحول واقع العمل التعليمي ودعم الطالب، أكد العطار أن الجهاد تسعى دائما إلى رعاية الطلبة منذ المرحلة الأساسية حتى الدراسات العليا.
واستدل المسؤول في الجهاد، بالعديد من المنح والمساعدات والقروض التي تقدمها الحركة للطلبة في مساهمة واضحة لإنجاح العملية التعليمية، مكملًا "الجهاد الإسلامي مع الطالب من المرحلة الأساسية حتى الدراسات العليا بتقديم العديد من المساعدات والقروض".
وشدد العطار على أن الدائرة تسعى لغرس القيم الوطنية والأخلاقية للطالب الفلسطيني، وذلك من خلال التعاون والتنسيق مع التربية والتعليم، ومن خلال الأنشطة المختلفة التي تنفذها الرابطة الإسلامية في المدارس والجامعات.
وأضاف "نعمل على غرس القيم الوطنية والإسلامية في قلوب طلابنا، من خلال التعاون مع وزارة التربية وعديد الأنشطة التي تقدم في الإذاعات والمهرجانات في المدارس والجامعات".
وختم العطار التأكيد على أن الرابطة الإسلامية والدائرة التعليمية في حركة الجهاد الإسلامي تعمل كل ما بوسعها لخدمة الطلبة، والتصدي لأي محاولات قد تضرهم أو تجحف في حقهم.