وحدة الأرشفة والتوثيق في مؤسسة مهجة القدس
اليوم ذكرى استشهاد المجاهد مصباح الصوري.. مصباح الصوري قاوم الاحتلال منذ نعومة أظفاره، وانتمى لقوات التحرير واعتقل على خلفية المقاومة في عام 1971م وحكم عليه بالسجن 30 عامًا، وبقي مصباح مقاومًا للاحتلال حتى في سجنه.
انتمى للجماعة الإسلامية في السجن والتي أسسها الشيخ جبر عمار واستطاع أن يحفظ القرآن في عقله وعمله وحاول كسر قيده أكثر من مرة، ولكن المحاولات كشفت، وبعد أن تعرف على الجهاد الإسلامي انتمى إليها، وكان التواصل معه ومع غيره عبر المحامي أو الزيارات وإيصال المجلات إليهم، وقدّر الله أن يُفرج عنه في صفقة عملية الجليل عام 1985م، ومباشرة بعد خروجهم التزموا بالجهاد والعمل العسكري، ونتيجة للعمل العسكري للجهاد الإسلامي عام 1986م اعتقل العشرات ومنهم الدكتور فتحي الشقاقي ومصباح الصوري.
وفي السجن استمر مصباح في البحث عن أي طريقة لكسر قيده ونجح في ذلك هو وخمسة من إخوانه في الحركة صبيحة 18/05/1987م وذلك في شهر رمضان المبارك وفي عملية هروب كسرت النظرية الأمنية الصهيونية من أحصن السجون يومها، وخرج مصباح باحثًا عن السلاح ليواصل المقاومة، وفعلًا استطاع وإخوانه أن يقلقوا الاحتلال بعملياتهم المسلحة والتي رفعت الروح المعنوية لأبناء شعبنا وجعلتهم لا يهابون جنوده ويشتبكون معه، ونتيجة للمطاردة والبحث عن مصباح وإخوانه استشهد مصباح واثنين من رفاقه على حاجز على مدخل البريج حينما كانوا يستقلون سيارة، وحينما حاولوا تجاوز الحاجز أطلق الجنود النار عليه وعلى من معه فاستشهد ثلاثتهم، وأعلن العدو عن اسم اثنين من القتلى وهم الشهيدان محمد المقادمة ومحمد أبو عبيد، ولم يعلن عن استشهاد مصباح إلا بتاريخ 11/10/1987م، ولم يسلم جثمانه إلا بتاريخ 18/10/1987م ليلًا ليدفن تحت الحراسة المشددة من قبل الجنود وحضور عدد قليل من أهله.
هكذا مضى مصباح وبقي مصباحًا نستنير به في طريق المقاومة إلى يومنا هذا..
رحمك الله يا مصباح وطيب ثراك.