إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
بتاريخ 14 يناير عام 1973م، كانت قرية الشويكة بمحافظة طولكرم على موعد مع فارسها مازن يوسف أسللمه لعائلة كريمة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وعانت كغيرها من العائلات الفلسطينية مرارة وقسوة التهجير القسري، حيث تعود جذورها إلى مدينة بئر السبع المحتلة.
بدأ فارسنا مسيرته الجهادية مبكرًا فكان من السباقين في التصدي للعدو خلال انتفاضة الحجارة عام 1987م، فأينما كانت مواجهة مع الاحتلال كان مازن متواجدًا في مقدمة الصفوف لم يتأخر أو يتوانِ في الدفاع عن أرضه وشعبه للحظة.
بسبب نشاطه في أعمال المقاومة، تعرض للاعتقال أكثر من مرة في سجون الاحتلال، حيث أمضى ما يقارب من 7 سنوات ونصف على فترات، ومع بداية انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، انضم فارسنا إلى صفوف سرايا القدس وأصبح أحد مجاهديها في طولكرم.
على إثر نشاطه العسكري في صفوف السرايا أصبح أحد المطلوبين لقوات الاحتلال، التي داهمت منزله لأكثر من مرة وقامت بالضغط على ذويه في محاولة يائسة للوصول إليه لكن دون جدوى، كما تعرض لمحاولات الاغتيال أكثر من مرة أبرزها أثناء تواجده في قرية عتيل بعد نجاته من كمين لقوات صهيونية خاصة وارتقاء اثنين من مجاهدي كتائب القسام كانوا برفقته.
شهيدًا على طريق القدس
بتاريخ الأول من أكتوبر عام 2003م، كان فارسنا مازن على موعد مع الارتقاء نحو علياء المجد والخلود، حينما أقدمت قوات خاصة من جيش العدو متنكرة بزي مدني بنصب كمين له في مخيم طولكرم، حيث باغتته رصاصات الحقد الصهيوني ليرتقى ملبيًا نداء القدس مكملاً درب من سبقه من الشهداء.