قائمة الموقع

د. المدلل: الجهاد الإسلامي منذ نشأتها تدرك حجم المؤامرة المحاكة ضد الوعي والطالب الفلسطيني

2023-10-01T10:48:00+03:00
أحمد المدلل عضو المكتب السياسي للجهاد الاسلامي
شمس نيوز - غزة

كان لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين منذ نشأتها الطالب الفلسطيني اهتماماً واسعاً، رافعةً شعار المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر، وعليه ألا ينكسر.

وبدأ اهتمام الجهاد الإسلامي بالطلبة الفلسطينيين منذ التأسيس، لتكون جامعة الزقازيق في مصر هي النواة الأولى لتأسيس الحركة على أيدي ثلة من الطلبة الفلسطينيين، ولإدراكها أهمية دور الطلاب المثقفين في مجابهة الاحتلال، واستطاع المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي من هذه النشأة أن يعيد فلسطين إلى حاضنتها العربية والإسلامية، وأن يعيد بوصلة الأمة لفلسطين.

وعلى مدار 36 عاماً من نشأة حركة الجهاد الإسلامي برز دور العمل الطلابي في تاريخ النضال الفلسطيني ومقاومة الاحتلال، كما يشير عضو المكتب السياسي للحركة ورئيس الدائرة التعليمية الدكتور أحمد المدلل في حديث صحفي عن هذا الدور والمحطات النضالية التي قادها طلاب الجهاد الإسلامي.

النشـأة

وقال د. المدلل:" الشباب هم عماد الأمة خصوصاً الفئة الطلابية، لذا وجدنا كيف أن نشأة حركة الجهاد الإسلامي في بداية الثمانينات من ذلك الحوار الفكري الذي انطلق منه مجموعة من الطلاب الفلسطينيين في الجامعات المصرية وعلى رأسهم الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي طالب الطب بجامعة الزقازيق، واستطاعوا من خلال الحوار أن يبلوروا فكراً جديداً على الساحة الإسلامية."

وأضاف المدلل، في ذلك الوقت كان العمل الكفاحي للمنظمات التي لها انتماءات عروبية وقومية وماركسية وعلمانية، لذا عمل الدكتور فتحي الشقاقي بكل امتياز واقتدار على أن يزاوج بين الإسلام وفلسطين ويؤكد أن فلسطين في قلب العقيدة الإسلامية وفي قلب التاريخ الإسلامي وهي التي تمثل اليوم واقعاً حقيقياً في قلب الأمة الإسلامية.

وتابع المدلل "المشروع الصهيوني الذي يحتل فلسطين سبباً حقيقياً للفتن والصراعات التي عاشتها أمتنا، ووجود الكيان الصهيوني في قلب الأمة على أرض فلسطين هو الذي جعلها تعيش هذه التبعية من خلال أنظمة وضعها الغرب من أجل الاحتلال الصهيوني، ولكي تكون سوطاً يضرب به ظهور الأمة العربية والإسلامية، مؤكداً أن الشقاقي استطاع إعادة فلسطين إلى حاضنتها العربية والإسلامية وأن يعيد بوصلة الأمة لفلسطين.

وأوضح المدلل أن الشقاقي كان يعي تماماً أهمية أن يكون الطالب الفلسطيني حاملاً لفكر الجهاد الإسلامي، لذلك عمل كنحلةٍ لا تعرف الهدوء أبداً من رفح حتى جنين، حيث كان يأتي في جامعات الضفة الغربية ويعقد ندوات في بيوت الطلبة وفي قاعات المحاضرات بالجامعات، مؤكداً على حجم الالتفاف الطلابي الكبير حول الشقاقي آنذاك.

محطات فيها العمل الطلابي

تابع المدلل قوله" منذ تأسس حركة الجهاد الإسلامي على أرض فلسطين في بداية الثمانينات، بدأت حالة الاشتباك بين الطالب الفلسطيني والاحتلال الصهيوني نتيجة الإيمان الذي انغرس في قلب الطالب الفلسطيني ونتيجة الوعي الذي يحمله مما دفعه إلى مواجهة الاحتلال الصهيوني، مؤكداً على أن شعار حركة الجهاد الإسلامي (الإيمان، الوعي الثورة) هو الطريق الوحيد والخيار الذي يمكن أن يشعل الشاب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني".

وأضاف المدلل" أن حركة الجهاد الإسلامي وذراعها الطلابي في بداية الثمانينات والتي كانت تأخذ اسم الإسلاميون المستقلون، استطاعت أن تنجز رقماً كبيراً في الانتخابات عام 1983-1984م وكان لها حضوراً في الجامعات الفلسطينية.

وذكر المدلل أبرز العمليات التي قادها طلاب الجهاد الإسلامي في قطاع غزة ومنها (الهبَة التي قادها طلاب المدارس والجامعات عام 1981، إسناداً ودعماً للجمعية الطبية للأطباء في مواجهة الاحتلال الصهيوني والتي على إثرها استشهد الطالب أحمد سالم أبو نحلة من رفح وهو أول شهيد في الانتفاضات الفلسطينية، ثورة السكاكين التي قادها الطالب خالد الجعيدي، الانطلاقة الجهادية من خلال معركة الشجاعية التي كان يقودها مجموعة من االطلاب الذين يدرسون في الجامعات وعلى رأسهم الشهيد الطالب محمد الجمل)، مضيفاً، حرصت حركة الجهاد الإسلامي على رعاية الحركة الطلابية في الضفة الغربية فتأسست على يد الدكتور فتحي الشقاقي وكنا بجانبه في بداية الثمانينات، مستذكراً أول عملية طعن في مدينة القدس التي نفذها الأسير المحرر نضال زلوم.

وقال المدلل:" تم تأسيس الجماعة الإسلامية في قطاع غزة التي أخذت بعد جماهيري وانتقلت للضفة المحتلة، ومن ثم أخذت اسم الرابطة الإسلامية، مستذكراً منسق الرابطة الإسلامية في جامعة القدس الشهيد مهند الحلبي الذي فجر بسكينه انتفاضة عام 2015، ثم انطلقت الانتفاضة بعد ذلك بعملية الطعن والدهس والمواجهات المستمرة وقطع الطرق على المستوطنات حيث أرهقت واستنزفت الانتفاضة الاحتلال الصهيوني بأدوات بسيطة.

سياسة الاحتلال بالتجهيل

وأكد المدلل أن الاحتلال الصهيوني يعلم خطورة الوعي الذي يحمله الطالب الفلسطيني الذي ينتمي لقضيته ولمقاومته، مستذكراً عملية زقاق الموت التي نفذها ثلاثة طلاب من جامعة بوليتكنك فلسطين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، أربكت حسابات الاحتلال الصهيوني عام2002.

وتابع المدلل قوله" الاحتلال الصهيوني نتيجة شعوره بالخطر الذي يشكله الطالب الفلسطيني، يعمل على ملاحقته في كافة الأماكن واستخدام كل الأساليب (القتل، الاعتقالات، محاولة كي وعي الطالب الفلسطيني من خلال الوسائل الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها).

وأضاف المدلل: "ما يحدث في الضفة الغربية من ملاحقة مستمرة للطالب الفلسطيني خصوصاً الطالب الذي ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي والذي يتحدث بفكر الجهاد الإسلامي في جامعات الضفة الغربية يتم اعتقاله من قبل الاحتلال الصهيوني، لأنه معظم الثورات والانتفاضات بالتاريخ الفلسطيني قادها الطالب الفلسطيني".

أسرلة التعليم في القدس

قال المدلل:" هناك محاولات إسرائيلية في مدارس القدس على وجه الخصوص بتغيير المنهاج الفلسطيني وإدخال المنهاج الإسرائيلي والتضيق على الطلاب من خلال الحواجز واعتقال المعلمين والمعلمات"، موضحاً أن الدائرة التعليمية للجهاد حثت جموع الفلسطينيين خصوصاً أهلنا بالضفة المحتلة أن يقفوا وينتفضوا بوجه أسرلة المناج.

وأكد المدلل على أن مواجهة الأسرلة وما يتعرض له الطلاب يحتاج جهداً فلسطينياً جامعياً لمحاربة الاحتلال الصهيوني في تغييب الطالب الفلسطيني عن قضيته.

المدلل جميع المؤسسات الدولية العمل من أجل صد هذه الهجمة الإسرائيلية على الوعي الفلسطيني.

هكذا تم سحب مدونة السلوك

قال المدلل "هناك ضغوطات وابتزازات تتعرض لها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومن أخطر هذه الضغوط اتفاق التعاون بين وزارة الخارجية الأمريكية وبين وكالة الأونروا عام 2021، والذي تم بموجبه تغيير المنهاج الفلسطيني الذي يقدم للطالب الفلسطيني، و ادخال مناهج بعيدة عن العادات والقيم والدين الإسلامي وهذا ما حاولت به وكالة الغوث مؤخراً من مدونة السلوك التي أرادت أن تفرضها على المدارس الفلسطينية.

وأوضح المدلل دور الدائرة التعليمية للجهاد الإسلامي في فضح هذه الخطوة التي أقدمت عليها إدارة الأونروا، مضيفاً: "استطعنا أن نجيش المجتمع الفلسطيني بكافة فئاته للوقف بوجه هذه الممارسة الشيطانية لوكالة الغوث مما اضطر وكالة الغوث لسحب مدونة السلوك بعد ذلك ولم يكن لها أي وجود".

دعم الطالب الفلسطيني

قال المدلل: "إن الدائرة التعليمية للجهاد الإسلامي تدرك حجم المؤامرة ضد الطالب الفلسطيني على أرض فلسطين والتي منها الأزمات الاقتصادية والحصار على الشعب الفلسطيني بشكل عام وعلى الطالب الفلسطيني بشكل خاص والاقتحامات المستمرة في الضفة الغربية والاعتقالات وترهيب الطلاب في كافة المدن المحتلة في الضفة والقدس".

وأكد أن الدائرة التعليمية تعمل ليلاً نهار من أجل توفير ما يلزم الطالب الفلسطيني حتى يكمل دراسته، وتوفير جميع المواد الداعمة والمساندة للطالب، مضيفاً أن النشاطات والفعاليات التي تقوم بها الدائرة التعليمية والرابطة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في المدارس والجامعات نشاطات مهمة جداً من أجل أن يكون الطالب مرتاحاً في دراسته.

رسالة الدائرة التعليمية للطلاب

قال المدلل: "في الذكرى الـ 36 للانطلاقة الجهادية فأننا بالدائرة التعليمية والرابطة الإسلامية التي تعمل ميدانياً مع الطالب الفلسطيني في المدرسة والجامعة، نؤكد انحيازنا إلى طلابنا، مشدداً على ضرورة تحشيد الطلاب في مهرجان الدم والشهادة " مهرجان الشهداء بشائر النصر"، وهو الوفاء للعهد الذي قطعه الشعب الفلسطيني من أولئك الشهداء بأنه لا يمكن أن يتخلوا عن الطريق الذي ساروا عليه.

وأضاف: "طلابنا كانوا دائماً هم مشاعل الثورة وكانوا هم الذين يتقدمون قوافل الشهداء داعيا الطلبة حضورهم في المهرجان للتأكيد على انحيازهم وتثبتهم بخيار الجهاد الإسلامي وخيار المقاومة والوعي والفكر الذي استطاع أن يجعل من فلسطين بوصلة الأمة".

بعد عام على تقديم فلذة كبده

قال المدلل:" لأننا جزءٌ ممن دفع ضريبة الكرامة وضريبة الحرية، قدمنا فلذة كبدنا الشهيد الذي كان طالباً في الماجستير وكان على نية تجهيز نفسه لدراسة الدكتوراه فإنه عز علينا فراقه لكن نحن واثقون بأن زياد كان أحد أولئك الشهداء الذين قدمهم الشعب الفلسطيني على طريق مذبح الحرية.

وأضاف المدلل، نحن بقيادة حركة الجهاد الإسلامي فخورون بأننا عشنا مع أبناء شعبنا كما يعيش في مواجهة الاحتلال الصهيوني والحصار كما يعيش شعبنا وهو يقدم فلذات أكباده على طريق الشهادة والحرية، مؤكداً أن ارتقاء فلذة كبده الشهيد زياد المدلل يزيده اصراراً وانحيازاً للخيار الذي مضى من أجله زياد وهو خيار الجهاد والمقاومة لأنه استطاع بكل إيمان ووعي أن يحدد معالم المعركة التي خاضها هو وقافلة الشهداء.

وختم المدلل قوله، في الذكرى الـ36 للانطلاقة الجهادية ونحن نتذكر ابننا الشهيد، واثقون بأن شهادته لم تذهب هدراً كما كل شهادة الذين قدمناهم على مذبح الحرية، لذا الشهادة العظيمة التي يحملها زياد وجميع الشهداء، هي التي تدفعنا باتجاه دعوة الشعب الفلسطيني كله من أجل الالتفاف حول حركة الجهاد الإسلامي والتحشيد يوم العرس الجهادي الفلسطيني في مهرجان الشهداء بشائر النصر لأن الدم والشهادة هي التي تعبد لنا طريق النصر وطريق العودة.

اخبار ذات صلة