أكَّد الشيخ خالد جرادات أحد أبرز مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي في الضفة المحتلة أن الحركة منذ انطلاقتها واجهت الكثير من الصعوبات التي لا تقوى على حملها ومجابهتها الجبال.
وقال جرادات لـ"شمس نيوز": "رغم كثرة الأعداء، والحصار، والقمع، وقلة الإمكانيات، والموارد المختلفة؛ إلا أن الجهاد الإسلامي تواصل طريقها لتحرير كامل تراب فلسطين، متجاوزة كل التحديات دون خوف أو تراجع أو ملل".
وأوضح أن محاولات احتواء وكسر الحركة جرت عبر الكثير من الدول والفصائل والأحزاب، بواسطة وسائل متعددة ومتنوعة، سواء بالقمع أو بالحصار أو القتل، إلا أن الحركة تجاوزت كل تلك المحاولات، وحافظت على الإرث الذي خطه الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي.
وأشار إلى أن الخطوط الحمراء التي وضعها المؤسس الشقاقي لخدمة القضية الفلسطينية وتحرير تراب الوطن، لا يمكن أن يتجاوزها أحد؛ فالحركة يستحيل احتواؤها أو كسرها، مستدلًا بالتفاف الجماهير، لا سيما جيل الشباب الصاعد حول مبادئها وبوصلتها وبندقيتها الطاهرة النقية.
وقال الشيخ جرادات: "إن استيعاب الحركة للمد الشبابي النقي الساطع الناصع، الذي يؤمن بفكرة تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، سينقلها إلى مرحلة جديدة سيقربها من تحقيق الأهداف التي حددها الأمين العام المؤسس الشقاقي.
وأضاف: "إن الاجتهاد السياسي والفكري لحركة الجهاد الإسلامي هو الأقرب إلى الصواب، فلا ناقة للحركة ولا جمل في سلطة انحرفت بعض الأحزاب والفصائل صوبها"، لافتًا إلى أن الحركة تستطيع متى تشاء أن تقول "لا"، ومتى تشاء تستطيع أن تقلب الموازين وتغير الواقع.
كتيبة جنين الملهمة
وذكر الشيخ جرادات ما فعلته كتيبة جنين قائلًا: "مخيم صغير لا تتجاوز مساحته 2 كيلو متر مربع، أصبح في أيام قليلة ضربًا للأمثال بصبر أهله وبسالة مقاتليه وبطولاتهم، وصدق وطهارة قلوب قادته الموحدين في مواجهة الاحتلال".
وبشأن واقع كتيبة جنين، قال: "هناك فئتان ينتمون إلى الحركة، منهم كبار السن الذين يُعتبرون اليوم رموزًا وطنية وإسلامية يعتز ويفتخر بهم جميع أبناء شعبنا، إضافة إلى أن علاقاتهم مع الفصائل والشخصيات الوطنية قوية جدًا ومتميزة.
أما الفئة الثانية، فبيَّن أنها من جيل الشباب الصاعد المقاتل الذين يعملون بطريقتهم الخاصة، يعالجون الكثير من القضايا بحكمة وعبقرية، ويتقدمون في كل المواقع ضمن خطة تكتيكية وخطة استراتيجية يرونها مناسبة.
ولم يغفل الشيخ جرادات الحديث عن الضغوط الذي تعرض له الجيل الصاعد من أبطال كتيبة جنين، قائلًا: "إن الجيل المقاتل اليوم يتعرض لهجمة شرسة من قبل العدو الإسرائيلي، ومن أبناء جلدتنا، إلا أن تلك الضغوط لن تزيدهم إلا إصرارًا وتمردًا والتصاقًا بالنهج الذي ورثوه عن الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، ومن خلفه الراحل الدكتور رمضان عبد الله شلح، والأمين العام الحالي القائد زياد النخالة "أبو طارق".
وحول ما يميز علاقة الحركة بالإقليم، أكد الشيخ جرادات أحد أبرز مؤسسي الجهاد بالضفة المحتلة، أن علاقة الحركة بالخارج علاقة متميزة جدًا؛ فقد نأت بنفسها عن الصراعات الخارجية، قائلًا: "الذي ساعد الحركة بالنأي عن نفسها هو وجود محور من الحلفاء الصادقين الطاهرين الذين لم يضغطوا عليها، ولم يطلبوا منها أن تقول شيئا لا تقتنع به؛ لكن الآخرين مواقعهم الجغرافية وارتباطاتهم الحزبية وامتداداتهم الحزبية، كانت تفرض عليهم أن يقولوا وأن يتبنوا مواقف متناقضة.
ومن المقرر أن تُحيى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ذكرى انطلاقتها الجهادية (الـ 36) بمهرجان جماهيري حاشد في ساحة الكتيبة بمدينة غزة يوم الجمعة (6-10-2023)، وحمل المهرجان عنوان "الشهداء بشائر النصر".
وكانت اللجنة التحضيرية لإحياء الذكرى 36 للانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي كشفت عن شعار المهرجان لهذا العام الذي اتسمت في عناصره بالتعبير عن ثوابت الشعب الفلسطيني والتمسك بالمقاومة كنهج وسبيل للتحرير.
وقد تضمن الشعار صورة ترمز للمسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة، وبندقية الثائر في دلالة على أن المقاومة تواصل سيرها نحو القدس والعودة، وتضمن الشعار خارطة فلسطين التاريخية والعلم الفلسطيني، واسم عنوان المهرجان (الشهداء بشائر النصر).