غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

كاد يدمره ميدو

" 5 " إعارات صنعت قصة "الأناكوندا" مصطفى محمد

مصطفى محمد
شمس نيوز -القاهرة

يعد تربع النجم كيليان مبابي على صدارة ترتيب هدافي الدوري الفرنسي لكرة القدم أمر طبيعي، لكن أن يتواجد المصري مصطفى محمد في المركز الثاني بعد إعارات بالجملة أوصلته إلى موقع أساسي مع نادي نانت، يشكّل نقطة مضيئة في مسيرة مهاجم منتخب "الفراعنة".

كان محمد الذي يتم عامه السادس والعشرين في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، على وشك الرحيل من نانت والعودة إلى الدوري التركي، بعد أن قضى الموسم الماضي معارا من جالطة سراي التركي لفريق غرب فرنسا، إلا أن الأخير فعّل بند الشراء البالغ 5.7 مليون يورو.

بعد تسجيله 8 أهداف في 36 مباراة بالدوري الفرنسي، احتاج مصطفى 7 مباريات فقط كي يهز الشباك 5 مرات في انطلاقة الموسم الحالي، بينها ركلة حرة رائعة أمام لوريان الشهر الماضي، فارضا نفسه نجما للفريق الأصفر وخيارا أساسيا للمدرب بيير أريستوي.

لكن رحلة المهاجم الصلب لم تكن سهلة، وقبل أن يصنع لنفسه اسما مع العملاق القاهري الزمالك ومنتخب بلاده، مر بمسيرة لم تخلُ من الصعوبة.

كان يحيى فارس، رئيس نادي البطل الأولمبي الذي يلعب ضمن القسم الرابع حاليا، ومدرب الناشئين بنادي وادي دجلة سابقا، من أوائل المدربين الذين اكتشفوا موهبة مصطفى في وقت مبكر.

ويقول لوكالة فرانس برس: "في 2008 انضمّ مصطفى لوادي دجلة وهو في سن الحادية عشرة، بعد أن بدأ مشواره في مدرسة الكرة بنادي مزارع دينا. منذ البداية لفت انتباه الجميع بقدرته على اللعب في كل مراكز الهجوم، وكان يجيد اللعب كظهير أيمن أيضا".

وشارك مع فريق مدرسة الكرة بوادي دجلة عام 2010 في بطولة ودية بإسبانيا، ضمّت أندية أياكس الهولندي وسانتوس البرازيلي وغيرها: "لفت مصطفى الأنظار بموهبته الكبيرة، وتوقعنا له الاحتراف رغم أن عمره لم يتجاوز 12 عاما وقتها".

وترك مصطفى وادي دجلة في 2013 والتحق بناشئي الزمالك: "آنذاك كان هناك الكثير من التغييرات في قطاع الناشئين ورحل مجانا. عرفت لاحقا أنه خاض اختبارات الناشئين في الزمالك وانضم له على الفور".

وكادت مسيرة مصطفى محمد في الزمالك تنتهي قبل بدايتها.

أراد كل من مدير قطاع الناشئين وقتها أحمد حسام (ميدو) ومدرب فريق تحت 18 سنة مدحت عبد الهادي إشراكه في مركز الظهير الأيمن، إلا أن اللاعب رفض الأمر وكاد يرحل لولا تدخل بعض المدربين بالقطاع، حتى اقتنع الثنائي ميدو وعبد الهادي، فأصبح هدافا لفريقه.

لكن الأمور لم تسر بالشكل الذي حلم به مصطفى مرة أخرى.

صعده ميدو للفريق الأول عام 2016 أثناء تدريبه للزمالك، دون أن يحصل على أي فرصة للمشاركة، وبنهاية الموسم قررت الإدارة إعارته للداخلية حتى يحصل على فرصته.

سجّل "أناكوندا"، كما يحب محمد أن يُطلق عليه، 4 أهداف في 17 مباراة مع الداخلية في 2017، قبل أن يعود للزمالك، لكن إدارة النادي أعارته من جديد، وهذه المرة إلى نادي طنطا.

20231002183512360.jpg
 

 

تدريبات منفردة

يروي خالد عيد، مدرب طنطا آنذاك لفرانس برس: "منذ حضوره إلى طنطا كان واضحا أنه يرغب في تقديم كل شيء. اتفقنا على أن يخوض تدريبات منفردة عقب مران الفريق، وتحديدا على ضربات الرأس والمواقف داخل منطقة الجزاء (سجل 6 أهداف في 23 مباراة)".

ويضيف عيد "لم يتجاوز عمره العشرين، لكن الجميع كان يتنبأ له بالتألق، بل وبدأ البعض يشبهه بمحمد صلاح الذي كان يتألق في موسمه الأول مع ليفربول وقتها. لكنه تعرض لإصابة قوية في وقت كنا ننتظر منه المزيد".

أصيب في شباط/فبراير 2018 في الركبة وابتعد حتى نهاية الموسم.

عاد إلى الزمالك، وخرج معارا مرة أخرى، وهذه المرة إلى طلائع الجيش، حيث بدا تطوّره لافتا هذه المرة، مع تسجيل 12 هدفا وتقديم 5 تمريرات حاسمة في 29 مباراة مع الفريق العسكري، فعاد الى الزمالك مرة أخرى في تموز/يوليو 2019.

سجّل هدفا في مباراته الأولى مع الزمالك بدوري أبطال إفريقيا، وقاد الفريق الأبيض لنهائي نسخة 2019-2020 التي خسرها أمام الأهلي في المباراة التي أطلق عليها "نهائي القرن".

وأحرز مصطفى 17 هدفا في كل المسابقات بموسمه الأول مع الفريق القاهري، وبدأت العروض الأوروبية تنهال عليه، خصوصا بعد تألقه في كأس الأمم الإفريقية تحت 23 سنة التي استضافتها مصر وتوجت بلقبها في تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

للمرة الأولى، ترك الدوري المصري في شباط/فبراير 2021، نحو جالطة سراي على سبيل الإعارة، مع بند أحقية شراء للنادي التركي مقابل 4 ملايين دولار.

بعد أن سجل 9 أهداف، فعّل جالطة سراي بند الشراء واستمر معه لموسم آخر، سجل خلاله 8 أهداف وصنع 5 في مختلف المسابقات، قبل رحلته الفرنسية الواعدة، علما بأنه يواجه إيقافا صارما بعد طرده إثر انفعاله المبالغ فيه خلال الخسارة الأخيرة على أرض رين، والتي وضعت نانت في المركز الثالث عشر.