صوت أعضاء مجلس النواب الأميركي، الثلاثاء، لصالح عزل رئيس المجلس كيفن مكارثي من منصبه، وذلك بناء على مذكرة تقدم بها أحد النواب الجمهوريين.
وأطيح بمكارثي من رئاسة مجلس النواب بعد تصويت 216 نائباً على إجراءات عزله، مقابل 210 نواب صوتوا لصالح بقائه.
وقبل جلسة التصويت على عزل مكارثي، صوت أعضاء المجلس لصالح المضي قدماً في إجراءات التصويت على العزل، رافضين طلب تأجيل التصويت أو إلغائه.
وكان مكارثي أعلن موافقته على عقد جلسة للتصويت لعزله، بعدما تقدم النائب الجمهوري المتشدد عن ولاية فلوريدا مات جايتز بمذكرة بهذا الشأن، رداً على تمرير مكارثي بمساعدة الديمقراطيين، حزمة مؤقتة لتمويل الحكومة الفيدرالية جنبت واشنطن إغلاقاً حكومياً، وسط معارضة من أعضاء حزبه.
ورغم دعم الديمقراطيين للحزمة التي مررها مكارثي، إلا أنهم رفضوا التصويت لصالحه في المجلس، إذ كتب زعيم الديمقراطيين جيفريز رسالة إلى أعضاء حزبه في المجلس، قال فيها إن الكتلة "متحدة" بشأن عدم التصويت له.
وأكد جيفريز أن سبب اللجوء إلى هذا الإجراء، هو عدم رغبة قيادة الجمهوريين في الكونجرس الابتعاد عن تطرف النواب المحسوبين على MAGA (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) المرتبطة بالرئيس السابق دونالد ترمب. وقال جيفريز في المذكرة، إنه "بناء على ذلك، سنصوت لصالح عزل الرئيس مكارثي".
ولم تصوت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية) خلال هذه الجلسة، إذ قال متحدث باسمها إنها لا تزال في سان فرانسيسكو حداداً على وفاة عضوة مجلس الشيوخ ديان فاينشتاين.
"فوضى في مجلس النواب"
ودافع النائب الجمهوري مات جايتز عن مذكرة العزل التي تقدم بها، قائلاً إن فترة رئاسة مكارثي لمجلس النواب كانت "فوضوية".
وأضاف خلال كلمة أمام المجلس سبقت التصويت، أن "مكارثي يمثل هذه الفوضى، وهو شخص لا يمكننا أن نثق به"، مشيراً إلى أن "الشيء المشترك بين البيت الأبيض والديمقراطيين في مجلس النواب، والنواب المحافظين في الحزب الجمهوري، هو أنهم لا يستطيعون الاعتماد على مكارثي".
وبينما كان النواب يناقشون إجراءات عزله، كان مكارثي يجلس بصمت في الصف الثاني للمجلس، وينظر إلى هاتفه بين فترة وأخرى.
وأدان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ما وصفه بـ"الصراع الداخلي" بين الجمهوريين، قائلاً إن على الجمهوريين مواجهة الديمقراطيين بدل "محاربة بعضهم البعض".
وكتب ترمب على منصته Truth Social: "لماذا الجمهوريون دائماً يحاربون أنفسهم، لماذا لا يحاربون الديمقراطيين اليساريين المتطرفين، الذين يقومون بتدمير بلادنا؟".
مكارثي: معركة تستحق خوضها
وقبل التصويت على عزله، اعتبر مكارثي أنه "قام بمخاطرة الأسبوع الماضي" من أجل "الإبقاء على الحكومة مفتوحة"، من أجل أن "تتمكن العائلات وجنودنا وحرس الحدود من تلقي رواتبهم".
وقال مكارثي في تصريحات تليفزيونية، الثلاثاء: "إذ أرادت حفنة من الجمهوريين أن تنحاز للديموقراطيين لإزاحتي عن منصبي لهذا السبب، فهذه معركة تستحق خوضها".
ومنذ بداية العام ومكارثي وجايتز على مسار تصادمي منذ عطل جايتز انتخاب مكارثي رئيساً للمجلس، ما أدى لفرض 15 جولة تصويت انتزع مكارثي في آخرها المنصب ولكن بعد تقديم تنازلات لتجمع حرية الذي يقوده جايتز داخل المجلس، من بينها إمكانية تقدم أعضاء منفردين بقرارات لعزل رئيس المجلس عبر ما يعرف باسم "قرار لإخلاء منصب رئيس المجلس".
