بقلم: عوض أبو دقة*

"أهل مدينة طولكرم، ومخيمي مخيم نور شمس الحبيب. رفاقي، أصدقائي في كل مكان، أوصيكم بالنفير في طريق ذات الشوكة، طريق الجهاد، طريق الأنبياء والمرسلين، فلتَكتُب أرض فلسطينَ الطاهرة أنها ضمت بين جنباتها وحَوت بين أحشائها رجالاً حفظوا الوصية، وما أعطوا في دينهم الدنية"، تلك الكلمات كانت جزءاً من وصية الشهيد الفارس سيف حِفظي أبو لبدة، مؤسس كتيبة طولكرم، التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الذي ارتقى في عملية اغتيال جبانة، رفقة الشهيدين خليل طوالبة وصائب عباهرة وهما من من مقاتلي كتيبة جنين، مطلع شهر نيسان/ إبريل عام 2022 في بلدة عرابة بجنين، شمال الضفة الغربية.

ظلّت هذه الكلماتُ محفورةً في أذهان رفاق درب الشهيد أبو لبدة، ويتردد صداها في آذان كل من التفوا حول خياره الأمل، فأقسموا أن يواصلوا السير على خطاه، حتى النصر أو الشهادة.

تألقت كتيبة طولكرم، وأبدعت في المواجهة، وتقدم أبناؤها صفوف الدفاع عن المدينة والمخيم، وصاروا منارةً للمقاومة يقصدهم الشبان، كي ينالوا شرف الجهاد والتضحية في سبيل الله.

لقد حمل شباب الكتيبة وفرسانها همّ الوطن كل الوطن، واستبسلوا في الذود عنه، واتسموا بالصدق، فأحبهم الجميع، وآمن برسالتهم وفتح لهم بيته، وكل ما يملك.

اليوم، ومع بزوغ فجر الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر، أوقع فرسان كتيبة طولكرم، التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى- الرد السريع، قوةً خاصة إسرائيلية، في كمينٍ محكم لدى تسللهم وتمركزهم عند محور البلاونة، بمخيم طولكرم، في عمليةٍ موثقة بالفيديو.

وجاء في بيان كتيبة طولكرم التابعة للسرايا أن قوةً مشتركة من مجاهديها ومجاهدي شهداء الأقصى، استهدفوا قوة خاصة إسرائيلية في تمام الساعة 5:30 فجراً، وذلك بتفجير عدد من العبوات الناسفة، وإطلاق صليات كثيفة من الرصاص، وخوض اشتباك من مسافة صفر، تخلله إلقاء قنابل يدوية صوب القوة الإسرائيلية بشكلٍ مباشر، موقعين فيها قتلى وجرحى، واغتنام عتاد ومقتنيات خاصة بجنود الاحتلال.

وقد أقرّ جيش الاحتلال، بإصابة 5 من جنوده خلال الاشتباكات، التي وقعت في طولكرم فجر اليوم.

وأكد المتحدث باسم جيش العدو، أن 3 من جنود أصيبوا بجروح خطيرة، أحدهم جراء شظايا طلق ناري في الرأس والصدر والمعدة، والآخر أصيب بطلقات نارية في أطرافه، 
والثالث ضابط في حرس الحدود، أصيب بشظية قنبلة يدوية في صدره وطلق ناري في أطرافه.

وتأتي هذه العملية، في ذكرى الانطلاقة الجهادية السادسة والثلاثين لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والتي تعتزم الاحتفاء فيها غداً بمهرجاناتٍ جماهيرية حاشدة في ربوع الوطن المحتل، وفي مخيمات اللجوء والشتات في سورية ولبنان.

كما أن هذه العملية جاءت لتؤكد  أن أداء كتيبة طولكرم يتنامى ويتصاعد، فرجالها أقسموا بأن يحافظوا على عهدهم مع الشهيد المؤسس سيف أبو لبدة، ومع وصايا الشهيد المُعلِّم د. فتحي الشقاقي، بأن تبقى جذوة الجهاد متقدةً على أرض فلسطين.
...............
* باحث دكتوراه ومحاضر في كلية الإعلام بجامعة دمشق