تنطلق المزيد من الرشقات الصاروخية من قطاع غزة في اتجاه «مدن» ومواقع إسرائيلية مختلفة، في إطار عملية «طوفان الأقصى» غير المسبوقة، والتي أعلنت المقاومة بدءها صباح اليوم، تزامناً مع استمرار الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال في محيط "غلاف غزة". وتسلّل عشرات المقاومين، منذ الصباح، من القطاع إلى داخل الأراضي المحتلة، حيث نجحوا في السيطرة على عدد من المواقع فيها، وإيقاع قتلى إصابات في صفوف جنود العدو ومستوطنيه، وسط «شلل» شبه تام للمنظومة الأمنية والاستخبارات الإسرائيلية، وتعثّر كبير لـ«القبة الحديدية»، التي أظهرت فشلاً في التصدي لصواريخ المقاومة.
وفي خلال العملية، فقد جيش الاحتلال السيطرة على إحدى قواعده، وعلى معبر «إيرز»، فيما وصل عدد من مقاتلي «القسام» وسرايا القدس إلى منطقة «زيكيم» الساحلية. كما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأنّ «عشرات المسلحين اقتحموا موقعاً للجيش الإسرائيلي، في شمال غلاف غزة، وأسروا جنوداً»، وهو ما وثّقته صور نشرتها «كتائب القسام»، تُظهر أسر عدد من جنود العدو، بعد تسلل أفرادها إلى داخل مستوطنات "الغلاف"، قبل أن يتمّ سحب الجنود، جنباً إلى جنب مع آلية تابعة لجيش الاحتلال، إلى داخل غزة. كذلك، تسلّل مقاتلون تابعون لحركة «حماس» إلى مركز للشرطة الإسرائيلية في «سديروت»، حيث أدت الاشتباكات إلى وقوع إصابات في صفوف عناصر الشرطة. وبحسب موقع «والا» العبري، فإن الجيش لم يعرف حتى الآن مدى عمق عمليات التسلل، أو أعداد المسلحين داخل مستوطنات "الغلاف"، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى بأنّه لا يمكن، حالياً، «حصر أعداد عدد القتلى والجرحى». إلا أنّ «مستشفى سوروكا»، في «بئر السبع»، أعلنت استقبال أكثر من «ثمانين مصاباً حتى اللحظة».
يأتي هذا بعدما أعلن القائد العام لـ«كتائب القسام»، محمد الضيف، صباح اليوم، بدء عملية «طوفان الأقصى»، مؤكداً أنّ القرار صدر بـ«وضع حد لكل جرائم الاحتلال»، ومشيراً إلى أنّ الضربة الأولى في إطار العملية «شملت إطلاق أكثر من 5 آلاف صاروخ». وأعلن الضيف بذلك أنّه «بدءاً من اليوم، انتهى التنسيق الأمني» مع العدو، مناشداً المواطنين في القدس «طرد المحتلين وهدم الجدران». كما اعتبر الضيف أنّ الأوان قد حان «لتتحد المقاومة العربية»، قائلاً: «يا إخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع مقاومة أهلكم في فلسطين». وتجاوزت صواريخ المقاومة المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية لـ«غلاف غزة»، والتي باتت، بأكملها، عرضة للهجمات الفلسطينية، لتصل هذه الأخيرة إلى «تل أبيب»، حيث توقفت الحركة في «مطار بن غوريون»، وأظهرت الصور تضرر مبانٍ سكنية.
وبعد نحو أربع ساعات من بدء الهجوم، بدت إسرائيل كمن «يستفيق» من هول الصدمة، في حين تحدّثت مصادر عبرية عن أنّ «التسلل» حصل «من فوق الأرض»، إذ تجاوز المقاومون «الخط الفاصل» بعشرات السيارات رباعية الدفع. ودفع عجز "القبة الحديدية"، في هذا الوقت، عن التصدي لعدد من الصواريخ، ووصول المسلحين الفلسطينيين إلى داخل المستوطنات، ببعض المراقبين إلى التشكيك في «خروج القبة عن الخدمة»، على الرغم من أنّ متحدثاً عسكرياً إسرائيلياً كان قد أعلن تفعيلها «لمواجهة قصف يستهدف عدداً كبيراً من البلدات الإسرائيلية». وفي أعقاب ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنّه سيعقد «خلال الساعات المقبلة»، اجتماعاً مع كبار مسؤولي المنظومة الأمنية، فيما ذكرت صحيفة «هآرتس» أن الهجوم شكل «صدمة كبيرة» للاستخبارات الإسرائيلية. وبالتوازي مع ذلك، أعلن جيش الاحتلال أنّه يعمل «على استهداف مقرات تابعة لحركة حماس في قطاع غزة»، فيما أفادت الإذاعة التابعة له بفتح الملاجئ في «تل أبيب».
في السياق، أعلن الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أبو حمزة أن مقاتلي سرايا القدس يخوضون المعركة كتفاً إلى كتفٍ مع إخوانهم في كتائب القسام.