شمس نيوز / عبدالله عبيد
قوبلت الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي ينوي بنيامين نتنياهو عرضها الأسبوع القادم، بكثير من الانتقادات الداخلية والخارجية، بوصفها أخطر حكومة متطرفة في تاريخ إسرائيل، خاصة وأنها حكومة يمين خالصة لا يملك وزراؤها إلا أفكار القتل والاستيطان وسفك الدماء.
ووصفت صحيفة هآرتس الحكومة الإسرائيلية بأنها "من أسوأ وأخطر الحكومات في إسرائيل، لكون تعميق الاحتلال وتوسيع المستوطنات وإضعاف النظام الديمقراطي وزيادة الدعم المادي للمتدينين الحريديم، على رأس سلم أولوياتها".
وتعلق الصحيفة في مقالة لها، الآمال على موشي كحلون، وهو عضو ليكودي سابق، باعتباره معارضا لإضعاف الجهاز القضائي ومعارضا لقانون يهودية الدولة، ويتسحاك هرتسوغ بصفته البديل.
ووفق مراقبين ومتابعين للشأن الإسرائيلي، فإن حكومة نتنياهو المكونة من أقطاب اليمين، جاءت لترسيخ مبادئ التطرف والعنف والفوضى وإراقة الدماء، وستمضي في سياستها قدماً نحو الاستيطان وقتل الفلسطينيين.
حكومة تطرف
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكبير ملف المفاوضين، د. صائب عريقات، يرى أن الحكومة الائتلافية الجديدة جاءت للتطرف والعنف والفوضى وإراقة الدماء.
وقال عريقات في حديثه لـ"شمس نيوز": "هذه حكومة ائتلاف فيها وزيرة عدل تدعى"ايليت شكيد"، دعت في الصيف الماضي أثناء الحرب الإجرامية على قطاع غزة إلى إبادة الشعب الفلسطيني، وإلى قتل نسائه وأطفاله وبالتالي هذه حكومة وحدة بامتياز لتدمير خيار الدولتين".
وشدد على أن هذه الحكومة جاءت لتدمير خيار الدولتين وتدمير (عملية السلام)، مضيفاً: وهي حكومة للتطرف والمستوطنات والإملاءات والاقتحامات والاغتيالات والحصار والإغلاق، وسياساتها تمثل منبعاً للشر والتطرف في المنطقة"، على حد تعبيره.
واستبعد كبير المفاوضين عودة مفاوضات التسوية مع الاحتلال الإسرائيلي بعد تشكيل حكومة يمينية متطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو.
وتمكن رئيس وزراء دولة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" بعد جهود مضنية بذلها على مدار الأسابيع الأخيرة من تشكيل حكومة يمينية ضيقة مساء أمس الأربعاء، وذلك قبيل ساعة من انتهاء المهلة الممنوحة له لتشكيل الحكومة.
وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية أن تشكيل الحكومة جاء بعد الموافقة على جميع مطالب حزب البيت اليهودي بزعامة "نفتالي بينت" والتي كان آخرها الحصول على حقيبة العدل.
أخطر الحكومات
انطوان شلحت، الخبير في الشأن الإسرائيلي، عدّ الحكومة الجديدة من أسوأ وأخطر الحكومات في إسرائيل، معللاً ذلك بأنها حكومة يمينية ضيقة، تشكلت بأصوات أحزاب من اليهود المتشددين دينياً.
وأوضح شلحت لـ"شمس نيوز" أن هذه الحكومة ستبدأ بسياسة متطرفة، خصوصاً ضد الفلسطينيين في مناطق 1967و 1948 المحتلة، لافتاً إلى أن هذه السياسة بدأت برئاسة نتنياهو للحكومة السابقة وقبل السابقة.
وأضاف: لا يوجد في الحكومة الجديدة أي ذكر للقضية الفلسطينية، وهذا يعني أن كل مركباتها تقبل بسياسة نتنياهو التي يتبعها وهي سياسة لا تقوم على أساس التسوية للقضية الفلسطينية، وإنما تقوم على سياسة المضي قدماً في الاستيطان وقتل الفلسطينيين".
انتقادات
وكان رئيس حزب "المعسكر الصهيوني" المعارض يتسحاق هرتسوغ وجه انتقادًا شديدًا للحكومة الجديدة، واصفًا إياها بحكومة إخفاق وطني.
ورأى رئيس حزب "هناك مستقبل" يئير لابيد أن الحكومة الجديدة ستكون ضيقة وستمثل فئات معينة فقط في صفوف الشعب.
من جهتها، اعتبرت صحيفة "هاترس" العبرية أن المنتصر الأكبر في المفاوضات الائتلافية هو كتلة "البيت اليهودي"، حيث أن هذه الكتلة استغلت ضائقة نتنياهو، ورغم فشلها في الانتخابات، تمكنت من التموضع مرة ثانية على طاولة الحكومة وعلى رئاسة لجان في الكنيست.
وكتبت الصحيفة أن "نفتالي بينيت وإييليت شاكيد وأوري أرئيل، سيوجهون الحكومة الرابعة لنتنياهو، في حين أن الليكود، الذي يفقد إلى البرنامج والسياسة والمشاريع، سينجر خلفهم".