صوت أنين الطفل أنس درويش لم ينقطع منذ ليلة أمس في غرفة قسم الأطفال في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح جنوب قطاع غزة، فقد أصيب بجروح متوسطة جراء سقوط ركام المنزل فوق جسده الصغير الذي تساقط بفعل صاروخ إسرائيلي أدى لارتكاب مجزرة بشعة بحق أخواله من عائلة صيدم شرق المغازي.

يجلس الطفل أنس (5 أعوام) على سرير المرض والجروح تملأ أنحاء جسده كافة، أشدها وأخطرها كان في رأسه وبطنه، فقد تم إنقاذه بأعجوبة من تحت ركام منزل عائلة صيدم -دار سيدو- ليختطف الصاروخ الإسرائيلي الحاقد أروح نحو 12 شهيدًا بينهم الطالبة المتفوقة التي حصدت المركز الأول في الثانوية العامة -توجيهي 2023-

يحدق الطفل بعينيه الصغيرتين في الوجوه التي تحيط به تراقب حركاته وسكونه في الغرفة، عله يجد أمه الحامل في شهرها التاسع؛ لكن الطفل لم يستوعب حتى اللحظة أنه فقدَ القلب الحنون في هذه المجزرة البشعة حيث استشهدت أمه وجنينها إضافة إلى شقيقته.

المؤلم في قصة الطفل أنس درويش أن المجزرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي بحق أخواله من آل صيدم أفقدته جميع أفراد أسرته ولم يبقً له سوى والده والذكريات الجميلة التي عاشها مع والدته وشقيقته الصغيرة.

أنس درويش واحدٌ من بين من الأطفال الذين نجوا من المجازر الإسرائيلية البشعة التي تسببت بمحو أكثر من 50 عائلة من السجل المدني في قطاع غزة، بمجموع أكثر من 500 شهيد وشهيدة جلهم من الأطفال والنساء.