"هادي اختي الوحيدة، بديش اتموت صحوها.. يا الله.. يا الله" هكذا انفعل أحد الأطفال في مستشفى شهداء الأقصى بعد استهداف منزله في دير البلح وسط قطاع غزة، إذ تعرض منزل عائلة موسى لاستهداف مباشر من طائرات الاحتلال الإسرائيلي ما أدى لوقوع مجزرة بشعة بحق الأطفال والنساء والشيوخ.

قبل دقائق من آذان المغرب يوم الأربعاء (18 أكتوبر 2023) أطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي صاروخ (F16) استهدف منزل يعود لعائلة موسى المكتظ بالسكان المدنيين في دير البلح، لتتوالى السيارات المدنية والإسعافات لمستشفى شهداء الأقصى.

ورصد مراسل "شمس نيوز" وصول الإصابات والشهداء تباعًا إلى المستشفى فقد كانت جل الحالات التي وصلت من الأطفال والنساء وكبار السن؛ فالتراب والدماء تغطي أجسادهم بالكامل، وأنين أصواتهم تعلوا بغضب في ساحة المستشفى: "الله أكبر، يا الله ارحمنا".

كانت الدموع تنهمر بشدة من عيون المصابين، الدماء الساخنة تتساقط يُمنة ويسرة أثناء دخول المصابين والشهداء لقسم الطوارئ في "شهداء الأقصى" يتزامن ذلك المشهد المروع مع صيحة التكبير والتهليل التي خرجت من القلب دون إرادة لما يراه شهود العيان في المستشفى.

وفجأة دون سابق إنذار وأثناء تصوير مراسلنا للحدث المروع، سحب أحد الأطباء مراسلنا داخل قسم الطوارئ لتوثيق الجريمة المروعة، أطفال بعمر الزهور ونساء بعضهن حوامل ورجال بدون أجساد، لكن الأكثر ألمًا صرخات أحد الأطفال الذي تم إنقاذه من تحت الركام.

وجهه مليء بالغبار وجسده يقطر دمًا؛ لكنه يحاول قدر المستطاع الصراخ في وجه الأطباء لإنقاذ شقيقته الصغيرة: "هذه أختي الوحيدة انقذوها بسرعة مليش غيرها يا دكاترة"، كانت الطفلة ملقاة على الأرض والدماء والأتربة تملأ جسدها الصغير، يحاول الأطباء إنقاذها قدر المستطاع وما زال الطفل يصرخ بكل ما في قلبه من ألم ووجع: "أمانة انقذوها رجعولي اياها".

وخلال متابعة مراسلنا لحالة الطفلة تمكن من التأكد بأن الطفلة ما زالت على قيد الحياة، هذا المشهد واحد من آلاف المشاهد التي تكررت منذ بداية الحرب الإسرائيلية على السكان المدنيين في قطاع غزة والتي بدأت في (السابع من أكتوبر 2023).

وارتفع عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة اليوم الأربعاء (18 أكتوبر 2023) بعد مجزرة عائلة موسى إلى نحو 68 شهيدًا وأكثر من 270 جريحًا جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن وفقًا لمدير قسم الطوارئ.