تواصل حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة الارتفاع، بفعل استمرار الغارات التي يشنها الاحتلال لليوم الرابع عشر على التوالي، والتي تستهدف منازل المدنيين الفلسطينيين في محاولة لدفعهم نحو ترك منازلهم، ما تسبب في تزايد الأعداد بشكل كبير خلال الساعات القليلة الماضية.
ولم تتوقف غارات طيران الاحتلال على المنازل والمنشآت المدنية في شتى أنحاء قطاع غزة، مخلفة وراءها عشرات الشهداء والجرحى، وسط صعوبة بالغة في انتشال الضحايا من بين الأنقاض بفعل نقص المعدات وشح شديد في الوقود اللازم لتشغيل ما تبقى منها.
وفي أخر حصيلة لها، أعلنت وزارة الصحة بغزة، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى نحو 3785 شهيد وأكثر من 13 ألف مصاب في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وردا على هذا العدوان، تحركت أربع جبهات على مقربة من حدود فلسطين المحتلة عسكريا، إذ زادت وتيرة القصف المتبادل شمالا على الحدود اللبنانية بين حزب الله من جهة، وقوات الاحتلال من جهة أخرى.
وفي سوريا، قال مسؤولون أمريكيون، يوم أمس الخميس، إن قوات أمريكية في سوريا أسقطت طائرتين مسيرتين استهدفتا قاعدة لها قرب الحدود العراقية، ما أسفر عن بعض الإصابات الطفيفة.
وذكر المسؤولون الذين تحدثوا لرويترز، شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن الهجوم وقع يوم الأربعاء على القوات الأمريكية في قاعدة التنف بالقرب من حدود سوريا مع العراق والأردن.
وفي العراق، قالت مصادر أمنية عراقية: "إن قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غربي العراق، التي تضم قوات أمريكية تعرضت لقصف بعدد من صواريخ "الكراد".
أما في اليمن، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" يوم أمس الخميس، أن إحدى بوارجها الحربية قبالة سواحل اليمن، اعترضت صواريخ ومسيّرات مصدرها اليمن "يحتمل" أنها كانت موجهة نحو إسرائيل.
من جهته أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن "تحالف الشر والعدوان الصهيوأمريكي يواصل حربه الوحشية على غزة الصامدة التي تواجه بكل صمود وإباء تحالف القتلة في تل أبيب وواشنطن، الذي يحشد أدوات القتل لطحن غزة كبداية لحملتهم العسكرية المجرمة التي تستهدف عالمنا العربي والإسلامي بدءاً من غزة وانتهاءً بكل العواصم التي يراد تركيعها".
وقالت "حركة الجهاد الإسلامي" في بيان لها مساء أمس الخميس: "إن مشروع سحق غزة هو مقدمة لضم الضفة وتنفيذ مخططات وأجندة حكومة التطرف الفاشي بقيادة نتنياهو التي جاءت ببرنامج الضم والتوسع في الضفة وتهجير أهلها، إضافة لبسط السيطرة التامة على المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم".
وأضافت: "أهلنا وشعبنا وأبناء أمتنا.. أنتم شركاء في التصدي لهذه المخططات والأجندات الصهيونية والغربية الحاقدة، بثباتكم وصمودكم وبنصرتكم لغزة ومقاومتها سنوجه معاً ضربة لهذه المخططات ولكل من يقف خلفها من زعماء الارهاب القتلة في الكيان الصهيوني وأمريكا والغرب المجرم".
وأشارت "حركة الجهاد الإسلامي" إلى "أننا نهيب بكم الخروج في مسيرات غضب عارمة تغطي الساحات والميادين في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي، كما نهيب بقادة الامة وعلمائها وأحزابها وبكل المثقفين والنخب السياسية وأصحاب الرأي والفكر والفنانين إلى قيادة الجماهير والانخراط في المسيرات، كي تصل رسالة واحدة باسم كل شعوب الأمة ودولها وتياراتها أن مخططات التهجير والاحتلال والضم والتوسع لن تمر.. وأن مشروع "إسرائيل الكبرى" سيسقط ولن تقوم له قائمة، وأن شعوب الأمة كلها جبهة واحدة مع فلسطين والقدس والأقصى، وأن غزة ليست وحدها".
وفي السياق ذاته دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الشعوب العربية والإسلامية إلى "النفير العام"؛ لمساندة المقاومة الفلسطينية في مواجهة عدوان الاحتلال على قطاع غزة، مشيرا إلى إفشال خطة التهجير التي خطط لها الاحتلال.
وقال هنية، في كلمة له مساء أمس الخميس: "ندعو جماهير شعبنا وجماهير أمتنا العربية والإسلامية إلى النفير العام اليوم الجمعة بإذن الله، تحت عنوان وقف العدوان على غزة، ولا للتهجير أو الوطن البديل".
وتابع: "ازحفوا نحو الحدود، فكروا خارج الصندوق، وافرضوا المعادلات، وتجاوزوا قانون المرحلة، لنبني وإياكم عصمة الدم الفلسطيني والعربي والإسلامي، وليقف هذا المحتل الجبان عن جرائمه وعن فظائعه".
وأضاف هنية: "يجب أن نتحرك بقوة وبجرأة وبشجاعة، وأن نفرض المعادلات، لا يجوز أن نترك هذا العدو يستبيح القدس والأقصى، أو أن يستبيح دماء شعبنا وأهلنا في غزة كما في الضفة، لا يجوز أن نستمر في الرتابة، مع أنني أشيد بهذه الحركة الشعبية الجماهيرية التي خرجت على مدار الأيام والليالي الماضية، وصدحت بأعلى صوتها، أمام هذا الطغيان وأمام هذه العنجهية، بأن غزة ليست وحدها، والشعب الفلسطيني ليس وحيدا".
