غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

صحفيو غزة.. صدمة استشهاد الأهل والأصدقاء لم تثنيهم عن مهنتهم لفضح جرائم العدو

صحفيون يودعون أصدقائهم.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

يُمسك المصور مجدي قريقع كاميراته المثبتة على رقبته؛ ويدور بعينيه الثاقبتين حول المكان الذي حطت به أقدامه، لتوثق مأساة طابور الانتظار على المياه والوقود والخبز التي باتت ظاهرة كارثية في جميع مناطق قطاع غزة لا سيما دير البلح، تزامنًا مع استمرار الحرب الإسرائيلية الإجرامية ضد سكان القطاع.

وأثناء التقاط قريقع صورًا لطابور الانتظار سمع صوت من بعيد ينادي عليه: "مرحبا أبو يزن، كيف حالك؟" التفت نحو صدى الصوت ليجد عمه "أبو حازم" جالسا في سيارته لتعم الفرحة على وجهنته إذ أنه لم يلتقِ عمه منذ بداية الحرب الإسرائيلية.

تبادل قريقع وعمه "أبو حازم" الابتسامات وامتلأ قلبهما بالطمأنينة والسكينة لسلامته، وبعد دقائق معدودة عاد مجدي لممارسة عمله ومهامه في نقل وتوثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلية، ومع مرور نحو ساعة تقريبًا ذهب قريقع إلى مكان نزوح عائلته في منطقة المغازي ليتفاجأ بوجود عمه.

عمت الأفراح والابتسامات وانتشرت الضحكات في أرجاء منزل النزوح لعائلة قريقع، واستمر اللقاء لمدة نصف ساعة تقريبًا قبل أن يعود مجدي للعمل مرة أخرى ويعود عمه إلى حيث يسكن في "حي الشجاعية" شرق مدينة غزة.

مجدي قريقع.jpg
 

وأثناء توثيق مجدي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبت عشرات المجازر بحق المدنيين وصل خبرًا مفجعًا: "استهداف إسرائيلي في حي الشجاعية" لحظات قليلة حتى توالت الأنباء الواردة من داخل المكان المستهدف: "شهيد وإصابات".

بدأ قريقع يتابع تفاصيل الاستهداف الإسرائيلي، حتى وصل نبأ استشهاد عمه "أبو حازم قريقع"، في تلك اللحظة أصيب مجدي بالصدمة والفاجعة وبدأ يردد: "يا الله.. قبل قليل التقيت به، جاء من بعيد ليودعنا ويواسينا قبل استشهاده".

يقول مجدي لمراسلنا: "من أصعب المواقف على الصحفي بأن يستقبل نبأ استشهاد شخص عزيز على قلبه لا سيما أحد المقربين من أسرته، والصدمة أن الصحفي لا يستطيع أن يقدم شيء في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على السكان المدنيين".

في هذه اللحظات يكون الصحفي وفقًا لـ"قريقع"، بين خيارين "إما أن يستسلم للواقع المر ويجلس في بيته يواسي نفسه وأسرته على المصاب الجلل أو يستمر في عمله لتوثيق جرائم الاحتلال المستمرة ضد الأطفال والنساء وكبار السن".

اختار مجدي قريقع كغيره الكثير من الصحفيين ممارسة عمله وما يمليه عليه دينه ووطنه وأخلاقه ومهنته في مواجهة رواية الاحتلال الإسرائيلي، وتوثيق الجرائم بحق الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن.

وفي السياق كان الصحفي هاني أبو رزق جالسًا على الأرض في مستشفى شهداء الأقصى يوثق جرائم ومجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق العائلات الفلسطينية، كانت عينيه مليئة بالدموع نظرًا للمشاهد المأساوية التي وثقها.

يقلب أبو رزق هاتفه النقال بين فينة وأخرى لمتابعة الأحداث قبل أن يصاب بالصدمة، توقفت أنامله عن التحرك، أصيب بالدهشة والفزع، فقد كان غير مصدقًا لما يقرأه، توسعت حدقات عينيه لتبدأ في اللمعان كانت الدموع تتجمع للحظة الصفر.

هاني أبو رزق.jpg
 

دقائق معدودة على الصدمة التي أصابت الصحفي أبو رزق، وبعد محاولته استيعاب الأخبار المتتالية وقوف على قدميه وركض مسرعًا صوب جثامين الشهداء، كانت قطرات الدموع الساخنة تتطاير يُمنة ويسرة لحظة قراءة نبأ استشهاد زملائه الصحفيون "محمد صبح، سعيد الطويل، هشام النواجحة" وصديقه "أحمد" وإصابة عمته "هناء" بجروح خطيرة.

عاين مراسلنا المشهد المؤثر وبدأ يراقب تحركات هاني الذي بدأ يفتح الأكفان ليتأكد من مصداقية الخبر، فتح الكفن الأول والثاني والثالث إلى أن وصل إلى الكفن الرابع ليجد صديقه مدرجًا بدمائه الطاهرة، هنا لم يتمالك هاني نفسه لتنهمر الدموع كالنهر الجارف معلنة عن حزن كبير.

يقول هاني أبو رزق لمراسلنا: "أن تسمع خبر استشهاد صديقك وزميلك في العمل أو أحد أفراد عائلتك لهو فاجعة وصدمة كبيرة، وأمرٌ محزنٌ جدًا لا يمكن تصديقه واستيعابه بسهولة، لك أن تتخيل أنك تتحدث معه قبل نحو ساعة ثم تسمع خبر استشهاده".

تغلب هاني على صدمة استشهاد صديقه بعد يوم كامل من الحزن والألم، بالتأكيد على مواصلة طريق صديقه لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي وعدم التوقف مهما كلف ذلك من ثمن: "سأواصل مسيرة أصدقائي المهنية والأخلاقية لفضح جرائم العدو بحق النساء والأطفال".

 

احصائية بعدد الشهداء الصحفيين

يُشار إلى أن نقابة الصحفيين الفلسطينيين نشرت تقريرًا يوضح إحصائية شهداء الصحافة منذ بداية الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة، إذ أشارت إلى أن طواقمها رصدت 16 شهيدًا من الصحفيين الفلسطينيين، إضافة إلى الصحفي اللبناني عصام عبد الله بصواريخ وقذائف الاحتلال الاسرائيلي.

واستعرض بيان النقابة توثيقاً للاستهداف الصحفيين منذ انطلاق الحرب على قطاع غزة حتى صباح 19.10.2023، وأشار إلى التصعيد العنيف في استهداف الصحفيين الفلسطينيين، كما تنوه النقابة أنه بسبب تكثيف التصعيد والصعوبة الشديدة في الاتصالات أصبحت عمليات التوثيق تأخذ منحى معقداً مما يعني أن ما تم توثيقه لا يشمل جميع الجرائم.

 

صحفيون.jpg
 

أسماء الشهداء:

الصحفي احمد شهاب معد برامج في اذاعة صوت الاسرى

المصور الصحفي محمد الصالحي مصور وكالة “السلطة الرابعة.

المصور الصحفي الحر محمد فايز أبو مطر

الصحفي هشام النواجحة مصور وكالة “خبر”

المصور الصحفي إبراهيم لافي من مؤسسة عين ميديا الإعلامية.

الصحفي سعيد الطويل رئيس تحرير وكالة الأنباء الخامسة

الصحفي محمد جرغون من وكالة سمارت ميديا.

الصحفي الحر أسعد شملخ.

الصحفي محمد أبو رزق مصور وكالة خبر.

الصحفية الحرة سلام ميمة التي تم تأكيد وفاتها بعد انتشالها من تحت الأنقاض بعد مرور ثلاث أيام على تدمير منزلها

الصحفي حسام مبارك المذيع في قناة الأقصى

الصحفي عبد الهادي حبيب “وكالة المنارة للإعلام ووكالة HQ Media ” وعدد من أفراد أسرته في قصف صاروخي استهدف منزله

الصحفي محمد بعلوشة “قناة فلسطين اليوم” مع عائلته أسرته في قصف صاروخي استهدف منزله

الصحفي عصام بهار “فضائية الأقصى” وزوجته وإصابة أفراد أسرته في قصف صاروخي استهدف منزله

المخرج سميح النادي، فضائية الأقصى

الصحفي خليل ابو عاذرة مصور فضائية الأقصى بعد استهدافه مع شقيقه في منطقة حي النصر شمال رفح.

صحفيون مفقودة آثارهم:

المصور الصحفي نضال الوحيدي الذي يعمل منتجا مع فضائية النجاح

الصحفي هيثم عبد الواحد من مؤسسة عين ميديا الاعلامية