قائمة الموقع

تعبئة المياه.. طابور الانتظار الطويل للحصول على أهم الاحتياجات الإنسانية في غزة

2023-10-20T22:28:00+03:00
طابور تعبئة غالونات المياه في غزة
شمس نيوز - مطر الزق

يقف العشرات من المواطنين كبارًا وصغارًا ونساءً تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات طويلة أمام "حنفية مياه" عثروا عليها صدفة في أحد أروقة مستشفى "شهداء الأقصى" وسط القطاع وقد يمتد لساعات الليل، في محاولة لتعبئة "الغالونات" بالمياه؛ لتوفير أهم الاحتياجات الأساسية التي تُبقي الانسان على قيد الحياة.

وفقد المواطنون المياه في مدارس الأونروا التي تعتبر ملاذًا آمنًا لآلاف العائلات الفلسطينية النازحة من شمال ومدينة غزة، إذ أن أكثر المناطق التي تعاني من أزمة مياه حادة هي مناطق (المغازي والبريج والنصيرات ودير البلح) لاكتظاظ النازحين فيها.

ومن بين المواطنين الذين يصطفون على طابور الانتظار، المسن أبو صقر الكفارنة الذي يقطع مسافات طويلة بشكل يومي للوصول إلى المستشفى لتعبئة الغالونات بالمياه، إذ بدا عليه علامات التعب والإرهاق تزامنًا مع صرخات الكثير من المواطنين الذين يحاولون تعبئة "غالوناتهم" بشكل عاجل خشية من القصف الإسرائيلي المتواصل ضد المدنيين في القطاع.

يقول الكفارنة لمراسل "شمس نيوز": "نزحت من مخيم جباليا شمال قطاع غزة قبل نحو 6 أيام تحت أزيز الطائرات الإسرائيلية والقصف الهمجي الذي تسبب بخطف أكثر من 15 مواطنًا من أبناء عمومتي إضافة إلى ابني وابنته الصغيرة".

ومنذ وصول الكفارنة وآلاف الأسر الغزية؛ لإحدى مدارس الأونروا غرب مدينة دير البلح وسط القطاع انقطعت المياه في المدارس وباتت غير صالحة للحياة الآدمية، وأمام الظروف الإنسانية الصعبة اضطر الكفارنة والعائلات في المدارس للتجول في طرقات مدينة دير البلح بحثًا عن المياه.

ويغادر الكفارنة المدرسة التي لجأ إليها منذ ساعات الصباح الباكر باحثًا عن المياه؛ لكنه كلما وجد مكانًا للتعبئة تفاجأ بطابور من الانتظار الطويل، ما يدفعه للبحث عن مكانِ آخر حتى عثر في النهاية على حنفية مياه في مستشفى شهداء الأقصى.

وقف المسن الكفارنة على طابور الانتظار برفقة زوجته وطفله الصغير يقول بصوت متعب ومرهق: "وصلت منذ ساعتين تقريبًا لهذا المكان، وما زلت انتظر دوري في تعبئة الغالونات بالمياه"، ويشير إلى أن الوضع في المدارس بدون مياه كارثي وخطير جدًا ولا يصلح للعيش مطلقًا.

ارتفعت أصوات المصطفين في طابور الانتظار صارخة بوجه أحد المواطنين، فعندما وصل أحدهم إلى المستشفى حاول الوصول إلى حنفية المياه دون أن يأتي دوره، في تلك اللحظة كادت أن تحدث إشكالية كبيرة بين المصطفين لولا تدخل حكيم من أحدهم دفعه للعودة إلى الوراء.

وفي الأمام من طابور الانتظار يقف المسن أبو حسين أبو فطاير يُمسك بحنفية المياه ليعبئ غالوناته بالمياه يقول: "وصلت هنا منذ الساعة العاشرة صباحًا حتى ساعات العصر من أجل تعبة الغالونات حيث تشهد حنفيات المياه ازدحام كبير من المواطنين".

ويقطع أبو فطاير العديد من الكيلو مترات من المغازي حتى مستشفى شهداء الأقصى لتعبئة غالوناته بالمياه، مشيرًا إلى أن المغازي تعاني من أزمة حادة في المياه دفعت آلاف العائلات للبحث عن المياه هنا وهناك.

وأطلق أبو فطاير تنهيدة حادة عندما اقترب أحد المواطنين يقول "الآن دوري"، رفض أو فطاير هذا الأمر وأصر على تعبئة غالوناته أولًا صارخًا في وجهه "عود إلى دورك"، كانت الحادثة تعبر عن حالة من الكارثة والألم والحياة القاسية التي بدأ يشعر بها المواطنين الغزين لا سيما النازحين.

ويؤكد أبو فطاير أن المياه التي يعبئها في الغالونات يستخدمها لغسل الملابس وللوضوء ولشطف الصف وللحمامات، لافتًا إلى أن الوضع مأساوي جدًا.

وتعاني آلاف الأسر النازحة لمدارس الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا إضافة إلى عائلات دير البلح من أزمة مياه حادة؛ إذ لم تعد المياه متوفرة وإن كانت موجودة فهي غير صالحة للشرب الأمر الذي يهدد حياة الآلاف من الأسر الغزية النازحة تحت نيران القصف الإسرائيلي وأزيز الطائرات الغادرة.

اخبار ذات صلة