قائمة الموقع

بالفيديو مجزرة دير البلح.. طفل ناجٍ وأمٌ مكلومة: الشباب كلهم راحوا.. راح أخلي جوالك مفتوح يا قلبي!

2023-10-21T06:26:00+03:00
مجزرة
شمس نيوز - مطر الزق

يحتضن أحدهما طفلًا صغيرًا ويجول به في ساحة المستشفى، يبكي هذا الشاب بحرقة كبيرة، وتتطاير الدموع يُمنة ويسرة من عينيه، وفي زاوية أخرى تجلس سيدة فلسطينية تصرخ بصوت عالي: "زوجي والشباب كلهم راحوا؟"، هذا هو الواقع المؤلم في مستشفى شهداء الأقصى فجر اليوم السبت (21 أكتوبر 2023) بعدما ارتكبت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بشعة ضد أبناء شعبنا في معسكر دير البلح وسط قطاع غزة.

يحاول الشاب تغطية الطفل مصعب جيدًا خشية عليه من البرد القارص؛ لكنه لن يستطيع أن يخفي الحقيقة فالطفل مصعب إبراهيم أبو اللوز هو الناجي الوحيد من مجزرة إسرائيلية استهدفت المدنيين في معسكر دير البلح.

يقول الشاب لمراسلنا وهو يحتضن الطفل بقوة بين ذراعيه: "الطفل مصعب يبلغ من العمر 6 شهور وقد نجا من القصف الإسرائيلي، فيما استشهد أهله جراء القصف الهمجي فيما لا زال العشرات من العائلات تحت ركام المنازل".

بحالة من الغضب الشديد والألم الذي اخترق القلب يقول الشاب: "هذا هو بنك أهداف إسرائيل، قتل الأطفال النساء وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيه من المواطنين الآمنين".

وفي زاوية أخرى تجلس أم فلسطينية مفجوعة باستشهاد زوجها وأبنائها الثلاثة تبكي بحرقة وترتدي ملابس الصلاة نتيجة الخوف والفزع الذي أصابها عندما قصفت طائرات الاحتلال المنازل المجاورة لمنزلها ومحل زوجها.

لم تتوقع الأم المكلومة بأن القصف استهدف محل زوجها مباشرة؛ لكن الإجرام الإسرائيلي لا يفرق بين طفل أو امرأة أو رجل فالاستهداف كان مباشرًا ومدمرًا إذ أدى لتدمير العديد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها.

"راحوا الشباب كلهم يا مًّا"، "والله راح أخلي جوالك مفتوح يا قلبي"، "وين يوسف؟!" كلمات كررتها الأم المكلومة وسط تساقط الدموع التي تنهمر من عينيها، باستشهاد زوجها وأبنائها وسط حالة من الصدمة والدهشة لجميع الناس داخل ساحة المستشفى.

رن هاتف زوجها، الذي تُمسكه بيدها وتقول: "راح أخلي جوالك مفتوح يا قلبي والله ما أسكروا"، وأثناء محادثتها تبين أن المتصل هي أخت زوجها ألاء التي أخبرتها مباشرة بأن زوجها وأبنائها استشهدوا جميعا في قصف إسرائيلي.

أصيبت الأم المكومة بحالة من الصدمة والرعشة جراء مرور سيارات الإسعاف من أمامها، وكلما مرت سيارة إسعاف تقول: "هادا يوسف؟، بدي أشوفوا"، فورًا تقف من مكان جلوسها وتتجه إلى سيارة الإسعاف التي تتجه مباشرة إما على قسم الاستقبال أو ثلاجات الموتى علها تجد أحدهم على قيد الحياة.

ومع مرور الوقت وشبه اكتمال مشهد المجزرة يتوافد أبناء العائلات المكلومة إلى ساحة مستشفى شهداء الأقصى قبل وبعد أذان الفجر لإلقاء نظرة الوداع على أحبابهم والتأكد من أسماء شهداء أبنائهم، إذ تتكرر هذه المشاهد المؤلمة في جميع مستشفيات قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي الغاشم على المنازل المأهولة بالسكان المدنيين في جميع المناطق.

اخبار ذات صلة