تحدثت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي مساء يوم الأحد (22 أكتوبر 2023)، عن الاعتبارات السياسية التي تدفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى إجراء اجتياح بري لقطاع غزة.
وقالت قناة كان 11 الإسرائيلية إن جيش الاحتلال بات جاهزا لاجتياح بري لقطاع غزة ويترقب صدور الأوامر باجتياح القطاع المحاصر.
وجاء ذلك وسط تقارير عن ضغوط أميركية على "تل أبيب"، لإجراء أي عملية برية لغزو قطاع غزة، وذلك في محاولة لاستنفاد الجهود الدبلوماسية التي تبذلها واشنطن مع قطر، في محاولة لدفع فصائل المقاومة في قطاع غزة إلى الإفراج عن أسرى مدنيين إسرائيليين، الأمر الذي قد يتم إحباطه في أعقاب اجتياح جيش الاحتلال لقطاع غزة.
وأشارت "كان 11" إلى اعتبارات عملياتية قد تكون سببا كذلك في إرجاء العملية البرية التي تبدو وشيكة، في حين شددت على أن "القوات البرية في الجيش الإسرائيلي باتت مستعدة" لاجتياح قطاع غزة، فيما ذكرت أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تمارس ضغوطًا لتأخير الاجتياح البري، من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن "الأسرى والمفقودين".
وألمح وزير الحرب الإسرائيلي، إلى أن الغارات الجوية العنيفة التي تشنها طائرات الاحتلال على قطاع غزة "تمهد الطريق لتقدم القوات البرية"، فيما لفتت "كان 11" إلى أن ذلك لم يأت بناء على توصية من المستوى العسكري، وإنما أوامر تلقاها جيش الاحتلال من القيادة السياسية.
وشدد المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري، على أن الجيش بات جاهزا لاجتياح قطاع غزة، وسيقدم على ذلك فور صدور القرار من المستوى السياسي، وذكرت القناة أن "القوات مستعدة منذ أيام"، محذرة من "التهاون والإرهاق" في صفوف الجنود، في حين يرفض مكتب نتنياهو التطرق إلى أية أسئلة تتعلق بالعملية البرية أو موعدها.
وأشارت "كان 11" إلى تكاليف قد تترتب على تأخير العملية البرية، ولفتت إلى العملية التي نفذتها فصائل المقاومة ضد قوة في جيش الاحتلال إذ توغلت إلى المنطقة المحاذية للسياج الفاصل داخل قطاع غزة المحاصر قرب "كيسوفيم"، وأسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، وقالت القناة إن مثل هذه العملية قد تتكرر بينما تتجمع القوات في محيط غزة استعدادا لاجتياح القطاع.
وخلال مؤتمره الصحافي اليومي، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، هغاري، مساء الأحد، "نحن نعمل على تجهيز المنطقة لتقليل المخاطر على الجنود الذين سيدخلون قطاع غزة، ولهذا السبب نهاجم بقوة من الجو وسنستمر على هذا المنوال حتى ننفذ الاجتياح". وتابع "نحن جاهزون للمناورة، وعندما يوافق عليها المستوى السياسي سنتحرك".
في المقابل، أشارت القناة 12 وإذاعة جيش الاحتلال، إلى اعتبارات مختلفة قد تكون وراء تأخير العملية البرية التي باتت مطلبا شعبيا في "إسرائيل" لاجتياح غزة ضمن الحرب الانتقامية التي تشنها قوات الاحتلال على القطاع، وشددت القناة 12 على مسألة التوقيت.
3 اعتبارات سياسية
وبحسب القناة 12 فإن الاعتبارات الثلاثة التي تحرك المسؤولين الإسرائيليين في ما يتعلق بمسألة التوقيت، هي، أولا: مسألة الأسرى والمفقودين، وما إذا كان من الممكن فعلاً استنفاد تحرك كبير تقوده واشنطن ودول المنطقة في الأيام المقبلة.
والاعتبار الثاني الذي أشارت إليه القناة 12، هو تصاعد التهديدات والهجمات التي باتت تتعرض لها المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، والاستعدادات التي تبذلها واشنطن لـ"التعامل الأمثل" مع تصاعد هذه الهجمات؛ كما اعتبرت أن الاعتبار الثالث هو إدراك القيادة الإسرائيلية أن العملية البرية ستستغرق وقتا، وينبغي الشروع فيها بعد الوصول إلى ظروف عملياتية مثالية.
بدورها، أشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى سببين مركزيين، يتمثل الأول بإعطاء الفرصة للجهود التي تبذل في محاولة للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن أسرى لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، في حين أن الاعتبار الثاني يتمثل بـ"استكمال استعداد القوات بما في ذلك محاولة الحصول على أكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية" عن الأوضاع داخل قطاع غزة.
ولبحث كل هذه الاعتبارات يعقد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، جلسة لكابينيت الحرب الإسرائيلي المصغر، بمشاركة وزير الحرب يوآف غالانت، ووزير الحرب السابق، بيني غانتس، لإجراء المزيد من المباحثات حول تطور الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة.
ولفتت القناة 12 إلى أن نتنياهو يجري مشاورات أمنية متنوعة حتى مع شخصيات أمنية لا تشارك في المنتديات الأمنية المعتمدة، بما في ذلك كابينيت الحرب، والكابينيت الموسع، ونقلت القناة عن نتنياهو قوله: "نحن بحاجة إلى كسب الوقت، حماس لم تخطط للهجوم فحسب، بل خططت للدفاع أيضًا. الدخول الآن سيكون في مصلحة حماس".
وخلال حديث له مع الجنرال المتقاعد يتسحاق بريك، نصحه الأخير بـ"تركيز القصف الجوي المكثف والقبضة الإنسانية الخانقة على القطاع"، معتبرا أن "الاجتياح البري يحمل في طياته خطر حرب إقليمية، وبالتالي من الضروري الاستعداد له سواء على مستوى جاهزية جيش الاحتلال أو على مستوى الجبهة الداخلية".