في تمام الساعة الثامنة مساءً من يوم الثلاثاء (24 أكتوبر 2023) علت أصوات سيارات الإسعاف والسيارات المدنية في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة بشكل جنوني، لتعلن عن حالة الطوارئ القسوة لدى كافة الكوادر الطبية.
في تلك اللحظة هب الجميع لإخراج الجرحى من قلب الإسعافات والسيارات المدنية القادمة من منطقة الحدبة في دير البلح وسط قطاع غزة والتي استهدفتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي بأكثر من صاروخين من نوع (إف16) ما أدى لاستشهاد امرأتين وإصابة عدد كبير من المواطنين فيما بقي العديد تحت ركام المنزل المدمر.
وما أن وصلت السيارات المسعفة لبوابة الاستقبال حتى تم نقل المصابين فورًا داخل ساحة الطوارئ في المستشفى؛ لتتعامل معها الكوادر الطبية وفقًا لطبيعة الإصابات؛ فمنهم من تم نقله إلى الجراحة وأخرى نقل إلى زاوية العناية المكثفة، وثالثة تم زاوية تطبيب الجراح الخارجية، وهذه هي حالة جميع المشافي في القطاع.
لم تنتهِ المأساة هنا، ففي زاوية أخرى من قسم استقبال الطوارئ كان عددٌ كبير من الكوادر الطبية تحيط بثلاثة أطفال، كانت أجسادهم ممزقة والدماء تسيل، وصرخات أنينهم تعلوا شيئًا فشيئًا، يحاول أحد الأطباء إزالة الدماء عن وجوههم لكن صرخاتها وآلامها تخرج من القلب.
وأمام هذا المشهد المؤلم يقول أحد الأطباء والدموع تنهمر من عيونه: "والله بكفي كل لحظة أطفال بعمر الزهور مصابين أو شهداء أو مشوهين"، مناشدًا العالم بالعمل على وقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة.
هذا مشهدٌ مؤلم وثقه مراسل "شمس نيوز" لحظة وصول عدد من الشهداء والإصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى نتيجة مجزرة إسرائيلية جديدة ارتكبت بمنطقة الحدبة في دير البلح.
وبلغ عدد الشهداء منذ بدء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا في 7 من أكتوبر الجاري نحو 5791 شهيداً منهم: 2360 طفلاً 1292 سيدة وفتاة، و295 مسناً، يضاف إليهم 1550 شهيداً مفقوداً تحت الأنقاض، فيما أصيب 16297 مواطناً.