قائمة الموقع

شهداء وجرحى على الطريق.. نأسف لقد "قطع الاتصال" بسيارات الإسعاف في قطاع غزة!

2023-11-02T18:14:00+02:00
اسعاف - دفاع مدني - حريق (1).jpeg
شمس نيوز - مطر الزق

وصلت سيارة مدنية إلى مستشفى شهداء الأقصى كانت تسير بأقصى سرعة، لم تطفئ جرس الإنذار -الزامور- مطلقًا، أحدهم يخرج من النافذة ويداه ملطختان بالدماء ويصرخ بوجه سيارات الإسعاف المكدسة على باب المستشفى: "وينكوا يا عالم الإصابات والشهداء بالعشرات ملقاة على الطريق ساعدونا يا عمي".

كانت رسالة غاضبة وعنيفة من شابٍ أوصل مصابين اثنين إلى المستشفى جراء قصف إسرائيلي عنيف استهدف منطقة شرق البريج وسط قطاع غزة، تبين فيما بعد بأن القصف قد دمر مبانِ سكنية عدة فوق رؤوس ساكنيها النائمين الآمنين في بيوتهم.

وصلت الإشارة إلى ضابط الإسعاف الذي يجلس داخل المركبة المتمركزة في ساحة مستشفى الأقصى، وعلى الفور رفع الضابط سماعة جهاز "المخشير" وأوصل الإشارة فورًا للإسعافات المنتشرة في الشوارع والطرقات المجاورة للمستشفى بوجود قصف استهدف منزل لعائلة أصلان شرق البريج.

وعلى الفور دون تفكير تحركت سيارات الاسعاف صوب المكان المستهدف وهناك كانت حالة مزعجة تعرض لها المسعفون، يقول أحد ضباط الإسعاف: "تعرضنا للصراخ والعويل من أهالي الشهداء والجرحى بسبب تأخرنا عن الوصول لإنقاذ تلك الأرواح المسالمة".

تقبل ضباط الإسعاف صراخ الأهالي المكلومين وأجابهم والدموع كانت تتساقط من عيونه نظرًا لبشاعة المشاهد التي رآها: "إسرائيل استهدفت جميع مقاسم الاتصالات التي تدخل قطاع غزة، لذلك لا نستطيع التواصل مع أي انسان مطلقًا عبر الهواتف الأرضية أو الجوالات”.

في تلك اللحظات المحرجة والمؤلمة تدافع الناس ووضع المصابين في سيارات الإسعاف التي انطلقت مسرعة صوب مستشفى شهداء الأقصى، لتعلن عن وصول عدد من الإصابات، تبين لاحقًا أنهم شهداء فقدوا أرواحهم لتأخر وصول سيارات الإسعاف إليهم بسبب انقطاع الاتصالات نهائيًا.

ضابط الإسعاف الذي يجلس داخل مركبته يقول لمراسل "شمس نيوز": نأسف لقد قطع الاتصال نهائيًا بالأرقام الأرضية المجانية، ونشعر بالألم والخوف على عشرات آلاف الأرواح من المدنيين شرق مخيم البريج، نحن لا نستطيع أن نفعل شيئًا أمام هذه الحالة الاستثنائية من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد أبناء قطاع غزة".

يضع ضباط الإسعاف الذي رفض الإفصاح عن اسمه، يده على رأسه تعبيرًا عن حالة الحزن الشديد التي أصابته وجميع المسعفون جراء انقطاع الاتصال مع الناس، ليُشير إلى أن الناس في قطاع غزة تفقد أرواحها -بتموت- دون أن نعلم أين؟ ومتى؟".

هناك الكثير من الناس مصابين؛ لكن عدم وصول سيارات الإسعاف في الوقت المناسب أدى إلى فقدان أرواحهم ليرتقوا شهداء، يقول ضابط الإسعاف وهو يزيل العرق المتصبب على جبينه: "عدم تقديم الإسعافات الأولية للمصابين قد يؤدي إلى استشهادهم فورًا؛ لذلك ما تقوم به إسرائيل من قطع الاتصالات يتنافى مع جميع القيم والأخلاق القانونية والإنسانية والحقوقية والدينية".

ويتمنى ضباط الإسعاف، بأن يتدخل العالم أجمع لحماية المدنيين في قطاع غزة إذ أنهم يتعرضون لإبادة جماعية بفعل الغارات العنيفة والكثيفة التي تنفذها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، وأدت لارتقاء أكثر من 7100 مواطن مدني وأكثر من 20 ألف جريح، جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

ما يجري في مستشفى شهداء وسط القطاع، هو جزءٌ بسيط مما يجري في محافظتي غزة والشمال، حيث انقطاع الاتصالات والكهرباء والخدمات، إذ تفرض قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على المحافظتين منذ المناورة البرية.

اخبار ذات صلة