عبرت 4 دول في أميركا اللاتينية (أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية) عن موقف سياسي قوى ومتشددّ تجاه دولة الاحتلال وتضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب إبادة شرسة في قطاع غزة، واتخذت الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية، الخطوة الأقوى حتى الآن، حيث قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع "إسرائيل" بالكامل.
وكانت بوليفيا أعلنت الثلاثاء الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع "إسرائيل" بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، كما استدعت كل من كولومبيا وتشيلي سفيريهما في "تل أبيب" للتشاور بسبب التصعيد المستمر في القطاع المحاصر، ويوم الجمعة انضمت هندوراس لقائمة الدول اللاتينية لتصبح الدولة الرابعة التي سحبت سفيرها من "إسرائيل".
ونستعرض فيما يلي، قائمة الدول التي اتخذت قرارات بشأن علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل:
هندوراس
استدعت هندوراس، يوم الجمعة الماضي، سفيرها لدى "إسرائيل" للتشاور بشأن ما وصفته بأنه «وضع إنساني خطير» يواجهه الفلسطينيون في غزة، وقال وزير الخارجية، إنريكي رينا، على منصة إكس «في مواجهة الوضع الإنساني الخطير الذي يعانيه السكان المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة، استدعت الحكومة المبعوث روبرتو مارتينيز إلى تيغوسيغالبا للتشاور»
«هندوراس»، جمهورية في أمريكا الوسطى، تقع في الفناء الخارجي للولايات المتحدة الأميركية، يحدها من الشمال البحر الكاريبي، ومن الشمال الغربي دولة غواتيمالا، ومن الجنوب الغربي السلفادور، ومن الجنوب نيكاراجوا والمحيط الهادئ.
وفي شهر يونيو/ حزيران 2021، نقلت هندراوس سفارتها في "إسرائيل" إلى القدس المحتلة بتعليمات من رئيس هندوراس السابق خوان أورلاندو هيرنانديز، وهو محافظ اعتبر نفسه حليفا وثيقا لواشنطن.
وفي شهر يناير/ كانون الثاني 2022 أصبحت «اليسارية» زيومارا كاسترو، أول سيدة تتولي رئاسة الجمهورية، وتعتبر أيضاً أول من يتولى المنصب من خارج الحزبين الرئيسيين، الحزب الوطني والحزب الليبرالي، ومثلت كاسترو «حزب ليبر» اليساري، حيث خاضت الانتخابات كمرشحة للحزب لمنصب رئيس هندوراس، وقالت في خطاب تنصيبها أمام حشد تجمّع في الملعب الوطني في تيغوسيغالبا إن «دولة هندوراس دُفعت إلى الإفلاس خلال السنوات الـ 12 الماضية» التي حكم خلالها اليمين، ووعدت بتأسيس «دولة اشتراكية وديموقراطية» في البلاد.
وهي أول رئيس لهندوراس يجري زيارة دولة إلى الصين بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في مارس / آذار 2022، وأعرب الرئيس الصيني «شي» عن ترحيبه الحار بـ كاسترو وأشاد بزيارتها باعتبارها زيارة ذات أهمية خاصة لأنها تفتح فصلا جديدا في سجلات العلاقات بين البلدين.
دولة كولومبيا
كما استدعت كولومبيا سفيرها لدى "إسرائيل" للتشاور، وأعلن الرئيس الكولومبي جوستابو بيترو، في رسالة على موقع «إكس»، استدعاء سفير بلاده لدى "إسرائيل" بسبب حربها في غزة.
وقال بيترو: «قررت استدعاء سفيرنا لدى إسرائيل.. إذا لم توقف إسرائيل المذبحة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني فلن نتمكن من البقاء هناك».
وكولومبيا دولة في تقع في الجزء الشمالي الغربي من قارة أميركا الجنوبية، يحدها من الشمال البحر الكاريبي، ومن الشرق فنزويلا والبرازيل، ومن الجنوب بيرو والإكوادور، ومن الغرب بنما والمحيط الهادي.
وفي شهر أغسطس / آب 2022 تم تنصيب «جوستافو بيترو» أول رئيس يساري في تاريخها، والذي وعد بتحولات جذرية في بلد يعاني دوامة عنف لا تنتهي مرتبطة بتهريب المخدرات.
وإلى جانبه، أدت عالمة البيئة فرانسيا ماركيز (40 عاما)، اليمين الدستورية بوصفها أول نائبة من أصل إفريقي للرئيس الكولومبي، في دولة حكمتها تاريخيا نخبة من الذكور البيض.
ويُعد اقتصاد كولومبيا رابع أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، وشهدت كولومبيا على مدى العقد الأخير حدوث طفرة اقتصادية تاريخية، ويتصدر البترول قائمة الصادرات الكولومبية، مُشكلًا أكثر من 45% من صادرات كولومبيا.
وكانت علاقات كولومبيا وإسرائيل متميزة، وفي شهر نوفمبر 2021 افتتح الرئيس الكولومبي وقتئذ إيفان دوكي، مكتبا للتجارة والابتكار في القدس، خلال زيارة استغرقت ثلاثة أيام لـ"إسرائيل"، وكانت الزيارة الأولى له، والثانية لرئيس كولومبي.
وقال سفير "إسرائيل" في بوغوتا «كولومبيا هي عامل دبلوماسي مهم جدًا جدًا لإسرائيل في أمريكا اللاتينية».
ودخلت اتفاقية التجارة الحرة بين إسرائيل وكولومبيا، ثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، حيز التنفيذ في أغسطس/ آب 2020. وهي أول اتفاقية تجارة حرة لكولومبيا مع أي دولة في الشرق الأوسط وستسمح لـ 97% من البضائع الكولومبية بدخول السوق الإسرائيلي بدون رسوم جمركية.
وفي أغسطس/ آب 2018، قرر رئيس كولومبيا ـ وقتئذ ـ خوان مانويل سانتوس، بشكل غير متوقع الاعتراف بدولة فلسطين قبل أيام من ترك منصبه، مما جعل كولومبيا آخر دولة في أمريكا الجنوبية تفعل ذلك.
بوليفيا
وهي دولة في أميركا الجنوبية وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 تم تنصيب الاشتراكي «لويس آرسي» رئيسا جديدا لبوليفيا، فيما يمثل عودة لـ «الحركة نحو الاشتراكية» (ماس) إلى السلطة بعد استقالة إيفو موراليس قبل عام، عقب اتهامه بالتزوير من قبل المعارضة عندما كان مرشحا لولاية رابعة.
وقامت بوليفيا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وذلك ردًا على العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، بينما اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية، حكومة بوليفيا، بـ «الاستسلام للإرهاب والنظام الإيراني».
وسبق أن قطعت بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عام 2009، في ظل حكومة الرئيس اليساري إيفو موراليس، احتجاجا على هجماتها على قطاع غزة، وفي عام 2020، أعادت حكومة رئيسة البلاد المؤقتة المنتمية لليمين، جنين أنييس، العلاقات.
تشيلي
تقع دولة تشيلي على امتداد الساحل الغربي لأميركا الجنوبية وفي شهر ديسمبر/ كانون الأول 2021 فاز المرشح اليساري غابرييل بوريك في الانتخابات الرئاسية ليصبح أصغر زعيم في البلاد على الإطلاق، وكممثل لوعد جديد لليسار مذكّرا في خطابه إلى الأمة بمناسبة تنصيبه بالرئيس الراحل سلفادور أليندي الشخصية التاريخية في البلاد.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس التشيلي غابرييل بوريتش، أن بلاده استدعت سفيرها لدى "إسرائيل" للتشاور بعد انتهاكات "إسرائيل" للقانون الإنساني الدولي في قطاع غزة.
وكتب بوريتش في منشور على منصة «إكس تويتر سابقًا» قائلًا: «تدين تشيلي بشدة وتراقب بقلق بالغ، هذه العمليات العسكرية».
واقتصاد تشيلي ذو دخل مرتفع وفقًا للبنك الدولي، وهو يعتبر من أكثر دول اميركا الجنوبية استقرارًا وازدهارًا.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين تشيلي واسرائيل غير مستقرة طوال السنوات الماضية، بسبب العلاقات الوطيدة التي تربط بين الشعبين التشيلي والفلسطيني، وهي علاقات وثيقة منذ بدأ الفلسطينيون بالهجرة إلى البلد الواقع في غرب أميركا اللاتينية في القرن العشرين.
وتزيد أعداد الفلسطينيين في تشيلي حالياً عن 300 ألف شخص، ويتركّز الفلسطينيون في تشيلي بشكل أساسي في قطاعي التجارة وصناعة النسيج، كذلك فإنّ التشيليين المتحدّرين من أصول فلسطينية انخرطوا بنجاح في السياسة، كما أن لدولة تشيلي مكتب تمثيل في مدينة رام الله منذ عام 1998، وذلك قبل سنوات من اعترافها بالدولة الفلسطينية رسمياً ودعم انضمامها عضواً لليونسكو عام 2011.