"يقف كالأسد أمام أحدث الدبابات المحصنة في العالم دون أن ترمش جفونه، يمتشق سلاحه على كتفه ويصوب القاذف المتفجر نحو الهدف" قد يقف جميع الجنود المتدربين هذه الوقفة في أوقات التدريبات؛ لكن أن يتمكن الجندي المقاتل من تصويب سلاحه نحو الهدف تحت أزيز مختلف أنواع الطائرات ووسط تطاير غبار الرمال بفعل إطلاق النار الكثيف من حوله، لا يتقنه؛ إلا رجال سرايا القدس وكتائب القسام وأبطال المقاومة في فلسطين.
مشهد إطلاق القذائف المضادة للدروع، لا سيما "تاندوم والياسين 105" صوب أحدث الدبابات الإسرائيلية واختراقها لأقوى الدبابات "الميركافا 4" يثلج صدور سكان قطاع غزة رغم الألم والفراق على ما يجري من إبادة جماعية يتعرض لها سكان القطاع منذ السابع من أكتوبر2023.
يتنقل المقاتل الفلسطيني في الفيديو الذي عرضته سرايا القدس بين المباني المدمرة، وتحت أصوات طائرات الاستطلاع التي لا تفارق أجواء منطقة شمال غرب الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، محاولًا الوصول إلى أقرب نقطة من الدبابات الإسرائيلية المتوغلة.
ويظهر في الفيديو لحظة وقوف المقاتل أمام جدار أحد المباني المدمرة؛ لكن المسافة كانت بعيدة جدًا، هنا اضطر المقاتل لتغيير المكان بالتنقل من شارع إلى شارع إلى أن وصل إلى أقرب نقطة مقابل الدبابة وجلس على قدمه وصوب سلاحه نحو الهدف.
بعد أن حصل المقاتل على التصويب الدقيق، ضغط على الزناد؛ لتنطلق قذيفة "تاندوم" صوب فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية، وبعد لحظات قليلة سقطت الميركافا وتدمرت هيبة الكيان الإسرائيلي أمام قوة وإرادة المقاتل الفلسطيني.
وعلق الخبير العسكري فايز الدويري على فيديو عرضته سرايا القدس لتدمير دبابة إسرائيلية في محور القتال شمال غرب الشيخ رضوان قائلًا: "إن هذا الشخص الذي يظهر في مقطع الفيديو ويرتدي لباس مدني ويتقدم حاملًا السلاح نحو آلية إسرائيلية تزن نحو 60 طنًا ويدمرها فإنه إنسان خارق للعرف العسكري ومن الصعب أن يجد مثيل له في القوات الخاصة والمتميزة والمحترفة في العالم".
وأكد الدويري أن ما عرضته سرايا القدس وما تعرضه أيضًا كتائب القسام من تدمير المقاتلين لدبابات الاحتلال الإسرائيلي، يدلل على أن المقاومة في غزة تمتلك مقاتلين يتفوقون على أي مقاتل في القوات الخاصة المدربة في العالم.
وتخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة جدًا في محاور مختلفة في مدينة غزة وشمال القطاع موقعة العشرات من الدبابات الإسرائيلية بين تدمير كامل أو جزئي، فيما اعترف الاحتلال عن مقتل نحو 36 ضابطًا وجنديًا منذ العملية البرية في قطاع غزة.