دعاء الغزي
تكشف الحرب الكونية التدميرية التي يدور رحاها فوق أرض قطاع غزة المحاصر منذ نحو 17 عاماً، ومئات المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني، بحق البشر والحجر والشجر، والتي خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى ومئات آلاف النازحين، والتدمير المنهج الذي طال أكثر من نصف مباني ومنشآت القطاع بما فيها المستشفيات والمراكز الصحية والمساجد والكنائس.. تكشف هذه الحرب الهمجية دور حاخامات الحرب الذين يصدرون الفتاوى لمواصلة المذبحة المفتوحة منذ أكثر من ثلاثين يوماً، ويقدمون لقادة الكيان "المبررات" والغطاء "الشرعي" لمواصلة حربهم المفتوحة على كل شي حي فوق أرض القطاع.
فقد وجه 44 حاخاماً رسالة الى حكومة الفاشيين يحثونهم فيها على "استهداف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، باعتبار أن الشريعة اليهودية والأخلاق لا تحرم ذلك"، وفق ادعاءاتهم.. ويدعون قادة الكيان "لقتل العرب وسلبهم وسرقة ممتلكاتهم".. وصولا للدعوة "لإبادتهم ومحوهم عن وجه الأرض".
فتاوى الحاخام الياهو
ها هو الحاخام "ألياهو" يقول لحكومة الاحتلال وجيشها: "اقتلوهم وجردوهم من ممتلكاتهم لا تاخذكم بهم رأفة لا تتركوا طفلاً ولا زرعاً ولا شجراً واقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار".. ويبرر الحاخام استهداف الأطفال "لأنهم سيصبحون كأبائهم ويشكلون خطراً" ويدعي ألياهو انها "ليست مجرد فتوى إنما فريضة من الرب ويتوجب على كل يهودي تنفيذها ".
وزير التراث "الإسرائيلي" وقنبلته النووية
أما عميحاي إلياهو، وزير التراث "الإسرائيلي"، المحسوب على حزب الفاشي ايتمار بن غفير، يبني مواقفه على نظريات وفتاوى دينية متشددة، يترجمها على الفلسطينيين، بدعوته العلنية لضرب غزة بالقنبلة النووية.. متجاوزا وجود أكثر من 250 "إسرائيلياً" في أيدي كتائب القسام، وسرايا القدس وغيرهما من الفصائل الفلسطينية، وبسؤاله عن هذا الأمر قال الفاشي الياهو: "بأن حياة الاسرى ليست اغلى من حياة الجنود الذين قتلوا في الحرب على القطاع، لكن هناك ثمن للحرب ويجب اداؤه" وبإعتقاده انه الحل الامثل لتحقيق هدف التخلص من حماس، حسب ادعائه!..
المستشفيات لم تسلم من الفتاوى
وفي هذا السياق الإجرامي قدم 43 حاخاماً إلى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بـ"إحالة مستشفى الشفاء في قطاع غزة وهو امر جائز وغير محرم في حال وجود قادة وعناصر من حركة حماس داخلها".. وجاء ذلك برسالة وقع عليها 43 حاخاماً وارسلوها إلى نتنياهو، وجاء فيها بأن تحذير السكان مسبقاً، كأنه تحذير للمقاتلين من حركة حماس وغيرها، وشددوا على عدم أخبارهم بالاخلاء واذا سالت دماء الأبرياء في هذا العمل (بقصف المستشفيات) فإن اللوم سينصب على رؤوس المقاتلين في المقاومة الفلسطينية في غزة... وترجمة لذلك ادعت سلطات الاحتلال، بأن قادة حماس يتخذون من مستشفى الشفاء مقرا لعملهم، وهو ما نفته إدارة المستشفى وحماس، التي طالبت بلجنة دولية لكشف ادعاءات حكومة الاحتلال وفبركاتها الإعلامية التي تتخذها مبررا لتدمير المستشفيات والأبراج والبيوت وهو ما نجم عنه عشرات آلاف من الشهداء والجرحى والنازحين.