قائمة الموقع

المثلّث الأحمر المقلوب رمزًاً للنّضال الفلسطينيّ!

2023-11-13T17:01:00+02:00
شمس نيوز -

هبة دهيني

امتلأ التاريخ الفلسطينيُّ برموز الفداء، من الخارطة إلى الكوفيّة إلى شجرة الزّيتون، وصولًا للثّوب الفلسطينيّ وغيرها الكثير. فطريق النّضال يُعبّد في ذاكرة المقاوم عن طريق الرّموز المحفورة في بلاده، لأنّ أرضه غير قابلة للتّغيير، وكذا رموزها. فابنِي ما شئت من مغتصبات صهيونية، وارسم نجمتك فوق كلّ جدار، لكن جرّب أن تحفر مرّةً في الأرض، لن تجد في ترابها كلّ مرّة إلّا فلسطين، ولن تبصر فوق نجمتك كلّ مرّة إلى "مثلّثًا أحمرَ مقلوبّا"، ألقته زنود الرّجال الّذين ما برحوا يقلبون موازين القوى، حتّى مشوا في طريق الحق والمقاومة نحو كتابة تاريخ جديد، يُسمّى بما بعد "7 أكتوبر"!

ظهر المثلث الأحمر المقلوب بدايةً في مقاطع توثيق الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وبين الاحتلال "الاسرائيليّ" في قطاع غزّة. وتحوّل بعدها إلى رمزٍ للمقاومة والصّمود والنّصر. ربطه الكثيرون بالمثلّث الموجود في العلم الفلسطينيّ، وأشار آخرون إلى ارتباطه بالتطريز الفلسطينيّ القديم على أيدي الجدات اللاتي هن أكبر عمرًا من عمر الاحتلال، كما وقال البعض أنه انعكاس لشارة النّصر وأوّل انطلاقة في انتفاضة الحجارة، كلّ التشبيهات صبّت معًا على ضرورة أن يصبح هذا الرمز "أيقونةً" لنضال المقاومة الفلسطينية.

فهو بأساسه يشير لأهداف المقاومة، فيوضع المثلث الأحمر فوق الدبابات والآليات العسكرية "الإسرائيلية" التي تم استهدافها فوق أرض القطاع، والشيء المبهر وغير الاعتيادي في الموضوع، أن الاستهدافات هذه معظمها من "مسافة صفر"، يعني مواجهة العدو "وجهًا لوجه" على بُعد أمتار قليلة فقط، وبدون أي حواجز. فالاستهداف يأتي مباشرًا وقويًّا، كما وبكلّ شجاعة يطلق المقاومون عبواتهم وأسلحتهم، ثمّ يصرخون "اضرب اضرب هيّها قبالك!"، و"فقعت والله فقعت!"، لهذا نتكلم عن عظمة دلالة "المثلث الأحمر"، وعن "المسافة صفر"، وارتباطهما.

إنّ هذا المثلث الأحمر المقلوب، وكما تداوله الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، سيقع في يوم ما على رأس الكيان والمحتل "ونجمته" الزائفة، قاتلًا بذلك انتصاره الوهميّ، وأمنياته ببناء "رمز" واحد يخصّه، فالرموز تُبنى بأيادي المقاومين. والمثلثات الحمر هذه لا يمكن أن توجد بدون روحيّة المقاوم الفلسطينيّ الّذي يحيك عبواته بخيوط روحيّته المستمرّة، هذا ما يفتقر إليه الاحتلال. فكيف يصنع رمزًا من لا تاريخ له ولا نضال؟

طالما هناك احتلالٌ هناك مقاومة، وطالما هناك ظلم هناك مدافع عن المظلومين، وطالما هناك معتصبات هناك "مثلّثاتٌ حمر"!..

اخبار ذات صلة