نجحت السيدة اليمنية إقبال صالح أبو السعود وعائلتها بالفرار من الموت بعدما دمرت طائرات الاحتلال منزلها بمنطقة الشيخ رضوان في غزة؛ لتواجه تحديًا جديدًا في خيمة النزوح بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح يتمثل بحماية أبنائها وأحفادها الرضع من البرد والأمطار في أول المنخفضات الجوية لفصل الشتاء خلال حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد المدنيين منذ السابع من أكتوبر 2023.
في خيمة تضم نحو 30 فردًا من عائلتها في مستشفى شهداء الأقصى تقول أبو السعود: "إن أحفادها يعانون من أزمات عدة منهم طفلة أجرت عملية صمام قلب وأخرى تعاني من الرشح والزكام"، معربة عن قلقها الشديد على مصير أبنائها مع بداية فصل الشتاء تزامنًا مع معاناة النزوح المتفاقمة.
غرق الخيام
تضيف أبو السعود لمراسل "شمس نيوز": "لقد نجوت مع العائلة والأطفال الرضع بأعجوبة من تدمير منزلنا في الشيخ رضوان؛ لأنتقل من مكان إلى آخر حتى وصلنا إلى ساحة مستشفى شهداء الأقصى ونواجه حاليًا صعوبة كبيرة في توفير مقاومات الحياة من طعام وشراب".
وتساقطت الأمطار مصحوبة برياح شديدة في ساعات صباح اليوم الثلاثاء (14 نوفمبر 2023)، مما فاقم معاناة مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الذين فروا مضطرين من مناطقهم جراء المجازر الوحشية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال القطاع ومدينة غزة.
البرد الشديد والأمطار الغزيرة دفعت عائلة أبو السعود إلى إعادة ترتيب أوتاد خيمتهم وأغطيتها بالنايلون، وأوضحت: "هربنا مشيًا على الأقدام وكان الطريق صعبًا ومرعبًا جدًا، وحينما وصلنا إلى خيمة النزوح فجأتنا الرياح التي خلعت أوتاد الخيمة والامطار التي تسللت من الفراش وأغرقت الملابس.
وتضيف أبو السعود: "إن البرد الشديد والأمطار الغزية أصابت الأطفال بالأمراض"، مشيرة إلى أن الرضع أصيبوا بالرشح والزكام وتم إرسالهم إلى قسم الأطفال في المستشفى لتلقي العلاج اللازم، "نحن نعاني من أزمات عدة ومتفاقمة".
وذكرت أنها تفتقد وعائلتها إلى الفراش والأغطية الكافية لنحو 30 فردًا تسترهم خيمة صغيرة لافتتًا إلى أنها لم تتلقَ أي مساعدة إنسانية منذ وصولها إلى ساحة المستشفى واستقرارها بين النازحين تعينها على مواجهة الظروف القاسية.
وتضيف مشيرة إلى زوجات أبنائها وما يحملن في أحضانهن من أطفال رضع حديثي الولادة: "هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى ملابس وأغطية وحفاضات وأدوية وحليب وتغذية؛ لكن لا أحد يقدم لها المساعدة، تعبنا من الخيمة ونريد انهاء الحرب الإسرائيلية بأسرع وقت ممكن".
لا مساعدات
وفي الزاوية المقابلة لخيمة أبو السعود يحاول بشير أبو عرمانة إصلاح خيمته الصغيرة التي تطايرت بسبب الرياح الشديدة وغرق الفراش بسبب تساقط الأمطار وتسللها داخل الخيمة، إذ استفاق وعائلته وسط بركة مياه مختلطة بالتراب والقمامة.
وأثناء إصلاح أبو عرمانة خيمته الصغيرة قال لمراسل "شمس نيوز": "يعيش في هذه الخيمة نحو 34 شخصا، ونحاول ترميمها لأنها تؤوي النساء والأطفال، أما نحن الرجال، فننام في العراء بالخارج".
ويروي أبو عرمانة كيف فرّ من حي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة، بسبب الغارات الإسرائيلية والتي تسببت بتدمير منزله.
ويعاني سكان الخيم من قلة الفراش والأغطية، إذ يقول أبو عرمانة: "إن الكبار يخلعون ملابسهم، ويستخدمونها لتدفئة الصغار، ويلفت إلى أنهم لم يحصلوا على أي مساعدات من أي مؤسسات، أو من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).
ويستدرك قائلا، إن بعض الأفراد من "أهل الخير"، قدموا له بعض المساعدات بغرض نصب الخيمة، بالإضافة إلى بعض الطعام، ويضيف: "نحن في وضع صعب، لا يوجد طعام ولا ماء، بالأمس أولادنا تناولوا وجبة الإفطار بعد العصر".
الرضيعة حبوب
وتزيد الأمطار من معاناة الأم آية حبوب التي أنجبت طفلتها "تيا" قبل أربعة أيام فقط: "نتعرض لمعاناة قاسية جدًا، لا طعام ولا شراب ولا إيواء مناسب لنا كنساء أنجبن أطفالهن في ظروف قاهرة، ناهيك عن الأمطار والرياح والأمراض التي تعاني منها الرضيعة تيا.
وروت حبوب لمراسل "شمس نيوز" لحظات نجاتها بأعجوبة من الموت، هي ورضيعتها في حي النصر بمدينة غزة، تقول: "لقد حاصرتنا الدبابات الإسرائيلية لمدة 4 أيام، بدون ماء ولا طعام، ولا أي مقومات للحياة لها ولطفلتها.
وتضيف: "نزحت مع أسرتي إلى جنوب وادي غزة وقادتنا أقدامنا إلى مستشفى شهداء الأقصى، وهناك اشتد معاناة الولادة بشكل كبير وتوجهنا إلى مستشفى العودة عبر -كارة حمار- عربة تجربها الحيوانات وعندما وصلنا بساعات أنجبت طفلتي "تيا".
وبعد عودتنا إلى خيمة النزوح ومكوثنا نحو 3 أيام زادت معاناتنا إذ تقول: "تزامنًا مع عدم توفر الطعام والشراب والأدوية، تفاجأتُ بالرياح والأمطار الغزيرة التي تسببت بغرق الخيمة ومن فيها من فراش وأغطية، دفعتنا للاختباء في سيارة أحد الناس المجاورين لحماية الرضيعة من الرشح والزكام والأمراضي.
وذكرت حبوب أن خيمتها تفتقد إلى الفراش والأغطية الكافية للأفراد الموجودين فيها والبالغ عددهم 19 شخصا، وتؤكد أنها لم تحصل على أي مساعدات من أي جهة، تُعينها ورضيعتها على مواجهة الظروف القاسية.